شجتني وقد تشجي الطلول الهوامد
شَجَتْني وقد تُشجي الطلولُ الهوامدُ
شَجَتْني وقد تُشجي الطلولُ الهوامدُ
معالمُ أَقْوَتْ بالفضا ومعاهدُ
وأَيْسَرُ وجدي أنّني في عراصها
أُذيبُ عليها القلبَ والقلبُ جامد
وقفتُ بها أستمطرُ العين ماءها
وأسألُ عن سكّانها وأناشد
وما کنهلَّ وبل الدمع حتى تأجَّجت
من الوجد نيرانُ الفؤاد الخوامد
فلا ماء هاتيك المدامع ناضب
ولا حرّ هاتيك الأضالع خامد
خليليّ ما لي كلّما لاح بارق
تنبَّه وجدي والعيون هواجد
وأوقدَ هذا الشوقُ تحت أضالعي
فهل يوقد الشوق المبرّح واقد
فليتَ خيالَ المالكيّةِ زائري
فأشكو إليه في الهوى ما أكابد
وعهدي بربع المالكيّةِ مَصْرَعٌ
إذا خطرتْ فيه الحسان الخرائد
أحبَّتنا أمّا الغرام وحرُّه
فباقٍ وأمّا الاصطبار فنافد
فقدتكمُ فقدَ الزلال على الظما
فلم يرو مفقودٌ ولم يروَ فاقد
خليليَّ إنّي للكرام لفاقدٌ
وإنّي على ريب الزمان لواجد
وإنّي لفي عصر أضَرَّ بأهْلِهِ
وأَغْرَبُ شيء فيه خِلٌّ مساعد
وما ضرّني فقدي به ثروة الغنى
فلا الفضل منحطٌّ ولا النقص صاعد
ترفَّعتُ عن أشياءَ تزوي بأهلها
وما أنا ممن دنَّسَتْه المفاسد
وإنّي لِمَنْ يبغي ودادي لطامعٌ
وبالمُعرضِ المُزْوَرِّ عنّي لزاهد
جَرَيْتُ بميدان التجارب برهةً
وقد عرفتني بالرجال الشدائد
وما الناس إلاّ ما عرفتُ بكشفها
صديقٌ مداجٍ أو عدوٌّ معاند
إذا خانك الأدنى الذي أنتَ واثقٌ
به فحريٌّ أَنْ تَخُونَ الأباعدُ
أعد نظراً في الناس إنْ كنت ناقداً
فقد يتلافى صحة النقد ناقد
مضى الناس والدنيا وقد آل أمرها
وتعمر فيه للصّلاة مساجد
وأصبَحْتُ في جيل الفساد ولم يكن
لِيَصْلُحَ هذا الجيل والدهر فاسد
فإنْ عدَّت الآحاد في الجود والتقى
لقومٍ فعبد الواحد اليوم واحد
يعدُّ لإيصال الصِّلات محلُّه
وتعمر فيه الصلاة مساجد
ملابس تقوى الله في البأس دونها
صدور العوالي والسيوف البوادر
جناب مريع يستمد بمدّه
وتلقى إلى ذاك الجناب القلائد
يلوح إذا ما لاح بارق جوده
كما لاح برق في الغمائم راعد
لقد زرع المعروف في كل موطنٍ
وزارعه للحمد والشكر حاصد
يكاد يقول الشعر لولا جميله
لما طال لي باعٌ ولا اشتدّ ساعد
إذا اقترنا، شعري وكوكب سعده
وشوهد منا المشتري وعطارد
تفتَّحُ أزهارُ الكلام وأشرقتْ
بآفاق أقطار الفخار فراقد
أُشاهِدُ في النادي أساريرَ وجهه
فأنظر أبهى ما أرى وأشاهد
إذا ما انتمى يوماً لأكرام والدٍ
فبورك مولودٌ وبورك والد
بنفسي رفيع القدر عالٍ محله
تنال الثُّريّا كفُّه وهو قاعد
له حيث حلّ الأكرمون من العلى
مقامٌ كريمٌ في العلى ومقاعد
كريم يُنيلُ المستنيلين نَيْلَه
ومن كرم الأخلاق ما هو رافد
فما خاب في تلك المكارم آملٌ
ولا سرَّ في نعمائه قطُّ حاسد
مناهله للظامئين مواردٌ
فلا نَضِبَتْ في الجود تلك الموارد
تشادُ بيوتُ المجد في مكرماته
وترفعُ منها علاه قواعد
حَثَثْنا إلى ذاك الجناب قلائصاً
لها سائق منها إليه وقائد
وقد صَدَقَتْنا بالذي هو أهْلُه
ظُنونٌ بما نرجو به وعقائد
من القوم موصول الجميل بمثله
لنا صِلَةٌ من راحتيه وعائد
وما البرّ والإحسان إلاّ خلائق
وما الخير في الإنسان إلاّ عوائد
تدلّ عليه بالثناء أدِلَّةٌ
عليها من الفِعل الجميل شواهد
وأبقى له في الصالحات بواقياً
وإنْ فَنيَ المعروف فالذكر خالد
تروح إليه الآملون وتغتدي
فذا صادر عنه وذيآك وارد
ألا بأبي ذاك الهمام الذي له
من الله عونٌ في الأُمور وحاشد
تناخُ مطيا المعتفين ببابه
ويَنْفُقَ سوقُ الفضل والفضل كاسد
إذا أنا أنشدتُ القريض بمدحه
وعتْ أذنُ العلياء ما أنا ناشد
وكم جابتِ الأرضَ البسيطة باسمِهِ
قوافٍ سوارٍ في الثناء شوارد
تقلِّدُ جيدَ الدهر منها قلائدأً
ويا ربَّ جيدٍ زيَّنَتْه القلائد
وكم نظمت فيه عقود مدائح
مزاياه في تلك العقود فرائد
رعَيْتَ رعاك الله حقَّ رعايتي
فأَفعالُك الغرُّ الجياد محامد
فَدَعْ غير ما تهوى فإنَّك مفلحٌ
وخذْ بالذي تهوى فإنَّك راشد
وإنك معروف بكلِّ فضيلةٍ
وهلْ يجحد الشمس المضيئة جاحد
فيا لك في الأَمجاد من متفضلٍ
له طارف في الأمجدين وتالد
بلغنا بك الآمال وهي بعيدة
وتمّت لنا فيما نروم المقاصد
فكلُّك يا فخر الكرام مكارمٌ
وكلُّك يا مال العفاة فوائد
شكرتك شكر الروض باكره الحيا
يد المزن تمريها البروق الرواعد
وهاأنا حتى ينقضي العمر شاكر
لنعماك ما بين البرية حامد
فلا زلت مقصوداً لكلَّ مؤمِّل
ولا برحتْ تتلى عليك القصائد