شرح قطر الندى - ت: محمد محيي الدين عبد الحميد/الكلمة وأقسامها

​شرح قطر الندى وبل الصدى​ المؤلف ابن هشام الأنصاري
الكلمة وأقسامها
ملاحظات: الصفحات 11–12


 

الكلمة وأقسامها ص - الكَلِمَةُ قَوْلُ مُفْرَد . ش - تطلق الكلمة في اللغة على الجمل المفيدة (١) ، كقوله تعالى : (كلاً إنها كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُها ( ) إشارة إلى قوله : ( رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلَّى أَعْمَلُ صَالِحًا فيما تركت ) (٢) ، وفي الاصطلاح على القول المفرد . والمراد بالقول : اللفظ الدال على معنى : كرَجُل ، وفَرَس . والمراد باللفظ : الصوت المشتمل على بعض الحروف : سواء دل على مثنى : كزيد ، أم لم يدل گدیز - مقلوب زيد - وقد تبين أن كل قول لفظ ، ولا ينعكس (٢) . (۲), - والمراد بالمفرد : ما لا يدل جُزوه على جزء معناه ، وذلك نحو «زيد» ؛ فإن أجزاءه - وهى : الزاى ، والياء ، والدال - إذا أفردت لا تدل على شيء مما يدل هو عليه ، بخلاف قولك ( غُلامُ زَيْدٍ» فإن كلا من جزءيه -- وهما : الغلام ، وزيد - دال على جزء معناه ؛ فهذا يسمى مركبا ، لا مُفْرَداً. فإن قلت : فلم لا اشترطت فى الكلمة الوضع ، كما اشْتَرَطَ مَنْ قال : السكامة لفظ وضع المعنى مفرد ؟ قلت : إنما احتاجوا إلى ذلك لأخذهم اللفظ جنا للكلمة ، جنا للكلمة ، واللفظ ينقسم إلى موضوع ، ومنهمل ؛ فاحتاجوا إلى الاحتراز عن المهمل بذكر الوضع ولما أخَذْتُ القول جنساً للمكالمة - وهو خاص بالموضوع - أغنانى ذلك من اشتراط الوضع . . فإن قلت : فلم عدلت عن اللفظ إلى القول ؟ قلت : لأن اللفظ جنس بعيد ؛ لانطلاقه على المُهمل والمستعمل ، كما ذكرناه (1) في نسخة على الجملة المفيدة ) . من الآيتين ۹۹ و ۱۰۰ من سورة المؤمنين " (۳) يعنى أنه ليس كل لفظ قولا ؛ لأن مالا يدل على معنى كديز يسمى لفظا ، ولا يسمى قولا ۱۲ شرح قطر الندى : لابن هشام والقول جنس قريب ؛ لاختصاصه بالمستعمل ، واستعمال الأجناس البعيدة في الحدود تعيب عند أهل النظر . ص وهي : أسم ، وقبل ، وحرف . ش لما ذكرتُ حَدٌ الكلمة ، بينت أنها جنس تحته ثلاثة أنواع : الاسم ، والفعلُ ، والحرف . والدليل على انحصار أنواعها في هذه الثلاثة الاستقراء (۱) ؛ فإن علماء هذا الفن تتبعوا كلام العرب ، فلم يجدوا إلا ثلاثة أنواع ، ولو كان (۳) ثم نوع رابع الثروا على شيء منه . ص - فأما الأسمُ فَيُعْرَفُ : بِأَل كالرجل ، وبالتنوين كرجل ، و بالحديث منه كتاء ضَرَبْتُ . ش - لما بينت ما انحصرت فيه أنواع الكلمة الثلاثة ، شَرَعتُ في بيان ما يتميز به كل واحد منها عن قسيمنيه ؛ لتم فائدة ماذكرته ، فذكرت للامم ثلاث علامات ؛ علامة من أوله ، وهي الألف واللام ، كالفرس ، والغلام. وعلامة من آخره ، وهى التنوين ، وهو « نُون زائدة ، ساكنة ، تَلْحَقُ الآخر لفظا ، لاخطاء لغير توكيد » ، نحو زيدٍ ، وَرَجُلٍ ، وَصَهُ ، وَحِينَئِذٍ ، وَمُسْلِمَاتِ ؛ فهذه وما أشبهها أسماء ؛ بدليل وجود التنوين في آخرها . وعلامة معنوية ، وهى الحديث عنه ك « قامَ زَيْدٌ » ، فزيد : اسم ؛ لأنك حَدَّنتَ عنه بالقيام ، وهذه العلامة أنفع العلامات المذكورة للاسم ، و بها استدل على اسمية القاء في «ضربت ) ألا ترى أنها لا تقبل « آل » ولا يلحقها التنوين ، ولا غيرها من العلامات التي تَذْكَرُ الاسم ، ، سوى الحديث منها فقط a دمت (۱) وأيضا فالكلمة إما ألا تدل على معنى في نفسها بل يكون معناها في غيرها . وإما أن تدل على معنى في نفسها ، والأول الحرف، والثانى إما أن يكون الزمن جزءاً من معناها ، وإما لا ، الأولى الفعل ، والثاني الاسم (۲) فى نسخة ( فلو كان » بالفاء مكان الواو .