صبغة الله أنر في قلبكا

صبغة الله أنر في قلبكا

​صبغة الله أنر في قلبكا​ المؤلف محمد إقبال


صبغة الله أنر في قلبكا
والهوى والصيت دع في حبكا
إنما المسلم بالحب قهر
مسلم لا حب فيه قد كفر
غض بالحق وبالحق نظر
وله في الحق نوم وسهر
في رضاه لرضا الحق فناء
كيف يرضى ناس هذا الادعاء
في ربي التوحيد أرسى العمدا
وعلى الناس جميعا شهدا
وعليه يشهد الداعي الأمين
شاهد أصدق كل الشاهدين
فدع القال إلى الحال الجلي
وأضئ بالحق ليل العمل
وكن الدرويش في زي الأمير
ذاكرا لله يقظان الضمير
واقصدن الحق في كل الفعال
يسطعن فيك من الحق جلال
خير الحرب إذا رمت الإلاه
شر السلم إذا رمت سواه
نحن إن لم يعل حقا سيفنا
اكتسى في الحرب عارا صفنا
شيخنا الشيخ ميا نمير الولي
من سناه كل سر ينجلي
كان ثبتا في طريق المصطفى
مزهر العشق بحق عزفا
قبره الإيمان في أوطاننا
مشعل النور على بلداننا
سجد النجم على أعتابه
كان ملك الهند من طلابه
غرس الملك هواه في الفؤاد
طالبا في حرصه فتح البلاد
بالهوى أضرم نارا قلبه
مقرئا هل من مزيد عضبه
دوخت أجناده كل وطن
و توالى الفتح في أرض الدكن
ديدن المسلم للحق التجاء
يحكم التدبير منه بالدعاء
قصد الشيخ العلي القدر
راجيا منه دعاء الظفر
صمت الشيخ لقول المالك
وصغى كل مريد سالك
قطع الصمت مريد أقدما
أمسكت إحدى يديه درهما
قال مولاي اقبل النذر الحقير
أنت للمسكين بالحق نصير
عرقي من كل عضو قد همى
قبل أن تمسك كفي الدرهما
قال سلطاني به أولى يدا
سائل في حلة الملك بدا
ملكنا أفقر من كل البشر
وعلى الشمس تولى والقمر
جوعه بالنار يصلى العالمين
عينه فوق سماط الآخرين
سيفه بالقحط والموت رمى
نفسه يبنى ويردى عالما
ضجت الأقوام من فقر لديه
شقى المسكين من جوع يديه
حكمه في الناس شر وأشر
قطع الطرق على ركب البشر
بخداع النفس والجهل دعا
نهبه فتحا وبئس المدعى
عسكر الملك وما قد أسروا
بسيوف الجوع منه شذر
غصة السائل جوع السائل
وخراب الملك جوع الدائل