شددت على صدر الزماع حزامي
شددتُ على صدر الزماعِ حزامي
شددتُ على صدر الزماعِ حزامي
وَجَرَّدْتُ من عزْمي شقيقَ حُسامي
وقمتُ نهوضَ العَوْدِ حُلّ عِقالُهُ
فأقْعَدَنِي المقدورُ عند قيامي
إذا صاحَ بي أمرٌ من الله صيحةً
رجعتُ ورائي، والحبيبُ أمامي
وكيْفَ أرى لي قصْد وجهي إليكُمُ
إذا كان في كفّ القضاءِ زمامي
وما هي إلاَّ غربةٌ مُسْتمرةٌ
أرى الشيخ فيها بعدَ سِنّ غلام
كأنَّ قَذالي بالقتير مُعَوَّضُ
قبيلةَ سامٍ من قبيلة حام
وماشيّبَ الإنسان مثلُ تغربٍ
يَمُرّ عليه اليومَ منه كَعَام
وهل رحتُ إلاّ طالباً بالنوى عُلىً
كأني منها للنجومِ مُسامِ
وإني لسهمٌ في نفاذي وليتني
يهدّبُ بي دار الأحبة رامِ
أبا الحسن اسمعْ عذرةً قد بعثتها
ـ فلا زلتَ في عزّ قرينَ دوام ـ
إذا لم تُطقْ عن أرض قومٍ ترحّلاً
فزرتك ما استوعبته بمقامِ
وأعربتَ عن نفسٍ إليّ مشوقةٍ
كأنَّ كلاماً منك طيَ كلام
أتاني كتابٌ منك نَمّقْتَ خطّهُ
كما دبّجَ الروضَ انسجامٌ غمامِ
تناولتُهُ من كفّ مُهْدٍ كأنَّما
بردتُ بعذبِ الماء حرَّ أوامِ
مَشَى في ضميري بالسرور كما مشَى
صلاحٌ شفاءٍ في فساد سقام
كأنّ كتابي باليمين أخذته
وقيل ليَ: ادخلْ جنّةً بسلام
فلا تحسبوني قدْ تَسَلّيتُ عنكم
بطيبِ سماعٍ أو بكأس مُدامِ
ولاضحكتْ سي، وهل ضحكتْ وما
وضعتُ على فَضّ الدموعِ ختامي
متى كنتُ مختارا على الوَصْل فُرْقةً
تُطيلُ إلى وِرْدِ اللقاءِ هيامي
ولا تحسبوني خائفاً قطعَ مهمةٍ
يدومُ، وأخفافُ المطيّ دوام
تَنَفّسَ منه الحرُّ في حُرّ وجنتي
تَنَفُّسَ قَيْنٍ في صقيل حسام
ولا ساكناً في ليْلَةٍ مُدْلَهِمَّةٍ
سَرَى رَكبُها فيها اصطلاءَ ظلام
إذا ما رغا في الجوّ فحلُ سحابها
حَكى الثلجُ من شدقيه جَعْدَ لغام
ألمْ أركبِ النفسَ اشتياقاً إليكم
غواربَ مخضّر الغواربِ طام
ألم أكُ في الغرقى مشيراً براحتي
فلم أنْجُ إلا من لِقَاءِ حِمامي
ألم أفقد الشمسَ التي كان ضوءها
يُجلي عن الأجفان كلّ ظلامِ
طعمتُ بهذا كله في لقائكم
لِتَغْرَمَ نَفْسٌ أُتْلِفَتْ بغرام
بقيَةَ أحبابي الذين حَوَتْهُمُ
مضاجعُ لم يُضْجَعْ بها لمنام
أخذتُ ذمامي مِنْ زماني عليكم
فما كان إلا غادراً بذمامي
تفرّقتمُ في البين، في كلّ وُجهةٍ
نثير جُمانٍ، في انقطاع نظامِ
فحزبٌ يكفّ الدهرُ عنه عزيمتي
وحزبٌ تردّ الرومُ عنه مرامي
سأُعْطِي بشيرا قال لي: قد تجمَّعوا
ثوابَ صلاتي طائعاً وصيامي
وأرقُبُ يَوْماً فيه بالوَصْلِ تَلتقي
سجامُ دموعٍ بيننا بسِجام
متى آتكم يُنْشَرْ لكمْ من ضريحه
دفينُ اغترابٍ لا دفينُ رغامِ