شاعر الدير
شاعر الدير
عادت رياض القوافي وهي حالية
وكان صوّح فيها الزهر والعشب
واسترجعت دولة الأقلام نخوتها
وكان أدركها الإعياء والتعب
بشاعر عبقريّ في قصائده
عطر، وخمر رائق عجب
فاشرب بروحك خمرا كلّها أرج
واشق بروحك عطرا كلّه طرب
وامرح بدنيا جمال من تصوّره
فإنها السحر إلا إنه أدب
والبس مطارف حاكتها براعته
تبقى عليك ويبلى الخزّ والقصب
كم درة يتمنّى البحر لو نسبت
إليه باتت إلى مسعود تنتسب
لو أنها فيه لم تهتج غواربه
لكنها لسواء فهو يصطخب
فلا جناح إذا ما قال شاعرنا
للبحر _ يا بحر أغلى الدرّ ما أهب!
يا شاعر ((الدير)) كم هلهات قافية
غنى الرواة بها واختالت الكتب
طلاقة الفجر فيها وهو منبثق
ورقّة الماء فيها وهو منكسب
مرت على هضبات الدير هائمة
فكاد يورق فيها الصّخر والحطب
إذا تساقي الندامى الراح صافية
كانت قوافيك في الرّاح التي شربوا
فأنت في ألسن الأشباح إن نطقوا
وأنت في همم الشّبان إن وثبوا
مسعود عيدك والشهر الجميل معا
قد أقبلا، وأنا في الأرض أضطرب
يحزّ في نفسي أني اليوم مبتعد
وأنت من حولك الأنصار والصّحب
ألبيد ((والناس)) ما بيني وبينكم
ليت المهامه تطوي لي فأقترب
ما كان أسعدني لو كنت بينكم
كيما يؤدي لساني بعض ما يجب
لصاحب أنا تيّاه بصحبته
وشاعر طالما تاهت به العرب