صبرا فما الفايز الا من صبر

صبراً فما الفايز الا من صبر

​صبراً فما الفايز الا من صبر​ المؤلف الشريف الرضي


صبراً فما الفايز الا من صبر
إنّ اللّيَالي وَاعِداتٌ بالظَّفَرْ
لا بُدّ أنْ يَمضِي بِمَا فيهِ القَدَرْ
يَلقَى الفَتَى مِنْ دَهرِهِ خَيراً وَشَرّ
لا بُدّ أنْ يَنْهَضَ جَدُّ مَنْ عَثَرْ
قد ينضب الخلف الغزير ويدر
ورب عظم هيض حيناً وانجبر
أخُوكَ مَنْ كانَ مَآلاً وَوَزَرْ
إذا نَحَا الدّهْرُ بِنَابٍ وَعَقَرْ
لَيسَ الذي إنْ جانَبَ الخوْفَ انحسَرْ
اقبل في الامن وولى في الحذر
ابلغ مقالي العضب الذكر
ذا العنق الاغلب والوجه الاغر
لولاه ما لاقوا بعودي من خور
وَلَوْ تَعَاطَاني العَدُوُّ مَا قَدَرْ
وَكَانَ للخُصُومِ عَنّي مُزْدَجَرْ
حُرِمْتُ حظّي منهُ مِن دونِ البَشَرْ
خُصِصْتُ بالغُلّةِ مِنْ ذاكَ المَطَرْ
وَقَدْ سَقَى البَدْوَ وَطَبّقَ الحَضَرْ
عسى الذي ساء قريباً ان يسر
فَلَيْسَ ظَنّي فِيهِ كَاذِبَ الخَبَرْ
ولا رجائي ببعيد المنتظر
قد زاده الله على عظم الخطر
مَكَارِماً ذاتَ حُجُولٍ وَغُرَرْ
فَاتَ بِهَا كُلَّ جَوَادٍ وَطِمِرّ
سبقاً الى غاية كل مفتخر
فَاللَّهُ يُعْشِي عَنْهُ نَاظِرَ الغِيَرْ
مَا طَلَعَ النّجْمُ، وَأوْرَقَ الشّجَرْ