صبرت عنك فلم ألفظك من شبع

صَبَرْتُ عَنكَ فلم ألفِظكَ من شَبَعِ

​صَبَرْتُ عَنكَ فلم ألفِظكَ من شَبَعِ​ المؤلف الشريف الرضي


صَبَرْتُ عَنكَ فلم ألفِظكَ من شَبَعِ
لكن ارى الصبر اولى بي من الجزع
وان لي عادة في كل نازلة
أنْ لا تَذِلّ لهَا عُنقي مِنَ الضَّرَعِ
لذاك شجعت قلبي وهو ذو كمد
وملت بالدمع عني وهو ذو دوع
ماضٍ على وَقَعاتِ الدّهرِ إنْ طَرَقَتْ
غدا بحمل اذاها جدّ مضطلع
وحاسر يتلقى كل نائبة
تدمى فيصرفيها صبر مدرع
لولا اندفاع دموع العين غالبة
لمْ يُعقِبِ الصّبرُ دَمعاً غَيرَ مُندَفِعِ
في اليَأسِ منكَ سُلُوٌّ عنكَ يُضْمِرُهُ
وقبل يومك يقوى الحزن بالطمع
ما كانَ ذَيلُك مَسدولاً عَلى دَنَسٍ
ولا نطاقك معقوداً على طمع
ما شئت من لين اخلاق ومكرمة
وَمن عَفافٍ وَمن فَضْلٍ وَمن وَرَعِ
لِلَّهِ نَفرَةُ وَجْدٍ لَسْتُ أملِكُها
إذا تَذَكّرْتُ إخوَانَ الصّفاءِ مَعي
يُوَاصِلُ الحُزْنُ قَلْبي كُلّما فُجعَتْ
يَدي بحَبلٍ مِنَ الأقرَانِ مُنْقَطِعِ
ألقَى الغَمامُ حَوَايَاهُ عَلى جَدَثٍ
نَزَلْتَ مِنهُ بمَلقًى غَيرِ مُتّسِع
في حَيثُ لا طَمَعٌ يَوْماً لذِي طَمَعٍ
في ان يعود ولا رجعى لمرتجع
لا عين تنظران ارسى بعقوتها
زور ولا اذن عند النداء تعي
وهون الوجدان الموت مشترك
فينا وانا لذا الماضي من التبع
هيَ الثّنَايَا إلى الآجَالِ نَطْلُعُهَا
فمِنْ حَثِيثٍ وَمن رَاقٍ على ظَلَع
كالشاء يعذل منا غير مكترث
عَيّاً، وَيُوعَظُ مِنّا غَيرُ مُستَمِعِ
الآنَ يَعْلَمُ أنّ العَيْشَ مُخْتَلَسٌ
واننا نقطع الايام بالخدع
هيهات لا قارج يبقى ولا جذع
عَلى نَوَائِبِ كرّ الأزْلمِ الجَذَعِ
إنّ المَنَايَا لَشَتّى بَينَ طَارِقَةٍ
هَوْناً، وَنَافِرَةٍ عَنْ هَوْلِ مُطّلَعِ
اما فناءً عن الدنيا على مهل
أوِ اعتِبَاطاً يُغادي غُدْوَةَ السّبُعِ
مَا للّيَالي يُرَنِّقنَ المُجَاجَةَ مِنْ
شربي وبوبين مصطافي ومرتبعي
عَدَتْ عَوَادي الرّدى بَيني وَبَينَكُمُ
وانزلتك النوى عني بمنقطع
وَشَتّتَتْ شَمْلَكَ الأيّامُ ظَالِمَةً
فَشَمْلُ دَمعي وَلُبّي غَيرُ مُجتَمعِ
أُخَيّ لا رَغِبَتْ عَيْني وَلا أُذُني
مِنْ بَعدِ يوْمكَ في مَرْأًى وَمُستَمَعِ
وَلا أرَاكَ بقَلْبٍ غَيرِ مُصْطَبِرٍ
إذا أهَابَ بِهِ السُّلْوَانُ لمْ يُطِعِ