شمس من الأنس صار الحسن هيكلها

شمس من الأنس صار الحسن هيكلها

​شمس من الأنس صار الحسن هيكلها​ المؤلف ابن شيخان السالمي


شمس من الأنس صار الحسن هيكلها
ألقت إليها النُهى طوعاً معوَّلَها
رمحية القدّ بَطّاشية خُلُقاً
صُبحيَّة الخَدّ تعنو النيِّرات لَها
أُمنيَّةٌ شرعُها سفك الدماء على
أهل الغرام ولا ذنبٌ فيحملَها
ما فوَّقت لحظَها في الناس راميةً
إلا أصابت من الألباب مقتلها
ولا سرى نَشْرُها المسكيّ في رِمَم
تَبْلى بحكم الهَوى إلاَّ وقُمن لها
يا بانة في رياض الحسن قد نشأت
سُقِيتِ من صفوة اللذاتِ سلسلَها
نسيم عتبيَ يا سمرَاءُ مرَّ بكم
والسُّمر أعدلُها ما كان أعدَ لها
هل آن ميلُك نحوي يا نسيمُ فمن
عاداته للعوالي أن يميّلَها
ما قيّدت مهجتي حُسنَى حديثِكم
إلاَّ رَوتْ مقلتي بالدمعِ مُرْسَلَها
يا نِعَم أيامنا بالرَّقمَتْين بكم
وخَيرُ أيامنا ما كان أوَلَها
من يشتري مهجتي دهراً بيومِكم
لله ما كان أغلاه وأسهلَها
أتت صروفٌ وحالت دونكم دولٌ
وأرسلتْ نُوَبُ الأيام جحفَلها
والدهرُ من طبعه لم تصفُ منزلةٌ
للمرء لم يرضَ إلا أن يبدلها
لمّا نَبت بي أحوالُ الزمان ولم
يكن بَكَفي ما قدْ بَلَّ أنُملها
وأحدقت بي ديون أثقلت عُنْقي
لم أُلْفِ مَنْ فَضلْهُ عني تحملها
والناسُ صنفان إما حاسد نعمى
أو مستهين بنفسي إذ تخلَّلَها
نَفسُ التقيّ وإن هانت على سَفِل
لا تُستهان لأنَّ الله فضّلَها
إنَّ الأفاضل محسودون نعمتَهم
وبالأراذل تدري الناس أفضلَها
وقادني دعوة ممن مكارمه
تحلُّ من عنق المأسور أكبُلَها
كساني الله رأياً أن أجشمه
مصاعب الأمر كي أرتاد أسهلَها
عمدتُ عمدة عُقبانِ مُعمّمة
بالسّحب أجبلُها تغتال أجدلَها
نعالها الصخرة العُظمى وهامتها
الشِعّري وإكليلُها بالتاج كلَّلَها
كأننا في تعالينا بذروتها على
المجرة أوردناك جدولَها
قد جُبْت عقبانَها المستشرفاتِ على
عقبانِ عزمٍ يُقّوي الله أرجلَها
ومن يَجُب أوعر الأشياء في طلب الع
لياء لا بدَّ أن يجتاح أسهلها
وصفو دنياك مسبوق بأكدرها
لم تحلُ إلاَّ إذا جرعتَ حنظلَها
حتى أناخت بيَ الآمال كارعة
في لُجِّها ضارباتٍ فيه كلكلها
يا من لِمسقطَ قد طارت به هِمم
بشراك بَّوأتَ للحاجات منزلَها
إن رمتَ للحاجة السوداء فيصلَها
فَيمّمَنْ ذا اليدِ البيضاءِ فيصلها
مَلْكٌ به شيمُ الإِحسَان مجملةٌ
لكن يشنُّ على الدنيا مُفصَّلَها
والسَيل إن فتحت أبواب مخرجه
عمّ النواحي أعلاها وأسفلَها
إني لأرحم هاتيك البحورَ على
دَأمائها إذ ندى كفَّيْهِ أخجلَها
وأرحم الأنفس الهَلكى بصارمه
لمَّا أثارت شهودُ الموت جحفلها
ما استقبلت هامةٌ للفقر في جهةٍ
إلاَّ بماضي النّدى في الحال جند لَها
شديد بطش تقود الأُسدَ سطوتُه
ولو سرى ذكرهُ في الشم زلزلَها
كبير حلمٍ بلا ذلٍّ ولو نشرت
دنياهُ نكبتها فيه تحمَّلَها
ما جاءهُ أحد يوماً بمعذرة
من زلَّةٍ زلَّها إلا تقبلَها
ومن ترقى بمرقى الحلم ما عرضت
في قصده حاجة إلا وحصَّلَها
ميسور سَعْي تُرى الآمالُ واقفةً
له فيلبسُ منها فيه أجملَها
إذا سواري العُلاَ مالت أعدَّ لها
تمكينَ عزٍّ فسوّاها وعدَّلَها
يقي عُمانَ بألطاف السياسة من
زلازل الشرِك أن تجتاحَ معقلَها
قويُّ عزمٍ إذا خطبٌ ألمَّ على
أملاكها رَدَّه قسراً وثقلَها
سهران طرف على تدبير دولتهم
وهم نيامٌ فما أغفى وأغفلَها
يقظان قلب يسوس الملك مجتهداً
في حفظه بمقامات تأهّلَها
مدبّر ما رمي يوماً بداهية
دهياء إلا رمى بالكشف معضِلَها
عُبّاد عيسى النبي صاغوا مُحاولةً
في ملكه فانثنوا يبرون أنملَها
أهل الطواشي صبيح راعهم بحمى
دار ابن لقمان لمَّا شد أرجلَها
لا بُوركُوا في مساعيهم ولا نهضت
قناتهم لا ولا لاقَوا مُؤمَّلَها
يا أيُّها الملك المعمورُ دولته
شكراً لمن عزّز الأشيا وذلّلها
أولاكها الله أنعاماً تجلُّ فقيِّ
دْها بشكر طويل تُعْط أطولها
ما كان من دأبي الأشعارُ ممتدحاً
لكن فتحتم لنا بالجود مُقفَلَها
إذا كُلَيب القوافي أهلكته ضبا
عُ البخل إني بكم أغدو مُهلهلها
خذها بديعة حسن قبلةً لمل
وك الشعر والله أدعوه ليقبلها
حازت من الحسن أقصاهُ وغايته
وحُزت من رُتب العلياء أكملَها