شارفتنا طلائع المهرجان

شَارفَتْنَا طَلائعُ المهرجانِ

​شَارفَتْنَا طَلائعُ المهرجانِ​ المؤلف كشاجم


شَارفَتْنَا طَلائعُ المهرجانِ
مخبراتٍ بطيبِ فَضْلِ الزّمانِ
والهدايا في المهرجانِ حَديثاً
وقديماً مِنْ سُنّةِ الدهقَانِ
وتفكَّرتُ في الهدايا وفيما
بعثَ الفكرُ من لَطيفِ المَعاني
فرأيتُ الأشياءَ تقصُرُ عن وجـ
ـهٍ عَلا أن يُرى لهُ من مُداني
فبَعثتُ الذي ترَى منهُ فيهِ
كلّ ما قَدْ نراهُ في البُسْتَانِ
بِمرِاةٍ إلى مراةٍ تُهادى الـ
ـحُسْنُ فيهِ ومنهُ مِرْآتانِ
أختُ شمسِ الضّحاء في الشّكْلِ وإلا
شْراقِ غيرِ الإعشَاءِ للأَجْفَانِ
جونةُ الصَّقلِ فَضْلُها في المَرَايا
فَضْلُ أذهانِكُم على الأَذْهَانِ
خطَّ منها شَكْلَ المُدَوّرِ قدّاً
واعتدالاً إقليدسُ اليوناني
ذاتُ طوقٍ مشرّقٍ من لجينٍ
أَجرَيتْ فيهِ صفرةُ العقبانِ
فهيَ كالَهالةٍ المحيطةِ بالبَدْ
رِ لِسِتٍّ مَضَيْنَ بعدَ ثَمَانِ
وَرِثَتْ عن متوّجينَ وأدّا
ها إلينا تَعَاقُبُ الأَزمَانِ
وعلى ظَهرِهَا فوراسُ تلهو
ببزاةٍ تعدُو على غُزْلاَنِ
لكَ فيها إذا تَأَمَّلْتَ حُسْنٌ
مخبرٌ فَضلُهُ بنيلِ الأَماني
خَسِروا نّيةَ المَنَاسِبِ إلاَّ
أَنَّها في نَصَابِ جزعٍ يماني
خُطَّ فيها مثالُ كسرى كما مـ
ـثلَ كِسْرَى أَباكَ في التّيجانِ
وتريكَ المكانَ فيها وإنْ كنتَ تَـ
ـرَاهَا ومثلَها في المكَانِ
لَمْ يكنْ قَبْلَها مِنَ الماءِ جرمٌ
حاضرٌ نفسُهُ لغيرِ أوانِ
عدّلَتْ عكسَهَا الشُّعاعَ فمبدا
هُ إلينا ورَجْعُهُ سِيَّانِ
هي دُنيا بها تَفَاءَلْتُ إِلاَّ
أَنَّها خِلوةٌ من الأَحزانِ
وهي شمسٌ فإنْ مِثَالُكَ يوماً
لاحَ فيها فأنتما شَمسْاَنِ
أينما قابَلَتْ مثالُكَ من أر
ضٍ ففيها تَقَابُلُ النّيرانِ
فالقَها منكَ بالذي ما رَآهُ
خائفٌ فانثنى بغيرِ أَمانِ
وعلى المصطفى فَضْلٌ فقد يـ
ـشرفُ فضلُ العيونِ بالأَعيانِ