صحا القلب إلا من خمار أماني

صحا القلبُ إلاَّ من خُمارِ أَماني

​صحا القلبُ إلاَّ من خُمارِ أَماني​ المؤلف أحمد شوقي


صحا القلبُ، إلاَّ من خُمارِ أَماني
يجاذبُني في الغِيدِ رَثَّ عِناني
حنانيك قلبي، هل أعيدُ لك الصِّبا؟
وهل للفتى بالمستحيل يَدان؟
نحنُّ إلى ذاك الزمانِ وطيبه
وهل أَنتَ إلا من دم وحَنان؟
إذا لم تصن عهداً، ولم ترعَ ذمةً
ولم تدكر إلفا؛ فلست جناني
أَتذكر إذ نُعْطِي الصَّبابةَ حقَّها
ونشرب من صرف الهوى بدنان؟
وأَنتَ خَفوقٌ، والحبيبُ مباعدٌ
وأَنت خفوقٌ، والحبيبُ مدان؟
وأَيامَ لا آلو رِهاناً مع الهَوى
وأَنت فؤادي عند كل رِهان
لقد كنت أشكو بعد ما عللك الصِّبا
فكيف ترى الكاسين تختلفان؟
ومازلتُ في رَيْعِ الشباب، وإنما
يشيبُ الفتى في مصرَ قبلَ أوان
ولا أكذبُ الباري، بنى اللهُ هيكلي
صنيعة إحسانٍ، ورِقَّ حِسان
أدين إذا افتاد الجمالُ أزمتي
وأَعنو إذا اقتادَ الجميلُ عِناني