شرف الورى يا دهر كيف هدمته

شَرَفُ الورى يا دَهْرُ كيف هَدَمْتَهُ

​شَرَفُ الورى يا دَهْرُ كيف هَدَمْتَهُ​ المؤلف إبراهيم بن عبد القادر الرِّيَاحي


شَرَفُ الورى يا دَهْرُ كيف هَدَمْتَهُ
وقصدتَ عَمْداً للهُدَى فردمتَه
يا لَيْتَ أنك والمُنى ممنوعةٌ
تَلْوِي على نَقْضِ الذي أبرمتَه
لم تَأْلُ في سَوْقِ الخِيَار إلى الرّدى
يا ليت شعري هل بذا أكرمتَه
أَفَلَمْ يَغِبْ بغروب شمسِ محمّدٍ
فَضلٌ سما عن أن تكونَ علمتَه
والعلم لو كانت لقلبك رقّة
لبكيتَه من بعده ورحمتَه
لاَ غَرْوَ إنْ تُنْثَرْ لآلِي أَدْمُعٍ
وبِفَقْدِهِ عَقْدُ العلوم فصمتَه
يا مَنْ الى نور الكتابِ وسرِّه
يسعى لقد أَخْفَقْتَ فيما رُمْتَه
كشّافُ أسرار البلاغة قد مضى
ولسانُ تلخيص البيان عدمتَه
مَنْ للكلام إذا بَدَتْ يا فخرَه
مِن مُبْطِلٍ شُبُهٌ به كلَّمتَه
ومتى أتى بوساوسٍ متفلسفٌ
أَرْهَقْتَهُ وهُدَى الإله أَقَمْتَهُ
وَلَوَ أنّ أفلاطونَ ساعده اللّقا
لدرى بأنّ العِلْمَ ما عَلَّمتَه
يا مُحْيِيَ الإِحيا لِيَهْنَكَ مَغنماً
عُمُرٌ بإحياء العلوم ختمتَه
لهَفي عليك ولستُ فيه بمُفْرَدٍ
يا مُفْرَداً جَمْعُ الكلام نَظَمْتَه
شمسٌ بفاسٍ أشرقت وبتونسٍ
غَرَبَتْ فيا أسفاً عليك ضرمتَه
قَسَماً بمن أعطاك خلقاً كاملا
وثباتَ حِلم في الأنام عزمتَه
لو تُفْتَدَى لَفَدَاكَ مَنْ تحت السما
وبَقِيتَ حيّاً ما تشاءُ أقمتَه
لكنّ ما تلقاه من حُسنِ القِرى
خَيْرٌ وأَبْقَى والذي قدّمتَه
فله دَعَا داعي الورى فأجبتَه
وجميل ظنّك بالرّجا أحكمته
واللّهَ أرجو أن ينيلك كلّ ما
بجميل ظنّك في الضمير كتمتَه
وَحَرٍ لمجدك أن يناديَ زائرٌ
ومؤرّخ وَارَمْسُ كيف ضَمَمْتَه