صحت بالكوكب المنير عشاء

صحتُ بالكوكبِ المنيرِ عشاءً

​صحتُ بالكوكبِ المنيرِ عشاءً​ المؤلف محيي الدين بن عربي


صحتُ بالكوكبِ المنيرِ عشاءً
يا نظيرَ النورِ بدرَ الصباحِ
يا حبيبي وهل عليّ إذا ما
جئتكم عنْ حقيقةٍ منْ جناحِ
أين سرُّ الوصالِ بالله قل لي
منكما في الطلاقِ أو في النكاحِ
عملٌ هلْ يصحُّ فيهِ ازدواجٌ
أي وتهيامُ بالوجوهِ الصباحِ
نكح المغرب الصباحَ فأبدى
ربُّنا عندَ ذاكَ نورَ الصلاحِ
فأنارت أرض الوجودِ وأبدت
كلَّ شيء مخبأ في البطاح
ثمَّ غابا عنٍ الوجودِ زماناً
حين حلّت عساكرُ الاقتراح
وأقاما بربوةِ المحو حتى
ما أهَّلتْ أهلَّةُ الافتتاحِ
قيل يا كوكبان هُبّا بخير
كمهبِّ الجنوبِ بين الرياحِ
وانعما بالشهودِ حالاً وعلماً
واسعيا للصلاةِ عند الرواحِ
ثمَّ لما منَّ الكريمُ عليهم
باتصالِ الذواتِ بعد انتزاحِ
قلت: ليت الإله يشرح صدري
لعلومٍ تنالُ دونَ تلاحي
جاءني الكوكبُ العليُّ رسولاً
من حكيمٍ مهيمنٍ فتَّاح
قالَ يا سائلَ الكريمِ علوماً
ما على عالمٍ بها من جُناح
إن تكن تحسن استماعَ خطابي
خذْ حباكَ الإلهُ بالانشراحِ
فعلُ أشباحنا على الروح يبدو
وكذا فعلهُ على الأشباحِ
حكمةٌ مهدَ الحكيمُ ثراها
وبَنا سقْفَها لأمرٍ مُتاح
يا أخي قمْ ترَ حبيبكَ عيناً
فاعلاً في الجسومِ والأرواحِ