صباح الهدى من ضوء وجهك مسفر

صباح الهدى من ضوء وجهك مسفر

​صباح الهدى من ضوء وجهك مسفر​ المؤلف حيدر بن سليمان الحلي


صباح الهدى من ضوء وجهك مسفر
ومن نوره ليلُ التهجد مقمرُ
خُلقتَ كما شاء التقى غير منطوٍ
على ريبةٍ فيما تسرُّ وتجهر
لكَ انتهت اليوم الرياسة للهدى
وإنك قبل اليوم فيها لأجدر
ولم أدر حتى زار شخصك ناظري
بأن التقى في الأرض شخصٌ مصور
وأعظم شيءٍ أن كفَّك لم يقمْ
بها عرضُ الدنيا وكلُّكَ جوهر
يقرُّ بعين الدين أنك نيِّرٌ
به حوزةُ الإسلام تزهو وتزهر
وفرَّج صدري كون ناديك للتقى
وأنك للأحكام فيه المصدَّر
فخاصمتُ فيك البدر يشرق نوره
وإنَّ عليه حجتي منه أنور
فقال: كلانا زاهرٌ في سمائه
فقلت: نعم لكن محّياه أزهر
وقالت نجوم الأفق: إنِّي كثيرةٌ
فقلت: مزايا شيخنا منكِ أكثر
وقال النسيم الغضُّ: إني لعاطرٌ
فقلت: شذا أخلاقه منكَ أعطر
ودعْ راحتيه يا سحابُ فمنهما
يصوب الندى طبعاً وأنت مسخّر
لقد نشأت من رحمة الله فيهما
سحائبُ عشر بالعوارف تمطر
فيا علماء الأرض شرقاً ومغرباً
كذا فليكن مَن للهدى يتخّير
ويا خير مَن يرتاده آمل الورى
فمنظره في روضةٍ منه يحبر
إذا قيل فيمن روضة الفضل تزهر
وأيُّ بحار العلم أروى وأغزر؟
إليكَ غدت تومي الشريعة لا إلى
سواك وأثنتْ وانثنت لك تشكر
وإن قيل مَن للمشكلات يحلها
ذُكرتَ ولم تعقدْ بغيرك خنصر
حليف التقى ما سار ذكرٌ لذي تقىً
بمنقبةٍ إلا وذكرك أسير
لقد ضمَّ منك البردُ والبرد طاهرٌ
فتىً هو من ماء الغمامة أطهر
فتىً حببته في النفوس خلائقٌ
يكاد بها من وجهه البِشرُ يقطرُ
فلو لم أبتْ فيها من الهمِّ صاحياً
لقلتُ هي الصهباء من حيث تسكر
إليكَ عروساً كنتُ أسلفت مهرها
ولم تجلَ لولا أنها لك تمهر
شكرتكَ ما أسديته من صنيعةٍ
تقدَّمت فيها والصنيعةُ تشكر
عطايا أتتْ منك ابتداءاً حسابُها
إليَّ وما كانت بباليَ تخطر
وغير عجيبٍ إن بدا من محمدٍ
بمنزلةٍ تشجى الحواسدَ حيدر
فما عصرُنا إلا القيامة شدة
وما فيه إلا حوض جدواك كوثر
رمتْ عنده الدنيا كبارَ همومها
وهمتُّه العلياء منهن أكبر
وطاف رجاها في حماه محلقاً
عن الناس حيث الكلُّ منهم مقصّر