صبحة النوروز في الأحد

صَبْحة َ النَّوْرُوز في الأحدِ

​صَبْحة َ النَّوْرُوز في الأحدِ​ المؤلف ابن الرومي


صَبْحةَ النَّوْرُوز في الأحدِ
غَلَّ عنك الصومُ كلَّ يَدِ
فصباح الفطر موعدنا
بصَبوح كامل العُدَدِ
من كُميت اللون صافية
ترتمي في الكأس بالزَّبدِ
فوقها مما تجيشُ به
حَبَب كاللؤلؤ البَدَدِ
خنْدريس عُتِّقت فغدت
من بنات الكرم والأبدِ
رُوح راحٍ أو حُشاشتُها
فهْيَ أخت الروح في الجسدِ
صعبة في الرأس جامحة
سهلة في كل مُزْدَردِ
وسماع صِيغَ من كَلِمٍ
قيِّم مافيه من أوَدِ
صاغه صَوَّاغُه صِيَغاً
بِدَعاً لم تُلقَ في خَلَدِ
فله في عقل سامعه
عملٌ كالنفث في العُقَدِ
من ضباء غير نافرةٍ
غايةٍ في الحسن والغَيَد
رائماتٍ مارَئمنَ سوى
أدوات اللهو من وَلَد
وعلينا إذ قضى حَكَمٌ
أن سَبَقْتَ الفطر في الأمدِ
ياذِجاراتٌ سنشربها
لك فيه جمَّةُ العَدَدِ
مُخْلِفِي يوم كيومك ما
فيه من بؤس ولانكدِ
منشيء النيروز ثانية
لا ذوي إثم ولا فند
مُعْمِلي كأس يطوف بها
غلمة كالأدْم بالجَرَدَ
ذاك أقصى جُهدِنا لك إذ
فات في النيروز كل دَدِ
فاعذرينا إنه قدرٌ
ليس يعطي اليومَ حظَّ غَدِ