شماسة قلبي ليس يألف طائره

شماسة قلبي ليس يألف طائره

​شماسة قلبي ليس يألف طائره​ المؤلف بديع الزمان الهمذاني


شماسة قلبي ليس يألف طائره
وعازب لُب أول الحب آخرُهْ
ورئم أبت الحاظه ان تغبّني
وُفودَ الهوى أو يبرحَ الصدرَ خاطرهْ
بساحر ما ضمت عليه جفونه
وريانِ ما التفّت عليه مآزره
وأبيضِ ما تحت الصَّدار لَوَانه
تجرد لاحت للعيون سرائره
فيا قلب هذا العشق وهذه
موارده حتى تبين مصادره
فلا الأنس مردود إليك شريده
ولا النوم معطوف عليك أواصره
ويا دمع أدركني إن الصبر خانني
بنصرك والمخذول من أنت ناصره
ويا برحاء الشوق رفقاً بمهجتي
هي المجد معقودا عليه خناصره
ألاإن تحت الشوق مني لما جدا
يجاذب فيه منجد الشوق عائره
وما حال صب بالعلراق فؤاده
أسير وثاو في خراسان سائره
على أن في قرب الأمير وبسطه
لنا عوضاً لا يخلف الظن ماطره
ألم تر أن الملك قر قراره
إذا زينت باسم الأمير منابره
ودون حجاب الملك منذ تمكنت
أسرته من أرضه وستائره
سحاب ولكن الدنانير صوبه
وليث ولكن الملوك عقائره
وأبلج كالصبح الأغر جبينه
ضياء وكالليل البهيم عساكره
تذل له الأقدار وهي جنوده
وتخدمه الأيام وهي عشائره
يموج به في الحرب صاف أديمه
حفوز لهامات الملوك حوافره
مقيم سرير الملك حاضره تلجه
وخاتمه غازي الغريم مسافره
تَزايل أركانُ العدى عند بأسه
وتعضَب أنياب الردى وأظافره
ألم تر غرشتان كيف تغورت
معاقلها لما انتحتها بصائره
طلبت بها ثار الأله ودينه
فما فات والشيخ الموفق بائره
ونبئت يانهلان أن عصابة
يخالف فيهم باطن القلب ظاهره
أتوك وراموا أن يهزك بغيهم
على شرفي والبغي مر مصائره
حنانيك حسادي كثير كما ترى
ومن حسنت عيناه تكثر ضرائره
ومن حل من علياك حيث تحلني
تصدى له قاصي المحل وقاصره
أنا العبد لا يأبى عليك ولاؤه
خلوصاً ولا تخطو ذراك مفاخرة