صحيح ابن خزيمة/كتاب الصيام



كتاب الصيام

المختصر من المختصر من المسند عن النبي على الشرط الذي ذكرنا بنقل العدل عن العدل موصولا إليه

من غير قطع في الإسناد ولا جرح في ناقلي الأخبار إلا ما نذكر أن في القلب من بعض الأخبار شيء إما لشك في سماع راو من فوقه خبرا أو راو لا نعرفه بعدالة ولا جرح فنبين أن في القلب من ذلك الخبر فإنا لا نستحل التمويه على طلبة العلم بذكر خبر غير صحيح لا نبين علته فيغير به من يسمعه فالله الموفق للصواب


باب ذكر البيان أن صوم شهر رمضان من الإيمان

قال أبو بكر: قد أمليت خبر حماد بن زيد وعباد بن عباد المهلبي وشعبة بن الحجاج جميعا عن أبي جمرة عن ابن عباس في كتاب الإيمان

1879 - أخبرنا الأستاذ الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني أنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة نا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة ثنا محمد بن بشار نا أبو عامر ثنا قرة عن أبي حمزة الضبعي قال:

« قلت لابن عباس: إن لي جرة انتبذ لي فيها فأشرب منه فإذا أطلت الجلوس مع القوم خشيت أن أفتضح من حلاوته فقال: قدم وفد عبد القيس على رسول الله فقال: مرحبا بالوفد غير خزايا ولا ندامى قالوا: يا رسول الله إن بيننا وبينك المشركين من مضر وإنا لا نصل إليك إلا في أشهر الحرم فحدثنا عملا من الأمر إذا أخذنا به دخلنا به الجنة وندعو إليه من وراءنا وقال: آمركم بأربع وأنهاكم عن أربع الإيمان بالله وهل تدرون ما الإيمان بالله؟ قالوا: الله ورسوله أعلم قال: شهادة أن لا إله إلا الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وتعطوا الخمس من المغانم وأنهاكم عن النبيذ في الدباء والنقير والحنتم والمزفت »

باب ذكر البيان أن صوم شهر رمضان من الإسلام إذ الإيمان والإسلام اسمان لمسمى واحد قال أبو بكر: خبر جبريل في مسألته النبي عن الإسلام قد أمليته في كتاب الإيمان

1880 - حدثنا سلم بن جنادة ثنا وكيع عن حنظلة الجمحي عن عكرمة بن خالد المخزومي عن ابن عمر قال:

« قال رسول الله : بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم شهر رمضان

1881 - حدثنا أحمد بن المقدام العجلي ثنا بشر بن المفضل ثنا عاصم - يعني ابن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب - قال سمعت أبي يحدث عن ابن عمر قال: قال رسول الله بمثله

جماع أبواب فضائل شهر رمضان وصيامه

باب ذكر فتح أبواب الجنان نسأل الله دخولها وإغلاق أبواب النار باعدنا الله منها وتصفيد الشياطين بالله نتعوذ من شرهم في شهر رمضان بذكر لفظ عام مراده خاص في تصفيد الشياطين

1882 - حدثنا علي بن حجر السعدي ثنا إسماعيل - يعني ابن جعفر - نا أبو سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال:

« إن رسول الله قال: إذا جاء شهر رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين »

قال أبو بكر: أبو سهيل عم مالك بن أنس 1

باب ذكر البيان أن النبي إنما أراد بقوله: وصفدت الشياطين مردة الجن منهم لا جميع الشياطين

إذ اسم الشياطين قد يقع على بعضهم وذكر دعاء الملك في رمضان إلى الخيرات والتقصير عن السيئات مع الدليل على أن أبواب الجنان إذا فتحت لم يغلق منها باب ولا يفتح باب من أبواب النيران إذا أغلقت في شهر رمضان

1883 - ثنا محمد بن العلاء بن كريب ثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال:

« قال رسول الله : إذا كان أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين مردة الجن وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب وفتحت أبواب الجنان فلم يغلق منها باب ونادى مناد يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار » 2

باب في فضل شهر رمضان وأنه خير الشهور للمسلمين وذكر إعداد المؤمن القوة من النفقة للعبادة قبل دخوله

1884 - ثنا محمد بن بشار ويحيى بن حكيم قالا: حدثنا أبو عامر ثنا كثير بن زيد حدثني عمرو بن تميم حدثني أبي أنه سمع أبا هريرة يقول:

« قال رسول الله : أظلكم شهركم هذا بمحلوف رسول الله ما مر بالمسلمين شهر خير لهم منه ولا مر بالمنافقين شهر شر لهم منه - بمحلوف رسول الله - ليكتب أجره ونوافله قبل أن يدخله ويكتب إصراره وشقاءه قبل أن يدخله وذلك أن المؤمن يعد فيه القوة من النفقة للعبادة ويعد فيه المنافق أتباع غفلات المؤمنين واتباع عوراتهم فغنم يغنمه المؤمن »

هذا حديث يحيى وقال بندار: فهو غنم للمؤمنين يغتنمه الفاجر

عمرو بن تميم هذا يقال له مولى بني رمانة مدني 3

باب ذكر تفضل الله عز وجل على عبادة المؤمنين في أول ليلة من شهر رمضان بمغفرته إياهم كرما وجودا إن صح الخبر

فإني لا أعرف خلفا أبا الربيع هذا بعدالة ولا جرح ولا عمرو بن حمزة القيسي الذي هو دونه

1885 - ثنا محمد بن رافع ثنا زيد بن حباب حدثني عمرو بن حمزة القيسي ثنا خلف أبو الربيع - إمام مسجد ابن أبي عروبة - ثنا أنس بن مالك قال:

« قال رسول الله : يستقبلكم وتستقبلون ثلاث مرات فقال عمربن الخطاب: يا رسول الله وحي نزل قال: لا قال: عدو حضر؟ قال: لا قال: فماذا؟ قال: إن الله عز وجل يغفر في أول ليلة من شهر رمضان لكل أهل هذه القبلة وأشار بيده إليها فجعل رجل يهز رأسه ويقول: بخ بخ فقال له رسول الله : يا فلان ضاق به صدرك؟ قال: لا ولكن ذكرت المنافق فقال: إن المنافقين هم الكافرون وليس لكافر من ذلك شيء » 4

باب ذكر تزيين الجنة لشهر رمضان وذكر بعض ما أعد الله للصائمين في الجنة غير ممكن لآدمي صفته

إذ فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر إن صح الخبر فإن في القلب من جرير بن أيوب البجلي

1886 - حدثنا أبو الخطاب زياد بن يحيى الحساني ثنا سهل بن حماد أبو عتاب أخبرنا سعيد بن أبي يزيد ثنا محمد بن يوسف قالا: ثنا جرير بن أيوب البجلي عن الشعبي عن نافع بن بردة عن أبي مسعود - قال أبو الخطاب - الغفاري قال: سمعت رسول الله وقال سعيد بن أبي يزيد عن أبي مسعود عن النبي - وهذا حديث أبي الخطاب - قال:

« سمعت رسول الله يقول ذات يوم وقد أهل رمضان فقال: لو يعلم العباد ما رمضان لتمنت أمتي أن يكون السنة كلها فقال رجل من خزاعة: يا نبي الله حدثنا فقال: إن الجنة لتزين لرمضان من رأس الحول إلى الحول فإذا كان أول يوم من رمضان هبت ريح من تحت العرش فصفقت ورق الجنة فتنظر الحور العين إلى ذلك فيقلن: يا رب إجعل لنا من عبادك في هذا الشهر أزواجا تقر أعيننا بهم وتقر أعينهم بنا قال: فما من عبد يصوم يوما من رمضان إلا زوج زوجة من الحور العين في خيمة من درة مما نعت الله { حور مقصورات في الخيام } على كل امرأة سبعون حلة ليس منها حلة على لون الأخرى تعطى سبعين لونا من الطيب ليس منه لون على ريح الآخر لكل امرأة منهن سبعون ألف وصيفة لحاجتها وسبعون ألف وصيف مع كل وصيف صفحة من ذهب فيها لون طعام تجد لآخر لقمة منها لذة لا تجد لأوله لكل امرأة منهن سبعون سريرا من ياقوتة حمراء على كل سرير سبعون فراشا بطائنها من إستبرق فوق كل فراش سبعون أريكة ويعطى زوجها مثل ذلك على سرير من ياقوت أحمر موشح بالدر عليه سواران من ذهب هذا بكل يوم صامه من رمضان سوى ما عمل من الحسنات » وربما خالف الفريابي سهل بن حماد في الحرف والشيء متن الحديث

ثنا محمد بن رافع ثنا سلم بن جنادة عن قتيبة نا جرير بن أيوب عن عامر الشعبي عن نافع بن بردة الهمداني عن رجل من غفار قال:

قال رسول الله نحوه إلى قوله: { حور مقصورات في الخيام } 5

باب فضائل شهر رمضان إن صح الخبر

1887 - ثنا علي بن حجر السعدي ثنا يوسف بن زياد ثنا همام بن يحيى عن علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب عن سلمان قال:

« خطبنا رسول الله في آخر يوم من شعبان فقال: أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم شهر مبارك شهر فيه ليلة خير من ألف شهر جعل الله صيامه فريضة وقيام ليله تطوعا من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه وهو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنة وشهر المواساة وشهر يزداد فيه رزق المؤمن من فطر فيه صائما كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار وكان له مثل أجره منغير أن ينتقص من أجره شيء قالوا ليس كلنا نجد ما يفطر الصائم فقال: يعطي الله هذا الثواب من فطر صائما على تمرة أو شربة ماء أو مذقة لبن وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار من خفف عن مملوكه غفر الله له وأعتقه من النار واستكثروا فيه من أربع خصال: خصلتين ترضون بهما ربكم وخصلتين لا غنى بكم عنهما فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم فشهادة أن لا إله إلا الله وتستغفرونه وأما اللتان لا غنى بكم عنهما فتسألون الله الجنة وتعوذون به من النار ومن أشبع فيه صائما سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ حتى يدخل الجنة » 6

باب إستحباب الإجتهاد في العبادة في رمضان لعل الرب عز وجل برأفته ورحمته يغفر للمجتهد قبل أن ينقضي الشهر ولا يرغم بأنف العبد بمضي رمضان قبل الغفران

1888 - حدثنا الربيع بن سليمان أنا ابن وهب أخبرني سليمان - وهو ابن بلال - عن كثير بن زيد عن الوليد بن رباح عن أبي هريرة

« أن رسول الله رقي المنبر فقال: آمين آمين آمين فقيل له: يارسول الله ما كنت تصنع هذا؟! فقال: قال لي جبريل: أرغم الله أنف عبد أو بعد دخل رمضان فلم يغفر له فقلت: آمين ثم قال: رغم أنف عبد أو بعد أدرك والديه أو أحدهما لم يدخله الجنة فقلت: آمين ثم قال: رغم أنف عبد أو بعد ذكرت عنده فلم يصل عليك فقلت: آمين » 7

باب استحباب الجود بالخير والعطايا في شهر رمضان إلى انسلاخه إستنانا بالنبي

1889 - ثنا عبد الله بن عمران العابدي نا إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال:

« كان رسول الله أجود الناس بالخير وكان أجود ما يكون في شهر رمضان حتى ينسلخ يأتيه جبريل فيعرض عليه القرآن فإذا لقيه جبريل كان رسول الله أجود بالخير من الريح المرسلة »

باب الاجتنان بالصوم من النار إذ الله عز وجل جعل الصوم جنة من النار نعوذ بالله من النار

1890 - حدثنا محمد بن بشار نا روح بن عبادة ثنا ابن جريج أخبرني عطاء عن أبي صالح الزيات عن أبي هريرة

« عن النبي رسول الله قال: الصوم جنة »

1891 - حدثنا محمد بن بشار نا ابن أبي عدي قال: أنبأنا محمد ابن إسحاق حدثني سعيد - وهو ابن أبي هند - عن مطرف قال: دخلت على عثمان بن أبي العاص فدعا بلبن ليسقيه فقلت: إني صائم فقال:

« إني سمعت رسول الله يقول: الصيام جنة من النار كجنة أحدكم من القتال قال: وصيام حسن صيام ثلاثة أيام من كل شهر » 8

باب الدليل على أن الصوم إنما يكون جنة باجتناب ما نهي الصائم عنه وإن كان ما نهي عنه مما لا يفطره ولكن ينقص صومه عن الكمال والتمام

1892 - حدثنا يحيى بن نصر بن سابق الخولاني نا ابن وهيب أخبرني جرير بن حازم عن سيف بن أبي سيف عن الوليد بن عبد الرحمن عن عياض بن غطيف عن أبي عبيدة بن الجراح قال:

« سمعت رسول الله يقول: الصوم جنة ما لم يخرقه » 9

باب فضل الصيام وأنه لا عدل له من الأعمال

1893 - حدثنا محمد بن بشار ثنا عليه السلام الصمد بن عليه السلام الوارث نا شعبة عن محمد بن أبي يعقوب قال: سمعت أبا نصر الهلالي عن رجاء بن حيوة عن أبي أمامة قال:

« قلت يا رسول الله دلني على عمل قال: عليك بالصوم فإنه لا عدل له »

قال أبو بكر محمد بن أبي يعقوب: هذا الذي قال عنه شعبة: هو سيد بني تميم 10

باب ذكر مغفرة الذنوب السالفة بصوم رمضان إيمانا واحتسابا

1894 - حدثنا عمرو بن علي ثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة

« عن النبي قال: من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه »

باب ذكر تمثيل الصائم في طيب ريحه بطيب ريح المسك إذ هو أطيب الطيب

1895 - ثنا أبو موسى محمد بن المثنى ثنا أبو داوود سليمان بن داوود ثنا أبان - يعني: ابن يزيد العطار - عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن أبي سلام عن أبي سلام عن الحارث الأشعري

« أن رسول الله قال: إن الله أوحى إلى يحيى ابن زكريا بخمس كلمات أن يعمل بهن ويأمر بني إسرئيل أن يعملوا بهن فكأنه أبطأ بهن فأتاه عيسى فقال: إن الله أمرك بخمس كلمات أن تعمل بهن ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن فإما أن تخبرهم وإما أن أخبرهم فقال: يا أخي لا تفعل فإني أخاف أن تسبقني بهن أن يخسف بي أو أعذب.

قال: فجمع بني إسرائل ببيت المقدس حتى امتلأ المسجد وقعدوا على الشرفات ثم خطبهم فقال: إن الله أوحى إلي بخمس كلمات أن أعمل بهن وآمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن أولهن أن لا تشركوا بالله شيئا فإن مثل من أشرك بالله كمثل رجل اشترى عبدا من خالص ما له بذهب أو ورق ثم أسكنه دارا فقال: اعمل وارفع إلي فجعل يعمل ويرفع إلى غير سيده فأيكم يرضى أن عبده كذلك فإن الله خلقكم ورزقكم فلا تشركوا به شيئا وإذا قمتم إلى الصلاة فلا تلتفتوا فإن الله يقبل بوجهه إلى وجه عبده ما لم يلتفت وآمركم بالصيام ومثل ذلك كمثل رجل في عصابة معه مسك كلهم يحب أن يجد ريحها وإن الصيام أطيب عند الله من ريح المسك وآمركم بالصدقة ومثل ذلك كمثل رجل أسره العدو فأوثقوا يده إلى عنقه وقربوه ليضربوا عنقه فجعل يقول: هل لكم أن أفدي نفسي منكم وجعل يعطي القليل والكثير حتى فدى نفسه وآمركم بذكر الله كثيرا ومثل ذكر الله كمثل رجل طلبه العدو سراعا في أثره حتى أتى حصنا حصينا فأحرز نفسه فيه وكذلك العبد لا ينجو من الشيطان إلا بذكر الله قال رسول الله : وأنا آمركم بخمس أمرني الله بهن الجماعة والسمع والطاعة والهجرة والجهاد في سبيل الله ومن فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإيمان والإسلام من رأسه إلا أن يراجع ومن ادعى دعوى الجاهلية فهو من جثى جهنم قيل: يا رسول الله وإن صام وصلى؟ قال: وإن صام وصلى تداعوا بدعوى الله الذي سماكم بها المؤمنين المسلمين عباد الله » 11

باب ذكر طيب خلفة الصائم عند الله يوم القيامة

1896 - ثنا محمد بن الحسن بن تسنيم نا محمد - يعني ابن بكر البرساني أخبرنا ابن جريج قال: أخبرني عطاء عن أبي صالح الزيات أنه سمع أبا هريرة يقول:

« قال رسول الله : يعني قال الله: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فهو لي وأنا أجزي به الصيام عنه جنة والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله يوم القيامة من ريح المسك للصائم فرحتان إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربه فرح بصومه »

باب ذكر إعطاء الرب عز وجل الصائم أجره بغير حساب إذ الصيام من الصبر قال عز وجل: إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب

1897 - حدثنا أحمد بن عبدة أنا عبدالعزيز بن محمد الدراوردي عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة

« أن النبي قال: كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف قال الله: إلا الصيام فهو لي وأنا أجزي به يدع الطعام من أجلي ويدع الشراب من أجلي ويدع لذته من أجلي ويدع زوجته من أجلي ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك وللصائم فرحتان فرحة حين يفطر وفرحة عند لقاء ربه » 12

باب ذكر البيان أن الصيام من الصبر على ما تأولت خبر النبي

1898 - حدثنا بشر بن هلال ثنا عمر بن علي قال: سمعت معن ابن محمد يحدث عن سعيد المقبري قال: كنت أنا وحنظلة بن علي بالبقيع مع أبي هريرة فحدثنا أبو هريرة

« عن قال: الطاعم الشاكر مثل الصائم الصابر قال: قال رسول الله : قال الله: كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به يدع الطعام والشراب وشهوته من أجلي » 13

1899 - ناه إسماعيل بن بشر بن منصور السلمي ثنا عمر بن علي عن معن بن محمد قال: سمعت حنظلة بن علي قال: سمعت أبا هريرة بهذا البقيع يقول:

« قال رسول الله - بمثله

قال أبو بكر: الإسنادان صحيحان عن سعيد المقبري وعن حنظلة ابن علي جميعا عن أبي هريرة ألا تسمع المقبري يقول: كنت أنا وحنظلة ابن علي بالبقيع مع أبي هريرة 14

باب فرح الصائم يوم القيامة بإعطاء الرب إياه ثواب صومه بلا حساب جعلنا الله منهم

1900 - ثنا يعقوب بن إبراهيم الدروقي ثنا محمد بن فضيل وثنا علي بن المنذر نا ابن فضيل ثنا ضرار بن مرة عن أبي صالح عن أبي هريرة وأبي سعيد قالا

« قال رسول الله : إن الله يقول: الصوم لي وأنا أجزي به إن للصائم فرحتين إذا أفطر فرح وإذا لقي الله فجزاه فرح والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك »

لم يقل الدورقي فجزاه

باب ذكر استجابة الله عز وجل دعاء الصوم إلى فطرهم من صيامهم جعلنا الله منهم

1901 - ثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي أخبرنا عمرو بن قيس الملائي عن أبي مجاهد عن أبي مدلة عن أبي هريرة قال:

« قال رسول الله : ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر وإمام عدل ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام ويفتح لها أبواب السماوات فيقول الرب عز وجل: وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين »

أبو مجاهد هو هذا اسمه سعد الطائي وأبو مدلة مولى أبي هريرة. وعمرو بن قيس هذا أحد عباد الدنيا 15

باب ذكر باب الجنة الذي يخص بدخوله الصوام دون غيرهم ونفي الظمأ عمن يدخل الجنة ويشرب من شرابها جعلنا الله منهم

1902 - حدثنا علي بن حجر السعدي ثنا سعيد بن عبد الرحمن الجمحي وغيره عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال:

« قال رسول الله : للصائمين باب في الجنة يقال له: الريان لا يدخل منه أحد غيرهم فإذا دخل آخرهم أغلق من دخل شرب ومن شرب لم يظمأ أبدا »

أبو حازم سلمة بن دينار ثقة لم يكن في زمانه مثله 16

باب صفة بدء الصوم كان في تخيير الله عز وجل عباده المؤمنين بين الصوم والأطعام ونسخ ذلك بإيجاب الصوم عليهم من غير تخيير

1903 - ثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ثنا عمي أخبرني عمرو بن الحارث عن بكير - وهو ابن عبد الله بن الأشج - عن يزيد مولى سلمة - وهو ابن أبي عبيد - عن سلمة بن الأكوع قال:

« كنا في رمضان في عهد رسول الله من شاء صام ومن شاء أفطر وافتدى بإطعام مسكين حتى أنزلت الآية { فمن شهد منكم الشهر فليصمه } »

باب ذكر ما كان الصائم عنه ممنوعا بعد النوم في ليل الصوم من الأكل والشرب والجماع عند ابتداء فرض الصيام

ونسخ الله جل وعلا ذلك بإباحته لهم ذلك أجمع إلى طلوع الفجر تفضلا منه عز وجل على عباده المؤمنين وعفوا منه عنهم وتخفيفا عليهم

1904 - ثنا سعيد بن يحيى القرشي حدثني عمي عبيد بن سعيد ثنا إسماعيل عن أبي إسحاق عن البراء قال:

« كان أصحاب محمد رسول الله إذا كان أحدهم صائما فحضر الإفطار فنام قبل أن يفطر لم يأكل ليلته ولا يومه حتى يمسي وإن قيس بن صرمة كان صائما فلما حضر الإفطار أتى امرأته فقال: هل عندك طعام قالت: لا ولكن أطلب فطلبت له وكان يومه يعمل فغلبته عينه وجاءته امراته قالت: خيبة لك فأصبح فلما انتصف النهار غشي عليه فذكر ذلك للنبي فنزلت هذه الآية: { أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم } ففرحوا بها فرحا شديدا فقال: { كلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر } »

جماع أبوب الأهلة وو قت إبتداء صوم شهر رمضان

باب الأمر بالصيام لرؤية الهلال إذا لم يغم على الناس

1905 - حدثنا الربيع بن سليمان المرادي ثنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب أخبرني سالم أن عبد الله بن عمر قال:

« سمعت رسول الله يقول: إذا رأيتم الهلال فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا فإن غم عليكم فاقدروا له »

باب ذكر البيان أن الله جل وعلا جعل الأهلة مواقيت الناس لصومهم وفطرهم

إذ قد أمر الله على لسان نبيه عليه السلام بصوم شهر رمضان لرؤيته ما لم يغم قال الله عز وجل { يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس } الآية

1906 - حدثنا عبد الله بن محمد الزهري نا أبو عاصم ثنا عبد العزبز بن أبي رواد ثنا نافع عن ابن عمر

« أن رسول الله قال: إن الله جعل الأهلة مواقيت فإذا رأيتموه فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا فإن غم عليكم فاقدروا له واعلموا أن الشهر لا يزيد على ثلاثين »

باب الأمر بالتقدير للشهر إذا غم على الناس

1907 - حدثنا علي بن حجر السعدي ثنا إسماعيل - يعني ابن جعفر - عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال:

« قال رسول الله : الشهر تسع وعشرون ليلة فلا تصوموا حتى تروه ولا تفطروا حتى تروه إلا أن يغم عليكم فإن غمي عليكم فاقدروا له »

قال أبو بكر: إسماعيل بن جعفر من حفاظ الدنيا في زمانه

باب ذكر الدليل على أن الأمر بالتقدير للشهر إذا غم أن يعد شعبان ثلاثين يوما ثم يصام

1908 - أخبرني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أن ابن وهب أخبرهم قال: وأخبرني يونس عن ابن شهاب عن أبي سلمة عن أبي هريرة

« عن رسول الله نحو خبر ابن عمر فقال: فإن غم عليكم فعدوا ثلاثين »

1909 - حدثنا محمد بن الوليد نا مروان بن معاوية نا ابن فضيل نا عاصم بن محمد العمري عن أبيه عن ابن عمر قال:

« قال رسول الله : الشهر هكذا وهكذا وهكذا ثلاثين والشهر هكذا وهكذا وهكذا ويعقد في الثالثة - فإن غم عليكم فأكملوا ثلاثين وفي خبر ابن فضيل: ثم طبق بيده وأمسك واحدة من أصابعه فإن أغمي عليكم فثلاثين » 17

باب ذكر الدليل على ضد قول من زعم أن النبي إنما أمر بإكمال ثلاثين يوما لصوم شهر رمضان دون إكمال ثلاثين يوما لشعبان

1910 - حدثنا عبد الله بن هاشم ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن معاوية بن صالح عن عبد الله بن أبي قيس قال:

« سمعت عائشة كان رسول الله يتحفظ من هلال شعبان ما لا يتحفظ من غيره ثم يصوم لرؤية رمضان فإن غم عليه عد ثلاثين يوما ثم صام » 18

باب الزجر عن الصيام لرمضان قبل مضي ثلاثين يوما لشعبان إذا لم ير الهلال

1911 - حدثنا يوسف بن موسى ثنا جرير عن منصور عن ربعي بن حراش عن حذيفة قال:

« قال رسول الله : لا تقدموا هذا الشهر حتى تروا الهلال أو تكملوا العدة » 19

1912 - حدثنا يحيى بن محمد بن السكن البزار نا يحيى بن كثير ثنا شعبة عن سماك قال: دخلت على عكرمة في اليوم الذي يشك فيه من رمضان - وهو يأكل فقال: ادن فكل فقلت: إني صائم قال: والله لتدنون قلت: فحدثني قال: ثنا ابن عباس

« أن رسول الله قال: لا تستقبلوا الشهر استقبالا صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن حال بينك وبين منظره سحاب أو قترة فأكملوا العدة ثلاثين » 20

باب التسوية بين الزجر عن صيام رمضان قبل رؤية هلال رمضان إذا لم يغم الهلال وبين الزجر عن إفطار رمضان قبل رؤية هلال شوال إذا لم يغم الهلال

والدليل على أن الصائم لرمضان إذا غم الهلال قبل مضي ثلاثين يوما لشعبان عاص كالمفطر قبل مضي ثلاثين يوما لرمضان إذا غم الهلال

1913 - حدثنا محمد بن بشار ثنا عبد الوهاب نا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر

« عن النبي قال: الشهر تسع وعشرون - وعقد إبهامه - فلا تصوموا حتى تروه ولا تفطروا حتى تروه فإن غم عليكم فاقدروا له » 21

باب الزجر عن صوم اليوم الذي يشك فيه أمن رمضان أم من شعبان بلفظ مجمل غير مفسر

1914 - حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج ما لا أحصي غير مرة ثنا أبو خالد عن عمرو بن قيس عن أبي إسحاق عن صلة بن زفر قال:

« كنا عند عمار فأتي بشاة مصلية فقال: كلوا فتنحى بعض القوم فقال: إني صائم فقال عمار: من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبا القاسم  » 22

باب ذكر الدليل على أن الهلال يكون لليلة التي يرى صغر أو كبر ما لم تمض ثلاثون يوما للشهر ثم لا يرى الهلال لغيم أو سحاب

1915 - حدثنا بندار نا محمد - يعني ابن جعفر - نا شعبة عن عمرو بن مرة قال: سمعت أبا البختري قال:

« أهللنا هلال رمضان ونحن بذات عرق قال: فأرسلنا رجلا إلى ابن عباس يسأله فقال ابن عباس: إن رسول الله قال: إن الله قد أمده لكم لرؤيته فإن أغمي عليكم فأكملوا العدة »

وثنا يحيى بن حكيم ثنا أبو داوود ثنا شعبة بمثله

باب الدليل على أن الواجب على أهل كل بلدة صيام رمضان لرؤيتهم لا رؤية غيرهم

1916 - حدثنا علي بن حجر السعدي نا إسماعيل - يعني ابن جعفر عن محمد يعني ابن حرملة عن كريب

« أن أم الفضل بنت الحارث بعثته إلى معاوية بالشام قال: فقدمت الشام فقضيت حاجتها واستهل علي هلال رمضان وأنا بالشام فرأينا الهلال ليلة الجمعة ورآه الناس وصاموا وصام معاوية فقدمت المدينة في آخر الشهر فسألني عبد الله بن عباس ثم ذكر الهلال فقال: متى رأيتم الهلال؟ فقلت: رأيناه ليلة الجمعة فقال: أنت رأيته ليلة الجمعة؟ قلت: نعم أنا رأيته ليلة الجمعة ورآه الناس وصاموا وصام معاوية قال: لكننا رأيناه ليلة السبت فلا نزال نصومه حتى نكمل ثلاثين أو نراه فقلت: أولا تكتفي برؤية معاوية وصيامه؟ قال: لا هكذا أمرنا رسول الله  »

باب ذكر أخبار رويت عن النبي في أن الشهر تسع وعشرون بلفظ عام مراده خاص

1917 - حدثنا محمد بن بشار بندار ويحيى بن حكيم قالا: ثنا عبد الرحمن قال بندار: نا شعبة وقال يحيى: عن شعبة عن حياة بن سحيم قال: سمعت ابن عمر

« عن النبي قال: الشهر تسع وعشرون »

1918 - حدثنا أبو هاشم زياد بن أيوب والحسن بن محمد الزعفراني وأحمد بن منيع ومؤمل بن هشام قالوا: ثنا إسماعيل - وهو ابن علية - أخبرنا أيوب وقال الزعفراني ومؤمل: عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال:

« قال رسول الله : إنما الشهر تسع وعشرون »

باب ذكر الدليل على خلاف ما توهمه العامة والجهال أن الهلال إذا كان كبيرا مضيئا أنه لليلة الماضية لا لليلة المستقبلة

1919 - حدثنا علي بن المنذر نا ابن فضيل نا حصين عن عمرو ابن مرة عن أبي البختري قال:

« خرجنا للعمرة فلما نزلنا ببطن نخلة رأينا الهلال فقال بعض القوم: هو ابن ثلاث وقال بعضهم: وهو ابن ليلتين قال: فلقينا ابن عباس فقلنا: رأينا الهلال فقال بعض القوم: هو ابن ثلاث وقال بعضهم: هو ابن ليلتين فقال: أي ليلة رأيتموه؟ قلنا: ليلة كذا وكذا فقال: إن رسول الله قال: إن الله مده لرؤيته فهو لليلة رأيتموه »

باب ذكر إعلام النبي أمته أن الشهر تسع وعشرون بإشارة لا بنطق

مع إعلامه إياهم إنه أمي لا يكتب ولا يحسب مع الدليل على أن الإشارة المفهومة من الناطق تقوم مقام النطق في الحكم كهي من الأخرس

1920 - حدثنا محمد بن الوليد نا مروان - يعني ابن معاوية - نا إسماعيل وحدثنا عبدة بن عبد الله أخبرنا محمد - يعني ابن بشر - ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال:

« قال رسول الله : الشهر هكذا وهكذا وهكذا »

وفي حديث محمد بن بشر: خرج علينا رسول الله وهو يقول: الشهر هكذا وهكذا وهكذا ثم قبض أصابعه في الثالثة

باب ذكر الخبر المفسر للفظة المجملة التي ذكرتها

والدليل على أن النبي عليه الصلاة والسلام أراد بقوله الشهر تسع وعشرون بعض الشهور لا كلها والدليل على أن قوله: الشهر تسع وعشرون أراد أي قد يكون تسعا وعشرون

1921 - حدثنا محمد بن بشار حدثني عمر بن يونس ثنا عكرمة ابن عمار حدثني سماك أبو زميل حدثني عبد الله بن عباس حدثني يعني عن عمر بن الخطاب قال:

« لما اعتزل رسول الله نساءه قلت: يا رسول الله إنما كنت في الغرفة تسعا وعشرين؟ فقال رسول الله : إن الشهر يكون تسعا وعشرين »

باب الدليل على أن صيام تسع وعشرين لرمضان كان على عهد النبي أكثر من صيام ثلاثين

خلاف ما يتوهم بعض الجهال والرعاع أن الواجب أن يصام لكل رمضان ثلاثين يوما كوامل

1922 - حدثني أحمد بن منيع ثنا بن أبي زائدة وحدثنا علي بن مسلم نا ابن زائدة أخبرني عيسى بن دينار وحدثنا بندار نا أحمد وعثمان بن عمر قالا: ثنا عيسى بن دينار عن أبيه عن عمرو بن الحارث ابن أبي ضرار عن ابن مسعود قال:

« لما صمت مع النبي تسعا وعشرين أكثر مما صمت معه ثلاثين »

وقال علي بن مسلم: عمرو بن الحارث بن المصطلق

وقال بندار: عن ابن الحارث ولم يسمه 23

باب إجازة شهادة الشاهد الواحد على رؤية الهلال

1923 - نا محمد بن عثمان العجلي نا أبو أسامة ثنا زائدة نا سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس قال:

« جاء أعرابي إلى النبي فقال: أبصرت الهلال الليلة فقال: أتشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله؟ قال: نعم قال: قم يا فلان فأذن بالناس فليصوموا غدا » 24

1924 - ثنا موسى بن عبد الرحمن المسروقي نا حسين بن علي الجعفي عن زائدة بهذا الاسناد ونحوه

« وقال: أمر بلالا فأذن بالناس » 25

باب ذكر البيان أن الله عز وجل أراد بقوله { حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر } بيان بياض النهار من الليل فوقع اسما لخيط على بياض النهار وعلى سواد الليل

وهذا من الجنس الذي كنت أعلم أن العرب لم تكن تعرفها في معناها وأن الله عز وجل إنما أنزل الكتاب بلغتهم لا بمعانيهم فالخيط لغتهم وإيقاع هذا الاسم على بياض النهار وسواد الليل لم يكن من معانيهم التي يفهمونها حتى أعلمهم

1925 - أنا الأستاذ الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني قراءة عليه وأخبرنا ببعض الأحاديث أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا عثمان بن أبي الفضل بن محمد قالا: أنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة نا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة ثنا أحمد بن منيع ثنا هشيم أخبرنا حصين عن الشعبي أخبرني عدي بن حاتم قال:

« لما نزلت { وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود } قال رسول الله : إنما ذلك بياض النهار من سواد الليل »

1926 - حدثنا يوسف بن موسى نا جرير عن مطرف عن عامر عن عدي بن حاتم قال:

« قلت: يا رسول الله ما الخيط الأبيض من الخيط الأسود أهما الخيطان؟ قال: إنك لعريض القفا أرأيت أبصرت الخيطين قط؟! ثم قال: لا بل هوسواد الليل وبياض النهار

باب الدليل على أن الفجر هما فجران وأن طلوع الثاني منهما هو المحرم على الصائم الأكل والشرب والجماع لا الأول

وهذا من الجنس الذي أعلمت أن الله عز وجل ولى نبيه عليه السلام البيان عنه عز وجل

1927 - حدثنا محمد بن علي محرز - أصله بغدادي انتقل إلى فسطاط - نا أبو أحمد الزبيري عن سفيان عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال:

« قال رسول الله : الفجر فجران فأما الأول فإنه لا يحرم الطعام ولا يحل الصلاة وأما الثاني فإنه يحرم الطعام ويحل الصلاة »

قال أبو بكر: هذا لم يروه أحد عن أبي أحمد إلا ابن محرز هذا

باب صفة الفجر الذي ذكرناه وهو المعترض لا المستطيل

1928 - حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن كثير الدورقي نا المعتمر عن أبيه عن أبي عثمان عن عبد الله بن مسعود

« أن النبي قال: لا يمنعن أذان بلال أحدا منكم من سحوره فإنه ينادي لينتبه نائمكم ويرجع قائمكم » »

قال: وليس أن يقول - يعني الصبح هكذا أو قال: هكذا ولكن حتى يقول: هكذا وهكذا - يعني طولا ولكن هكذا يعني عرضا

1929 - ثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا ابن علية عن عبد الله بن سوادة عن أبيه عن سمرة قال:

« قال رسول الله : لا يغرنكم أذان بلال ولا هذا البياض لعمود الصبح حتى يستطير

باب الدليل على أن الفجر الثاني الذي ذكرناه هو البياض المعترض الذي لونه الحمرة إن صح الخبر

فإني لا أعرف عبد الله بن النعمان هذا بعدالة ولا جرح ولا أعرف له عنه راويا غير ملازم بن عمرو

1930 - حدثنا أحمد بن مقدام نا ملازم بن عمرو نا عبد الله بن النعمان السحيمي قال: أتاني قيس بن طلق في رمضان قال: حدثني أبي طلق بن علي

« أن النبي قال: كلوا واشربوا ولا يغرنكم الساطع المصعد وكلوا واشربوا حتى يعترض لكم الأحمر وأشار بيده » 26

باب الدليل على أن الأذان قبل الفجر لا يمنع الصائم طعامه ولا شرابه ولا جماعا ضد ما يتوهم العامة

1931 - حدثنا محمد بن بشار نا يحيى نا عبيد الله بن عمر أخبرني نافع عن ابن عمر

« أن النبي قال: إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم »

باب ذكر قدر ما كان بين أذان بلال وأذان ابن أم مكتوم

1932 - حدثنا يعقوب بن إبراهيم ثنا حفص - يعني ابن غياث وثنا بندار نا يحيى جميعا عن عبيد الله قال: سمعت القاسم عن عائشة

« أن النبي قال: إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم قال: ولم يكن بينهما إلا قدر ما ينزل هذا ويرقى هذا »

وقال الدورقي: عن قاسم وقال أيضا: إذا أذن بلال فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم قال: ولم يكن بينهما إلا أن ينزل هذا ويصعد هذا

قال أبو بكر: هذا الخبر من الجنس الذي أقول من الأخبار المعللة التي يجوز القياس عليها ويتعين العلم أن النبي لما أمر بالأكل والشرب بعد نداء بلال أعلمهم أن الجماع وكل ما جاز للمفطر فعله فجائز فعله في ذلك الوقت لا أنه أباح الأكل والشرب فقط دون غيرهما

باب إيجاب الإجماع على الصوم الواجب قبل طلوع الفجر بلفظ عام مراده خاص

1933 - حدثنا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا ابن وهب أخبرني يحيى بن أيوب وابن لهيعة عن عبد الله بن أبي بكر عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله عن أبيه عن حفصة زوج النبي

« عن رسول الله أنه قال: من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له »

وأخبرني ابن عبد الحكم أن ابن وهب أخبرهم بمثله سواء وزاد قال: وقال لي مالك والليث بمثله 27

باب إيجاب النية لصوم كل يوم قل طلوع فجر ذلك اليوم خلاف قول من زعم أن نية واحدة في وقت واحد لجميع الشهر جائز

1934 - قال أبو بكر: خبر عمر بن الخطاب

« عن النبي إنما الأعمال بالنية وإنما لكل امرئ ما نوى قد أمليته في كتاب الوضوء »

باب الدليل على أن النبي أراد بقوله: لا صيام لمن لم يجمع الصيام من الليل الواجب من الصيام دون التطوع منه

1935 - قال أبو بكر حديث عائشة

« أن النبي كان يأتيها فيقول: هل عنكم غداء وإلا فإني صائم خرجته في ذكر صيام التطوع »

باب الأمر بالسحور أمر ندب وإرشاد إذ السحور بركة لا أمر فرض وإيجاب يكون تاركه عاصيا بتركه

1936 - حدثنا محمد بن بشار نا عبد الرحمن بن مهدي عن أبي بكر بن عياش عن عاصم عن زر عن عبد الله

« عن النبي قال: تسحروا فإن في السحور بركة »

ثنا أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم البزاز ثنا أحمد بن يونس نا أبو بكر بن عياش بهذا الإسناد مثله سواء مرفوعا 28

1937 - ثنا أحمد بن عبدة حدثنا حماد يعني ابن زيد وثنا أبو عمار ثنا إسماعيل بن إبراهيم وحدثنا عمران بن موسى القزاز ثنا عبد الوارث وثنا بندار ثنا محمد ثنا شعبة كلهم عن عبد العزيز بن صهيب وحدثنا زياد بن أيوب ثنا هشيم أخبرنا عبد العزيز بن صهيب عن أنس

« أن النبي قال: تسحروا فإن في السحور بركة »

باب ذكر الدليل أن السحور قد يقع عليه اسم الغداء

1938 - حدثنا بندار ويعقوب بن إبراهيم الدورقي وعبد الله بن هاشم قالوا: نا عبد الرحمن بن مهدي ثنا معاوية بن صالح عن يونس بن سيف عن الحارث بن زياد عن أبي رهم عن العرباض بن سارية قال:

« سمعت رسول الله يدعو رجلا إلى السحور فقال: هلم إلى الغداء المبارك »

وقال الدورقي وعبد الله بن هاشم قال: سمعت رسول الله وهو يدعو إلى السحور في شهر رمضان فقال: هلم إلى الغداء المبارك وزادا ثم سمعته يقول: اللهم علم معاوية الكتاب والحساب وقه العذاب وقال عبد الله بن هاشم عن معاوية وقال: هلم إلى الغداء المبارك 29

باب الأمر بالاستعانة على الصوم بالسحور إن جاز الاحتجاج بخبر زمعة بن صالح فإن القلب منه لسوء حفظه

1939 - نا بندار نا أبو عاصم نا زمعة عن سلمة بن وهرام عن عكرمة عن ابن عباس

« عن النبي قال: استعينوا بطعام السحر على صيام النهار وبقيلولة النهار على قيام الليل » 30

باب استحباب السحور فصلا من صيام النهار وصيام أهل الكتاب والأمر بمخالفتهم إذ هم لا يتسحرون

1940 - ثنا محمد بن أبي صفوان الثقفي ثنا عبد الرحمن نا موسى بن علي وثنا يونس نا عبد الله بن وهب وأخبرني ابن عبد الحكم أن ابن وهب أخبرهم قال: أخبرني موسى بن علي بن رباح وحدثنا محمد بن عيسى نا عبد الله - يعني ابن المبارك وحدثنا جعفر بن محمد نا وكيع كلاهما عن موسى بن علي بن رباح عن أبيه عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص قال:

« قال رسول الله : فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحور » وفي حديث وكيع ما بين صيامكم

باب تأخير السحور

1941 - نا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني نا خالد - يعني ابن الحارث نا هشام الدستوائي نا قتادة وثنا جعفر بن محمد نا وكيع عن هشام الدستوائي عن قتادة وثنا بندار محمد بن بشار نا سالم بن نوح نا عمر بن عامر عن قتادة عن أنس عن زيد بن ثابت قال:

« تسحرنا مع رسول الله ثم قمنا إلى الصلاة قلت: كم بينهما؟ قال: قدر قراءة خمسين آية معاني أحاديثهم سواء وهذا حديث وكيع »

1942 - حدثنا محمد بن مسكين اليمامي ثنا يحيى بن حسان ثنا سليمان - وهو ابن بلال - عن أبي حازم أنه سمع سهل بن سعد يقول:

« كنت أتسحر في أهلي ثم تكون سرعة بي أن أدرك صلاة الصبح مع رسول الله  » 31

جماع أبواب الأفعال اللواتي تفطر الصائم

باب ذكر المفطر بالجماع في نهار الصيام

1943 - حدثنا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا ابن وهب أن مالكا حدثه وحدثنا الربيع بن سليمان قال: قال الشافعي أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة وحدثنا عمرو بن علي ثنا أبو عاصم عن ابن جريج حدثني الزهري وحدثنا محمد بن تسنيم أخبرنا محمد بن بكر أخبرنا ابن جريج حدثني الزهري عن حميد بن عبد الرحمن أن أبا هريرة حدثه

« أن النبي أمر رجلا أفطر في شهر رمضان بعتق رقبة أو صيام شهرين أو إطعام ستين مسكينا »

وقال مالك في عقب خبره: وكان فطره بجماع

باب إيجاب الكفارة على المجامع في الصوم في رمضان بالعتق إذا وجده أو الصيام إذا لم يجد العتق أو الإطعام إذا لم يستطع الصوم

والدليل على أن خبر ابن جريج ومالك مختصر غير متقصى مع الدليل على أن اللفظ الذي ذكرناه في خبرهما كان فطرا بجماع لا بأكل ولا يشرب ولاهما

1944 - حدثنا عبد الجبار بن العلاء نا سفيان قال: حفظته من الزهري سمع حميد بن عبد الرحمن يخبر عن أبي هريرة قال:

« جاء رجل إلى النبي فقال: هلكت فقال: وما أهلكك؟ قال: وقعت على امرأتي في شهر رمضان فقال: هل تستطيع أن تعتق رقبة؟ قال: لا قال: فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟ قال: لا قال: فهل تستطيع أن تطعم ستين مسكينا؟ قال: لا قال: اجلس فجلس فأتي النبي بعرق فيه تمر قال: والعرق هو المكتل الضخم قال: خذ هذا فتصدق به فقال: يا رسول الله أعلى أهل بيت أفقر منا فما بين لابتيها أهل بيت أفقر منا فضحك النبي حتى بدت أنيابه وقال: اذهب فأطعم أهلك »

باب إعطاء الإمام المجامع في رمضان نهارا ما يكفر به إذا لم يكن واحدا للكفارة

مع الدليل على أن المجامع في رمضان نهارا إذا كان غير واجد للكفارة وقت الجماع ثم استفاد ما به يكفر كانت الكفارة واجبة عليه

1945 - حدثنا يوسف بن موسى نا جرير عن منصور عن محمد بن مسلم الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال:

« جاء رجل إلى رسول الله فقال له: إن الآخر وقع على امرأته في رمضان قال فقال له: أتجد ما تحرر رقبة؟ قال: لا قال: أفتستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟ قال: لا قال: أفتجد ما تطعم ستين مسكينا؟ قال: لا قال: فأتي رسول الله بعرق فيه تمر وهو الزنبيل فقال: أطعم هذا عنك فقال: ما بين لابتيها أهل بيت أحوج منا قال: فأطعم أهلك »

باب ذكر خبر روي مختصرا وهم بعض العلماء من الحجازيين أن المجامع في رمضان نهارا جائز له أن يكفر بالإطعام وإن كان واجدا لعتق رقبة مستطيعا لصوم شهرين متتابعين

1946 - نا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا ابن وهب وأخبرني ابن عبد الحكم أن ابن وهب أخبرهم قال: أخبرني عمرو بن الحارث أن عبد الرحمن بن القاسم حدثه أن محمد بن جعفر بن الزبير حدثه أن عباد بن عبد الله بن الزبير حدثه أنه سمع عائشة تقول

« أتى رجل إلى رسول الله في المسجد في رمضان فقال: يا رسول الله احترقت فسأله النبي ما شأنه فقال: أصبت أهلي قال: تصدق قال: والله مالي شيء وما أقدر عليه قال: اجلس فجلس فبينما هو على ذلك أقبل رجل يسوق حمارا عليه طعام فقال رسول الله : أين المحترق فقام الرجل فقال رسول الله : تصدق بهذا فقال: على غيرنا فوالله إنا لجياع وما لنا شيء قال: فكلوه وقال ابن عبد الحكم: قال: يا رسول الله أغيرنا فوالله »

باب ذكر الدليل على أن النبي إنما أمر هذا المجامع بالصدقة بعد أن أخبره أنه لا يجد عتق رقبة

ويشبه أن يكون قد أعلم أيضا أنه غير مستطيع لصوم شهرين متتابعين كأخبار أبي هريرة فاختصر الخبر

1947 - حدثنا أحمد بن سعيد الدارمي ثنا مصعب بن عبد الله نا عبد العزيز بن محمد بن أبي عبيدة الدراوردي وعن عبد الرحمن بن الحارث بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عباد بن عبد الله بن الزبير عن عائشة أنها قالت

« كان النبي في ظل فارع فأتاه رجل من بين بياضة فقال: يا نبي الله احترقت قال له النبي : مالك؟ قال: وقعت بامرأتي وأنا صائم وذلك في رمضان فقال له رسول الله : اعتق رقبة قال: لا أجده قال: أطعم ستين مسكينا قال: ليس عندي قال: اجلس فجلس فأتي رسول الله بعرق فيه عشرون صاعا فقال: أين السائل آنفا؟ قال: ها أنا ذا يا رسول الله قال: خذ هذا فتصدق به قال: يا رسول الله على أحوج مني ومن أهلي!! فو الذي بعثك بالحق ما لنا عشاء ليلة قال النبي : فعد به عليك وعلى أهلك »

لم يذكر الصوم في الخبر قال أبو بكر: إن ثبتت هذه اللفظة: بعرق فيه عشرون صاعا فإن النبي أمر هذا المجامع أن يطعم كل مسكين ثلث صاع من تمر لأن عشرين صاعا إذا قسم بين ستين مسكينا كان لكل مسكين ثلث صاع ولست أحسب هذه اللفظة ثابتة فإن في خبر الزهري: أتي بمكتل فيه خمسة عشر صاعا أو عشرون صاعا هذا في خبر منصور بن المعتمر عن الزهري - فأما هقل بن زياد فإنه روى عن الأوزاعي عن الزهري قال: خمسة عشر صاعا قد خرجتهما بعد ولا أعلم أحدا من علماء الحجاز والعراق قال: يطعم في كفارة الجماع كل مسكين ثلث صاع في رمضان قال: أهل الحجاز: يطعم كل مسكين مدا من طعام تمرا كان أو غيره وقال العراقيون: يطعم كل مسكين صاعا من تمر فأما ثلث صاع فلست أحفظ عن أحد منهم قال أبو بكر قد يجوز أن يكون ترك ذكر الأمر بصيام شهرين متتابعين في هذا الخبر إنما كان لأن السؤال في هذا الخبر إنما كان في رمضان قبل أن يقضي الشهر وصيام شهرين متتابعين لهذه الحوبة لا يمكن الابتداء فيه إلا بعد أن يقضى شهر رمضان وبعد مضي يوم من شوال فأمر النبي المجامع بإطعام ستين مسكينا إذ الإطعام ممكن في رمضان لو كان المجامع مالكا لقدر الإطعام فأمره النبي مما يجوز له فعله معجلا دون ما لا يجوز له فعله إلا بعد مضي أيام وليالي والله أعلم ولست أحفظ في شيء من أخبار أبي هريرة أن السؤال من المجامع قبل أن ينقضي شهر رمضان فجاز إذا كان السؤال بعد مضي رمضان أن يؤمر بصيام شهرين لأن الصيام في ذلك الوقت للكفارة جائزة 32

باب الدليل على أن المجامع في رمضان إذا ملك ما يطعم ستين مسكينا ولم يملك معه قوت نفسه وعياله لم تجب عليه الكفارة

1948 - قال أبو بكر: في خبر عائشة قال:

« إنا لجياع ما لنا شيء هذا في خبر عمرو بن الحارث وفي خبر عبد الرحمن بن الحارث: مالنا عشاء ليلة وفي خبر أبي هريرة: ما بين لابتيها أحوج منا »

باب الأمر بالاستغفار للمعصية التي ارتكبها المجامع في صوم رمضان إذا لم يجد الكفارة بعتق ولا بإطعام ولا يستطيع صوم شهرين متتابعين والأمر بإطعام التمر في كفارة الجماع في رمضان

1949 - أخبرنا محمد بن عزيز الأيلي أن سلامة حدثهم عن عقيل أنه سأل ابن شهاب عن رجل جامع أهله في رمضان قال: حدثني حميد بن عبد الرحمن حدثني أبي هريرة قال:

« بينما أنا جالس عند رسول الله جاءه رجل فقال: يا رسول الله هلكت قال: ويحك ما شأنك؟ قال: وقعت على أهلي في رمضان قال: أعتق رقبة قال: ما أجدها قال صم شهرين متتابعين قال: ما أستطيع قال: أطعم ستين مسكينا قال: ما أجده قال: فأتي رسول الله بعرق فيه تمر فقال: خذه وتصدق به قال: ما أجد أحق به من أهلي يا رسول الله أحدا أحوج إليه مني فضحك رسول الله حتى بدت أنيابه قال: خذه واستغفر الله » 33

باب ذكر قدر مكيل التمر لإطعام ستين مسكينا في كفارة الجماع في صوم رمضان

1950 - حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى ثنا مؤمل ثنا سفيان ثنا منصور عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة فذكر الحديث وقال:

« فأتي رسول الله بمكتل فيه خمسة عشر أو عشرون صاعا من تمر فقال النبي : خذه فأطعمه عنك » 34

1951 - حدثنا يوسف بن موسى ثنا مهران بن أبي عمر الرازي عن سفيان الثوري قال: حدثني إبراهيم بن عامر وحبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن المسيب ومنصور عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن رجلا أتى رسول الله - فذكر الحديث - وقال: فأتي بمكتل فيه خمسة عشر صاعا أو عشرين صاعا إلا أنه غلط في الإسناد فقال: عن أبي سلمة وفي خبر حجاج أيضا عن الزهري: فجيء بمكتل فيه خمسة عشر صاعا من تمر إلا أن الحجاج لم يسمع من الزهري

سمعت محمد بن عمرة يحكي عن أحمد بن أبي ظبية عن هشيم قال: قال الحجاج: صف لي الزهري لم يكن يراه 35

باب الدليل على خلاف قول من زعم أن إطعام مسكين واحد طعام ستين مسكينا في ستين يوما كل يوم طعام مسكين جائز في كفارة الجماع في صوم رمضان

فلم يميز بين إطعام ستين مسكينا وبين طعام ستين مسكينا ومن فهم لغة العرب على أن إطعام ستين مسكينا لا يكون إلا وكل مسكين غير الآخر

1952 - قال أبو بكر: في خبر الزهري:

« أطعم ستين مسكينا »

باب الدليل على أن صيام الشهرين في كفارة الجماع لا يجوز متفرقا إنمايجب صيام شهرين متتابعين قال أبو بكر: في خبر الزهري عن حميد عن أبي هريرة: فصم شهرين متتابعين

باب الدليل على أن المجامع إذا وجب عليه صيام شهرين متتابعين ففرط في الصيام حتى تنزل به المنية قضي الصوم عنه كالدين يكون عليه مع الدليل على أن دين الله أحق بالقضاء من ديون العباد

1953 - حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج ثنا أبو خالد ثنا الأعمش عن الحكم وسلمة بن كهيل ومسلم البطين عن سعيد بن جبير وعطاء ومجاهد عن ابن عباس قال:

« جاءت امرأة إلى النبي فقالت: إن أحتي ماتت وعليها صيام شهرين متتابعين قال: لو كان على أختك دين أكنت تقضينه؟ قالت: نعم قال: فحق الله أحق

باب أمر المجامع بقضاء صوم يوم مكان اليوم الذي جامع فيه إذا لم يكن واجدا للكفارة التي ذكرتها قبل إن صح الخبر فإن في القلب من هذه اللفظة

1954 - حدثنا يحيى بن حكيم نا حسين بن حفص الأصبهاني عن هشام بن سعد عن ابن شهاب عن أبي سلمة عن أبي هريرة

« أن رجلا جاء إلى النبي وقد وقع بأهله في رمضان - فذكر الحديث - وقال في آخره: فصم يوما واستغفر الله »

قال أبو بكر: هذا الإسناد وهم 36

1955 - الخبر عن ابن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن هو الصحيح لا عن أبي سلمة

وقد روى الحجاج بن أرطأة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مثل خبر الزهري وقال في خبر عمرو بن شعيب

حدثنا محمد بن العلاء بن كريب وهارون بن إسحاق قالا: ثنا أبو خالد قال هارون: قال حجاج: وأخبرني عمرو بن شعيب وقال محمد بن العلاء: عن الحجاج عن عمرو بن شعيب

حدثنا الحسين بن مهدي نا عبد الرزاق أخبرنا ابن المبارك قال: الحجاج بن أرطأة لم يسمع من الزهري شيئا -

باب ذكر البيان أن الاستقاء على العمد يفطر الصائم

1956 - نا أبو موسى محمد بن المثنى ومحمد بن يحيى القطيعي والحسين بن عيسى البسطامي وجماعة وهذا حديث أبي موسى قال: حدثني عبد الصمد بن عبد الوارث قال: سمعت أبي قال: حدثنا الحسين - وهو المعلم - ثنا يحيى بن أبي كثير أن ابن عمرو الأوزاعي حدثه أن يعيش بن الوليد حدثه أن معدان بن أبي طلحة حدثه أن أبا الدرداء حدثه

« أن النبي قاء فأفطر فلقيت ثوبان في مسجد دمشق فذكرت ذلك له فقال: صدق أنا صببت له وضوءه » 37

1957 - غير أن البسطامي ومحمد بن يحيى قالا: عن الحسين المعلم عن يحيى بن أبي كثير عن الأوزاعي عن يعيش بن الوليد عن أبيه عن معدان عن أبي الدرداء والصواب ما قاله أبو موسى إنما هو يعيش عن معدان عن أبي الدرداء -

1958 - حدثنا حاتم بن بكر بن غيلان ثنا عبد الصمد نا حرب بن شداد عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الرحمن بن عمرو عن يعيش عن معدان بن أبي طلحة عن أبي الدرداء - مثل حديث أبي موسى 38

1959 - ورواه هشام الدستوائي عن يحيى قال: حدثني رجل من إخواننا يريد الأوزاعي عن يعيش بن هشام أن معدان أخبره أن أبا الدرداء أخبره

« مثل حديث عبد الصمد غير أنه لم يقل: في مسجد دمشق »

حدثنا بندار ثنا عبد الرحمن - يعني ابن عثمان البكراوي - نا هشام غير أن أبا موسى قال عن يعيش بن الوليد بن هشام وأما بندار فنسبة إلى جده وقالا: إن معدان أخبره فبراوية هشام وحرب بن شداد علم أن الصواب ما رواه أبو موسى وأن يعيش بن الوليد مسمع من معدان وليس بينهما أبوه 39

باب ذكر إيجاب قضاء الصوم عن المستقي عمدا وإسقاط القضاء عمن يذرعه القيء

والدليل على أن إيجاب الكفارة على المجامع لا لعلة الفطر فقط إذ لو كان لعلة الفطر فقط لا للجماع خاصة كان على كل مفطر الكفارة والمستقيء عمدا مفطر بحكم النبي والكفارة غير واجبة عليه

1960 - حدثنا علي بن حجر السعدي ثنا عيسى بن يونس عن هشام عن ابن سيرين عن أبي هريرة قال:

« قال رسول الله : إذا استقاء الصائم أفطر وإذا ذرعه القيء لم يفطر » 40

1961 - حدثناه علي مرة أخرى فقال:

« من ذرعه القيء فليس عليه قضاء ومن استقاء فليقض »

حدثنا محمد بن يحيى نا أبو سعيد الجعفي حدثنا حفص بن غياث عن هشام بهذا الإسناد فذكر الحديث 41

باب ذكر البيان أن الحجامة تفطر الحاجم والمحجوم جميعا

1962 - حدثنا علي بن سهل الرملي حدثنا الوليد بن مسلم حدثني أبو عمرو يعني الأوزاعي حدثني يحيى حدثني أبو قلابة الجرمي أن أبا أسماء الرحبي حدثه عن ثوبان مولى رسول الله - 42

1963 - وحدثنا زياد بن أيوب ثنا مبشر - يعني ابن إسماعيل - عن الأوزاعي حدثني يحيى بن أبي كثير حدثني أبو قلابة الجرمي عن أبي أسماء الرحبي حدثني ثوبان مولى رسول الله

« أنه خرج مع رسول الله لثمان عشر خلت من شهر رمضان إلى البقيع فنظر رسول الله إلى رجل يحتجم فقال رسول الله : أفطر الحاجم والمحجوم » هذا حديث الوليد 43

1964 - ثنا عباس بن عبد العظيم العنبري والحسين بن مهدي قال العباس: نا وقال الحسين: أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن يحيى بن أبي كثير عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ عن السائب بن يزيد عن رافع بن خديج قال:

« قال رسول الله : أفطر الحاجم والمحجوم »

سمعت العباس بن عبد العظيم العنبري يقول: سمعت علي بن عبد الله يقول: لا أعلم في أفطر الحاجم والمحجوم حديثا أصح من ذا

قال أبو بكر: وروى هذا الخبر أيضا معاوية بن سلام عن يحيى 44

1965 - حدثنا أحمد بن الحسين الشياني ببغداد قال: وحدثني عمار بن مطر أبو عثمان الرهاوي ثنا معاوية بن سلام - قد خرجت هذا الباب بتمامه في كتاب الكبير

قال أبو بكر: فقد ثبت الخبر عن النبي أنه قال: أفطر الحاج والمحجوم فقال بعض من خالفنا في هذه المسألة: إن الحجامة لا تفطر الصائم واحتج بأن النبي احتجم وهو صائم محرم وهذا الخير غير دال على أن الحجامة لا تفطر الصائم لأن النبي إنما احتجم وهو صائم في سفر لا في حضر لأنه لم يكن قط محرما مقيما ببلده إنما كان محرما وهو مسافر والمسافر وإن كان ناويا للصوم قد مضى عليه بعض النهار وهو صائم عن الأكل والشرب وأن الأكل والشرب يفطرانه لا كما توهم بعض العلماء أن المسافر إذا دخل الصوم لم يكن له أن يفطر إلى أن يتم صوم ذلك اليوم الذي دخل فيه فإذا كان له أن يأكل ويشرب وقد نوى الصوم وقد مضى بعض النهار وهو صائم يفطر بالأكل والشرب جاز له أن يحتجم وهو مسافر في بعض نهار الصوم وإن كانت الحجامة مفطرة والدليل على أن للصائم أن يفطر بالأكل والشرب في السفر في نهار قد مضى بعضه وهم صائم 45

1966 - أن أحمد بن عبدة حدثنا قال: ثنا يزيد بن زريع ثنا سعيد الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري

« أن رسول الله أتى على نهر من ماء السماء في يوم صائف والمشاة كثير والناس صيام فوقف عليه فإذا فئام من الناس فقال: يا أيها الناس اشربوا فجعلوا ينظرون إليه قال: إني لست مثلكم إني راكب وأنتم مشاة وإني أيسركم اشربوا فجعلوا ينظرون إليه ما يصنع فلما أبوا حول وركه فنزل وشرب وشرب الناس »

وخبر ابن عباس وأنس بن مالك خرجتهما في كتاب الصيام في كتاب الكبير

أفيجوز لجاهل أن يقول: الشرب جائز للصائم ولا يفطر الشرب الصائم إذ النبي قد أمر أصحابه وهو صائم بالشرب فلما امتنعوا شرب وهو صائم وشربوا فمن يعقل العلم ويفهم الفقه يعلم أن النبي صار مضطرا وأصحابه لشرب الماء وقد كانوا نووا الصوم ومضى بهم بعض النهار وكان لهم أن يفطروا إذ كانوا في السفر لا في الحضر وكذلك كان للنبي أن يحتجم وهو صائم في السفر وإن كانت الحجامة تفطر الصائم لأن من جاز له الشرب وإن كان الشرب مفطرا جاز له الحجامة وإن كان بالحجامة مفطرا فأما ما احتج به بعض العراقيين في هذه المسألة أن الفطر مما يدخل وليس مما يخرج فهذا جهل وإغفال من قائله وتمويه على من لا يحسن العلم ولا يفهم الفقه وهذا القول من قائله خلاف دليل كتاب الله وخلاف سنة النبي وخلاف قول أهل الصلاة من أهل الله جميعا إذا جعلت هذه اللفظة على ظاهرها قد دل الله في محكم تنزيله أن المباشرة هي الجماع في نهار الصيام والنبي المصطفى قد أوجب على على المجامع في رمضان عتق رقبة إن وجدها وصيام شهرين متتابعين إن لم يجد الرقبة أو إطعام ستين مسكينا إن لم يستطيع الصوم والمجامع لا يدخل جوفه شيء في الجماع إنما يخرج منه مني إن أمنى وقد يجامع من غير إمناء في الفرج فلا يخرج من جوفه أيضا مني والتقاء الختاتين من غير إمناء يفطر الصائم ويوجب الكفارة ولا يدخل جوف المجامع شيء ولا يخرج من جوفه شيء إذا كان المجامع هذه صفته والنبي المصطفى قد أعلم أن المستقيء عامدا يفطره الاستقاء على العمد واتفق أهل الصلاة وأهل العلم على أن الاستقاء على العمد يفطر الصائم ولو كان الصائم لا يفطره إلا ما يدخل جوفه كان الجماع والاستقاء لا يفطران الصائم

وجاء بعض أهل الجهل بإعجوبة في هذه المسألة فزعم أن النبي إنما قال: أفطر الحاجم والمحجوم لأنهما كانا يغتابان فإذا قيل له: فالغيبة تفطر الصائم؟ زعم أنها لا تفطر الصائم فيقال له: فإن كان النبي عندك إنما قال: أفطر الحاجم والمحجوم لأنهما كانا يغتابان والغيبة عندك لا تفطر الصائم فهل يقول هذا القول من يؤمن بالله يزعم أن النبي أعلم أمته أن المغتابين مفطران ويقول هو: بل هما صائمان غير مفطرين فخالف النبي الذي أوجب الله على العباد طاعته واتباعه ووعد الهدى على اتباعه وأوعد على مخالفيه ونفى الإيمان عمن وجد في نفسه حرجا من حكمه فقال: { فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم } الآية ولم يجعل الله جل وعلا لأحد خيرة فيما قضى الله ورسوله فقال تبارك وتعالى: { وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم } والمحتج بهذا الخبر إنما صرح بمخالفة النبي عند نفسه بلا شبهة ولا تأويل يحتمل الخبر الذي ذكره إذا زعم أن النبي إنما قال للحاجم والمحجوم: مفطران لعلة غيبتهما ثم هو زعم أن الغيبة لا تفطر فقد جرد مخالفة النبي بلا شبهة ولا تأويل

وقد روي عن المعتمر بن سليمان عن حميد عن أبي المتوكل عن أبي سعيد رخص النبي في القبلة للصائم والحجامة للصائم 46

1967 - حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا المعتمر –

وهذه اللفظة والحجامة للصائم إنما هو من قول أبي سعيد الخدري لا عن النبي أدرج في الخبر لعل المعتمر حدث بهذا حفظا فاندرج هذه الكلمة في خبر النبي أو قال قال أبو سعيد: ورخص في الحجامة للصائم فلم يضبط عنه قال أبو سعيد فأدرج هذا القول في الخبر 47

1968 - حدثنا بهذا الخبر محمد بن عبد الأعلى الصنعاني وبشر بن معاذ قالا: ثنا المعتمر بن سليمان قال سمعت حميدا يحدث عن أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري

« أن رسول الله رخص في القبلة للصائم »

قال أبو بكر تريدا على هذا، 48 قلت للصنعاني: والحجامة؟ فغضب فأنكر أن يكون أن يكون في الخبر ذكر الحجامة والدليل على أنه ليس في الخبر عن النبي ذكر الحجامة 49

1969 - أن علي بن سعيد حدثنا أيضا قال: ثنا أبو النضر نا الأشجعي عن سفيان عن خالد الحذاء عن أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري قال:

« رخص للصائم في الحجامة والقبلة »

فهذا الخبر رخص للصائم في الحجامة والقبلة دال على أنه ليس فيه ذكر النبي 50

1970 - وقد ثنا أيضا محمد بن عبد الله بن بزيع ثنا أبو يحيى ثنا حميد الطويل والضحاك بن عثمان عن أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري أنه قال:

« في الحجامة: إنما كانوا يكرهون قال: أو قال: يخافون الضعف » 51

1971 - وحدثنا بندار نا محمد نا شعبة عن قتادة عن أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري قال:

« إنما كرهت الحجامة للصائم مخافة الضعف »

قال أبو بكر: فخبر قتادة وخبر أبي يحيى عن حميد والضحاك ابن عثمان دالان على أن أبا سعيد لم يحك عن النبي الرخصة في الحجامة للصائم إذ غير جائز أن يروي أبو سعيد أن النبي رخص في الحجامة للصائم ويقول: كانوا يكرهون ذاك مخافة الضعف إذ ما قد أباحه أباحه مطلقا لا استثناء ولا شريطة فمباح لجميع الخلق غير جائز أن يقال: أباح النبي الحجامة للصائم وهو مكروه مخافة الضعف ولم يستثن النبي في إباحتها من يأمن الضعف دون من يخافه فإن صح عن أبي سعيد أن النبي رخص في الحجامة للصائم كان مؤدى هذا القول أن أبا سعيد قال: كره للصائم ما رخص النبي له فيها وغير جائز أن يتأول هذا على أصحاب رسول الله أن يرووا عن النبي رخصة في الشيء ويكرهونه

وقد روي أيضا عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله : ثلاث يفطرن الصائم: الحجامة والقيء والحلم 52

1972 - حدثناه يحيى بن المغيرة أبو سلمة المخزومي حدثنا إسماعيل بن أبي أويس عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وحدثناه محمد بن يحيى ثنا سعيد بن منصور ثنا عبد الرحمن -

قال أبو بكر: وهذا الإسناد غلط ليس فيه عطاء بن يسار ولا أبو سعيد وعبد الرحمن بن زيد ليس هو ممن يحتج أهل التثبيت بحديثه لسوء حفظه للأسانيد وهو رجل صناعته العبادة والتقشف والموعظة والزهد ليس من أحلاس الحديث الذي يحفظ الأسانيد » 53

1973 - وروى هذا الخبر سفيان بن سعيد الثوري وهو ممن لا يدانيه في الحفظ في زمانه كثير أحد عن زيد بن أسلم: عن صاحب له عن رجل من أصحاب رسول الله

« عن النبي قال: لا يفطر من قاء ولا من احتلم ولا من احتجم »

حدثنا أبو موسى نا عبد الرحمن بن مهدي نا سفيان عن زيد بن أسلم

قال أبو بكر: فلو كان هذا الخبر عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري لباح الثوري بذكرهما ولم يسكت عن اسميهما يقول عن صاحب له عن رجل وإنما يقال في الأخبار عن صاحب له وعن رجل إذا كان غير مشهور 54

1974 - وحدثنا محمد بن يحيى ثنا أبو عاصم عن سفيان عن زيد بن أسلم عن رجل عن رجل من أصحاب النبي قال:

قال رسول الله

وحدثنا محمد ثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر والثوري عن زيد بن أسلم عن رجل عن رجل من أصحاب النبي قال: قال رسول الله - 55

1975 - حدثنا محمد حدثنا محمد بن يوسف ثنا سفيان عن زيد بن أسلم حدثني رجل من أصحابنا عن رجل من أصحاب النبي قال:

« قال رسول الله : لا يفطر من قاء ولا من احتلم ولا من احتجم » ولم يرفعه عبد الرزاق 56

1976 - نا محمد بن يحيى نا عبد الرزاق حدثنا ابن أبي سبرة عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن رجل من أصحاب النبي عن النبي مثله - 57

1977 - وحدثنا محمد بن يحيى نا جعفر بن عون أخبرنا هشام ابن سعد ثنا زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار قال: قال رسول الله - 58

1978 - حدثنا محمد ثنا أبو نعيم ثنا هشام عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار قال:

« قال رسول الله : ثلاث لا يفطرن الصائم الاحتلام والقيء والحجامة »

سمعت محمد بن يحيى يقول: هذا الخبر غير محفوظ عن أبي سعيد ولا عن عطاء بن يسار والمحفوظ عندنا حديث سفيان ومعمر 59

1979 - حدثنا محمد بن يحيى نا محمد بن عبد الله الأنصاري عن أبي المتوكل عن أبي سعيد الخدري قال:

« لا بأس بالحجامة للصائم » 60

1980 - نا محمد نا حجاج بن منهال عن حماد عن حميد عن أبي المتوكل عن أبي سعيد الخدري

« أنه كان لا يرى بالحجامة للصائم بأسا » 61

1981 - حدثنا محمد نا نعيم بن حماد عن ابن المبارك عن خالد الحذاء عن أبي المتوكل عن أبي سعيد الخدري قال:

« لا بأس بالحجامة للصائم » 62

1982 - نا محمد نا موسى بن هارون البردي نا عبدة عن سليمان الناجي عن أبي المتوكل أن أبا سعيد -. ليس عن رسول الله ولا أظن معمرا لفظه 63

1983 - حدثنا أحمد بن نصر ثنا محمد بن كثير عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة عن أبي أسماء الرحبي عن ثوبان قال:

« خرجت مع رسول الله لثمان عشر مضت من رمضان فمر برجل يحتجم فقال: أفطر الحاجم والمحجوم » 64

1984 - وحدثنا أحمد بن نصر نا عبد الله بن صالح ويحيى ابن عبد الله بن بكير عن الليث بن سعد حدثني قتادة بن دعامة البصري عن الحسن عن ثوبان

« عن رسول الله وقال: أفطر الحاجم والمحجوم »

قال أبو بكر: فكل ما لم أقل إلى آخر هذا الباب: إن هذا صحيح فليس من شرطنا في هذا الكتاب والحسن لم يسمع من ثوبان قال أبو بكر: هذا الخبر خبر ثوبان عندي صحيح في هذا الإسناد 65

باب ذكر الدليل على أن السعوط وما يصل إلى الأنواف من المنخرين يفطر الصائم

1985 - خبر عاصم بن لقيط بن صبرة عن أبيه

« عن النبي : وإذا استنشقت فبالغ إلا أن تكون صائما »

باب ذكر تعليق المفطرين قبل وقت الإفطار بعراقيبهم وتعذيبهم في الآخرة بفطرهم قبل تحلة صومهم

1986 - نا الربيع بن سليمان المرادي وبحر بن نصر الخولاني قالا: ثنا بشر بن بكر نا ابن جابر عن سليمان بن عامر أبي يحيى حدثني أبو أمامة الباهلي قال:

« سمعت رسول الله يقول: بينا أنا نائم إذ أتاني رجلان فأخذا بضبعي فأتيا بي جبلا وعرا فقالا: اصعد فقلت: إني لا أطيقه فقالا: إنا سنسهله لك فصعدت حتى إذا كنت في سواء الجبل إذا بأصوات شديدة قلت: ما هذه الأصوات؟ قالوا: هذا عواء أهل النار ثم انطلق بي فإذا أنا بقوم معلقين بعراقيبهم مشققة أشداقهم تسيل أشداقهم دما قال قلت: من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين يفطرون قبل تحلة صومهم فقال: خابت اليهود والنصارى فقال سليمان: ما أدري أسمعه أبو أمامة من رسول الله أم شيء من رأيه ثم انطلق فإذا بقوم أشد شيء انتفاخا وأنتنه ريحا وأسوأه منظرا فقلت: من هؤلاء؟ فقال: هؤلاء قتلى الكفار ثم انطلق بي فإذا بقوم أشد شيء انتفاخا وأنتنه ريحا كأن ريحهم المراحيض قلت: من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الزانون والزواني ثم انطلق بي فإذا أنا بنساء تنهشن ثديهن الحيات قلت: ما بال هؤلاء؟ قال: هؤلاء يمنعن أولادهن ألبانهن ثم انطلق بي فإذا أنا بالغلمان يلعبون بن نهرين قلت: من هؤلاء؟ قال: هؤلاء ذراري المؤمنين ثم شرف شرفا فإذا أنا بنفر ثلاثة يشربون من خمر لهم قلت: من هؤلاء؟ قال: هؤلاء جعفر وزيد وابن رواحة ثم شرفني شرفا آخر فإذا أنا بنفر ثلاثة قلت: من هؤلاء؟ قال: هذا إبراهيم وموسى وعيسى وهم ينظروني هذا حديث الربيع » 66

باب التغليظ في إفطار يوم من رمضان معتمدا من غير رخصة إن صح الخبر فإني لا أعرف ابن المطوس ولا أباه غير أن حبيب ابن أبي ثابت قد ذكر أنه أبا المطوس

1987 - أخبرنا الأستاذ الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني قراءة عليه أخبرنا محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة نا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا محمد بن ابن بشار حدثنا محمد بن جعفر وحدثنا محمد بن بشار بندار نا ابن أبي عدي وحدثنا الصنعاني نا خالد بن الحارث قالوا: ثنا شعبة عن حبيب بن أبي ثابت عن عمارة بن عمير عن ابن المطوس عن أبيه عن أبي هريرة قال:

« قال رسول الله : من أفطر يوما من رمضان في غير رخصة رخصها الله لم يقض عنه صوم الدهر زاد في خبر محمد بن جعفر وإن صامه »

67

1988 - حدثنا بندار عن أبي داود عن شعبة بهذا الإسناد - مثله وزاد قال شعبة: قال حبيب: فلقيت أبا المطوس فحدثني به 68

باب ذكر البيان أن الآكل والشارب ناسيا لصيامه غير مفطر بالأكل والشرب

1989 - حدثنا إسماعيل بن بشر بن منصور السلمي ثنا عبد الأعلى نا هشام عن محمد عن أبي هريرة

« عن رسول الله قال: إذا نسي أحدكم وهو صائم فأكل وشرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه »

باب ذكر إسقاط القضاء والكفارة عن الآكل والشارب في الصيام إذا كان ناسيا لصيامه وقت الأكل والشرب

1990 - نا محمد وإبراهيم ابنا محمد بن مرزوق الباهليان البصريان قالا: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري ثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة

« أن رسول الله قال: من أفطر في شهر رمضان ناسيا فلا قضاء عليه ولا كفارة »

هذا حديث محمد وقال إبراهيم في حديثه: من أكل أو شرب في رمضان ناسيا فلا قضاء عليه ولا كفارة 69

باب ذكر الفطر قبل غروب الشمس إذ حسب الصائم أنها قد غربت

1991 - حدثنا محمد بن العلاء بن كريب نا أبو أسامة ثنا هشام عن فاطمة عن أسماء وحدثنا أبو عمار الحسين بن حريث ثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء قالت

« أفطرنا في رمضان في يوم غيم على عهد رسول الله ثم طلعت الشمس قال: قلت لهشام وقال أبو عمار: فقيل لهشام: أمروا بالقضاء؟ قال: بد من ذلك »

قال أبو بكر: ليس في هذا الخبر أنهم أمروا بالقضاء وهذا من قول هشام: بد من ذلك لا في الخبر ولا يبين عندي أن عليهم القضاء فإذا أفطروا والشمس عندهم قد غربت ثم بان أنها لم تكن غربت كقول عمر بن الخطاب: والله ما نقضي ما يجانفنا من الإثم

جماع أبواب الأقوال والأفعال المنهية عنها في الصوم من غير إيجاب فطر

باب النهي عن الجهل في الصيام

1992 - حدثنا علي بن خشرم أخبرنا عيسى عن الأعمش وثنا عبد الله بن سعيد الأشج حدثنا ابن نمير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة

« قال: قال رسول الله : إذا كان صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل فإن جهل عليه فليقل: إني صائم وقال الأشج: إذا كان صوم أحدكم »

باب الزجر عن السباب والاقتتال في الصيام وإن سب الصائم أو قوتل وإعلام الصائم مقاتله وسابه أنه صائم لعله ينزجر عن قتاله وسبابه إذا علم أنه لا ينتصر منه لعلة صومه

1993 - حدثنا أحمد بن عبدة ثنا عبد العزيز - يعني ابن محمد - عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة

« أن النبي قال: إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث فإن شاتمه أو سابه وقاتله فليقل: إني صائم » 70

باب الأمر بالجلوس إذا شتم الصائم وهو قائم لتسكن الغضب على المشتوم فلا ينتصر بالجواب

1994 - نا محمد بن بشار ثنا عثمان بن عمر أخبرنا ابن أبي ذئب: عن عجلان مولى المشمعل عن أبي هريرة

« عن النبي : لا تساب وأنت صائم فإن سابك أحد فقل: إني صائم وإن كنت قائما فاجلس » 71

باب النهي عن قول الزور والعمل به والجهل في الصوم والتغليظ فيه

1995 - حدثنا محمد بن بشار نا عثمان بن عمر نا ابن أبي ذئب وحدثنا محمد بن عيسى نا عبد الله - يعني ابن المبارك - عن ابن أبي ذئب عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة

« عن النبي قال: من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة بأن يدع طعامه وشرابه »

هذا حديث بندار

وفي حديث ابن المبارك: والعمل به والجهل

باب النهي عن اللغو في الصيام

والدليل على أن الإمساك عن اللغو والرفث من تمام الصوم مع الدليل على أن الاسم باسم المعرفة بالألف واللام قد يقع على بعض أجزاء العمل ذي الشعب والأجزاء على ما بينته في كتاب الإيمان

1996 - أخبرني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أن ابن وهب أخبرهم وأخبرني أنس بن عياض عن الحارث بن عبد الرحمن عن عمه عن أبي هريرة قال:

« قال رسول الله : ليس الصيام من الأكل والشرب إنما الصيام من اللغو والرفث فإن سابك أحد أو جهل عليك فلتقل: إني صائم إني صائم » 72

باب نفي ثواب الصوم عن الممسك عن الطعام والشراب مع ارتكابه مازجر عنه غير الأكل والشرب

1997 - حدثنا علي بن حجر حدثنا إسماعيل بن جعفر حدثنا عمرو - هو ابن أبي عمرو - عن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة قال:

« قال رسول الله : رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش ورب قائم من قيامه السهر » 73

جماع أبواب الأفعال المباحة في الصيام مما قد اختلف العلماء في إباحتها

باب الرخصة في المباشر التي هي دون الجماع للصائم

والدليل على أن اسم الواحد قد يقع على فعلين أحدهما مباح والآخر محظور إذ اسم المباشر قد أوقعه الله في نص كتابه على الجماع ودل الكتاب على أن الجماع في الصوم محظور قال المصطفى : إن الجماع يفطر الصائم والنبي المصطفى قد دل بفعله على أن المباشرة التي هي دون الجماع مباحة في الصوم غير مكروهة

1998 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني حدثنا بشر - يعني ابن الفضل - حدثنا ابن عون عن إبرهيم عن الأسود قال:

« انطلقت أنا ومسروق إلى أم المؤمنين نسألها عن المباشرة فاستحيينا قال: قلت: جئنا نسأل حاجة فاستحيينا فقالت: ما هي؟ سلا عما بدا لكما قال قلنا: كان النبي يباشر وهو صائم؟ قالت: قد كان يفعل ولكنه كان أملك لإربه منكم »

قال أبو بكر: إنما خاطب الله جل ثناؤه نبيه وأمته بلغة العرب أوسع اللغات كلها التي لا يحيط بعلم جميعها أحد غير نبي والعرب في لغاتها توقع اسم الواحد على شيئين وعلى أشياء ذوات عدد وقد يسمى الشيء الواحد بأسماء وقد يزجر الله عن الشيء ويبيح شيئا آخر غير الشيء المزجور عنه ووقع اسم الواحد على الشيئين جميعا على المباح وعلى المحظور وكذلك قد يبيح الشيء المزجور عنه ووقع اسم الواحد عليهما جميعا فيكون اسم الواحد واقعا على الشيئين المختلفين أحدهما مباح والآخر محظور واسمهما واحد فلم يفهم هذا من سفه لسان العرب وحمل المعنى في ذلك على شيء واحد يوهم أن الأمرين متضادان إذ أبيح فعل مسمى باسم وحظر فعل تسمى بذلك الاسم سواء فمن كان هذا مبلغه من العلم لم يحل له تعاطي الفقه ولا الفتيا ووجب عليه التعلم أو السكت إلى أن يدرك من العلم مايجور معه الفتيا وتعاطى العلم ومن فهم هذه الصناعة علم أن ما أبيح غير ما حظر وإن كان اسم الواحد قد يقع على المباح وعلى المحظور جميعا فمن الجنس الذي ذكرت أن الله عز وجل دل في كتابه أن مباشرة النساء في نهار الصوم غير جائز بقوله تبارك وتعالى: { فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل } فأباح الله عز وجل مباشرة النساء والأكل والشرب بالليل ثم أمرنا بإتمام الصيام إلى الليل على أن المباشرة المباحة بالليل المقرونة إلى الأكل والشرب هي الجماع المفطر للصائم وأباح الله بفعل النبي المصطفى المباشرة التي هي دون الجماع في الصيام إذ كان يباشر وهو صائم والمباشر التي ذكر الله في كتابه أنها تفطر الصائم هي غير المباشرة التي كان النبي يباشرها في صيامه

والمباشرة اسم واحد واقع على فعلين إحداهما مباحة في نهار الصوم والأخرى محظورة في نهار الصوم مفطرة للصائم

ومن هذا الجنس قوله عز وجل { يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع } فأمر ربنا جل وعلا بالسعي إلى الجمعة والنبي المصطفى قال: إذا أتيتم الصلاة فلا تأتوها وأنتم تسعون إيتوها تمشون وعليكم السكينة فاسم السعي يقع على الهرولة وشدة المشي والمضي إلى الموضع فالسعي الذي أمر به أن يسعى إلى الجمعة هو المضي إليها والسعي الذي زجر النبي عنه إتيان الصلاة هو الهرولة وسرعة المشي فاسم السعي واقع على فعلين أحدهما مأمور والآخر منهي عنه وسأبين إن شاء الله تعالى هذا الجنس في كتاب معاني القرآن إن وفق الله لذلك 74

باب تمثيل النبي قبلة الصائم بالمضمضة منه بالماء

1999 - حدثنا الربيع بن سليمان حدثنا شعيب بن الليث حدثنا الليث عن بكير - هو ابن عبد الله بن الأشج - عن عبد الملك بن سعيد الأنصاري عن جابر بن عبد الله عن عمر بن الخطاب أنه قال:

« هششت يوما فقبلت وأنا صائم فأتيت رسول الله فقلت: صنعت اليوم أمرا عظيما قبلت وأنا صائم فقال رسول الله : أرأيت لو تمضمضت بماء وأنت صائم؟ قال: فقلت: لا بأس بذلك فقال رسول الله - قال الربيع أظنه قال - ففيم؟ »

حدثناه محمد بن يحيى قال: سمعت أبا الوليد يقول: جاءني هلال الرازي فسألني عن هذا الحديث

قال أبو بكر: عبد الملك بن سعيد هو ابن سويد 75

باب الرخصة في قبلة الصائم

2000 - حدثنا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان قال: سألت عبد الرحمن بن القاسم أسمعت أباك يحدث عن عائشة

« أن رسول الله كان يقبلها وهو صائم؟ فسكت عني ساعة ثم قال: نعم »

قال أبو بكر: خرجت هذا الباب بتمامه في كتاب الكبير 76

باب الرخصة في قبلة الصائم رؤوس النساء ووجوههن خلاف مذهب من كان يكره ذلك

2001 - حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني حدثنا عبيدة حدثنا مطرف وحدثنا يوسف بن موسى حدثنا جرير عن مطرف وحدثنا علي بن المنذر حدثنا ابن فضيل حدثنا مطرف عن عامر عن مسروق عن عائشة قالت

« كان رسول الله يظل صائما لا يبالي ما قبل من وجهي حتى يفطر » وقال يوسف: فقبل ما شاء من وجهي وقال الزعفراني: فقبل أي مكان شاء من وجهي 77

2002 - وقال أبو بكر: في خبر عبد الله بن شقيق عن ابن عباس قال:

« كان النبي يصيب من الرؤوس وهو صائم » 78

باب الرخصة في مص الصائم لسان المرأة خلاف مذهب من كره القبلة للصائم على الفم إن جاز الإحتجاج بمصدع أبي يحيى فإني لا أعرفه بعدالة ولا جرح

2003 - حدثنا بشر بن معاذ العقدي حدثنا محمد بن دينار الطاحي حدثنا سعد بن أوس عن مصدع أبي يحيى عن عائشة

« أن رسول الله كان يقبلها وهو صائم ويمص لسانها » 79

باب الرخصة في قبلة الصائم المرأة الصائمة

2004 - حدثنا بشر بن معاذ حدثنا أبو عوانة عن سعد بن إبراهيم وحدثنا يحيى بن حكيم حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة عن سعد بن إبراهيم عن طلحة بن عبد الله عن عائشة قالت

« أهوى إلي رسول الله ليقبلني فقلت: إني صائمة قال: وأنا صائم فقبلني قال بشر بن معاذ: عن طلحة رجل من قومه » 80

باب ذكر الدليل على أن القبلة للصائم مباحة لجميع الصوام ولم تكن خاصة للنبي قال أبو بكر: خبر جابر عن عمر من هذا الباب

2005 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني وبشر بن معاذ قالا: حدثنا المعتمر قال: سمعت حميدا يحدث عن أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري

« أن رسول الله رخص في القلبة للصائم »

باب الرخصة في السوك للصائم

2006 - قال أبو بكر: خبار النبي : لولا أن أشق على أمتي بالسواك عند كل صلاة ولم يستثن مفطرا دون صائم ففيها دلالة على أن السوك للصائم عند صلاة فضلية كهو للمفطر

2007 - قال أبو بكر: قد روى عاصم بن عبد الله عن عبد الله ابن عامر بن ربيعة عن أبيه قال:

« رأيت النبي ما لا أحصي يستاك وهو صائم » حدثنا أبو موسى حدثنا سفيان - يعني ابن عيينة - عن عاصم ابن عبيد الله وحدثنا محمد بن بشار وأبو موسى قالا: حدثنا يحيى قال بندار: قال: حدثنا سفيان وقال أبو موسى عن سفيان وحدثنا أبو موسى حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان وحدثنا جعفر بن محمد الثعلبي حدثنا وكيع عن سفيان عن عاصم بن عبيد الله غير أن أبا موسى قال في حديث يحيى وقال جعفر بن محمد في حديثه: مالا أحصي أو ما لا أعده

قال أبو بكر: وأنا بريء من عهدة عاصم سمعت محمد بن يحيى يقول: عاصم بن عبيد الله ليس عليه قياس

وسمعت مسلم بن الحجاج يقول: سألنا يحيى بن معين فقلنا عبد الله بن محمد بن عقيل أحب إليك أم عاصم بن بن عبيد الله؟ قال: لست أحب واحدا منهما

قال أبو بكر: كنت لا أخرج حديث عاصم بن عبيد الله في هذا الكتاب ثم نظرت فإذا شعبة والثوري قد رويا عنه ويحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي وهما إماما أهل زمانهما قد رويا عن الثوري عنه وقد روى عنه مالك خبرا في غير الموطأ 81

باب الرخصة في اكتحال الصائم إن صح الخبر وإن لم يصح الخبر من جهة النقل

فالقرآن دال على إباحته وهو قول الله عز وجل { فالآن باشروهن } دال على إباحة الكحل للصائم

2008 - حدثنا علي بن معبد حدثنا معمر بن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع حدثني أبي عن أبيه عبيد الله عن أبي رافع قال:

« نزل رسول الله خبير ونزلت معه فدعاني بكحل إثمد فاكتحل في رمضان وهو صائم - إثمد غير ممسك - قال أبو بكر: أنا أبرأ من عهدة هذا الإسناد لمعمر » 82

باب إباحة ترك الجنب الاغتسال من الجنابة إلى طلوع الفجر إذا كان مريدا للصوم

2009 - حدثنا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان حدثني سمي وسمعته من سمي وحدثني سمي سمعه من أبي بكر

« أن معاوية أرسل إلى عائشة عبد الرحمن بن الحارث قال أبو بكر: فذهبت مع أبي فسمعت عائشة تقول: إن رسول الله كان يدركه الصبح وهو جنب فيصوم »

2010 - حدثنا أبو عمار حدثنا سفيان عن سمي وحدثنا يحيى بن حكيم حدثنا سفيان حدثنا سمي سمع أبا بكر بن عبد الرحمن المخزومي أنه سمع عائشة تقول كان رسول الله يقول - بمثله - قال أبو عمار في كلها: عن.

باب ذكر خبر روي في الزجر عن الصوم إذا أدرك الجنب الصبح قبل أن يغتسل لم يفهم معناه بعض العلماء

فأنكر الخبر وتوهم أن أبا هريرة مع جلالته ومكانه من العلم غلط في روايته والخبر ثابت صحيح من جهة النقل إلا أنه منسوخ لا أن أبا هريرة غلط في رواية هذا الخبر

2011 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الوهاب حدثنا أيوب عن عكرمة عن خالد عن أبي بكر بن عبد الرحمن قال:

« إني لأعلم الناس بهذا الحديث بلغ مروان أن أبا هريرة يحدث عن رسول الله وحدثنا بندار حدثنا يحيى عن ابن جريح حدثني عبد الملك بن أبي بكر عن أبيه أنه سمع أبا هريرة يقول:

من أصبح جنبا فلا يصوم قال: فانطلق أبو بكر وأبوه عبد الرحمن حتى دخل على أم سلمة وعائشة وكلاهما قالت: كان رسول الله يصبح جنبا ثم يصوم فانطلق أبو بكر وأبوه حتى أتيا مروان فحدثاه فقال: عزمت عليكما لما انطلقتما إلى أبي هريرة فحدثاه فقال: أهما قالتا لكما؟ قالا: نعم قال هما أعلم إنما أنبأنيه الفضل »

قال أبو بكر: قال أبو هريرة أحال الخبر على مليء صادق بار في خبره إلا أن الخبر منسوخ لا أنه وهم لا غلط وذلك أن الله تبارك وتعالى عند ابتداء فرض الصوم على أمة محمد كان حظر عليهم الأكل والشرب في ليل الصوم بعد النوم كذلك الجماع فيشبه أن يكون خبر الفضل بن العباس: من أصبح وهو جنب فلا يصوم في ذلك الوقت قبل أن يبيح الله الجماع إلى طلوع الفجر فلما أباح الله تعالى الجماع إلى طلوع الفجر كان للجنب إذا أصبح قبل أن يغتسل أن يصوم ذلك اليوم إذ الله عز وجل لما أباح الجماع إلى طلوع الفجر كان العلم محيطا بأن المجامع قبل طلوع الفجر يطرقه فاعلا ما قد أباحه الله له في نص تنزيله ولا سبيل لمن هذا فعله إلى الإغتسال إلا بعد طلوع الفجر ولو كان إذا أدركه الصبح قبل أن يغتسل لم يجز له الصوم كان الجماع قبل طلوع الفجر بأقل وقت يمكن الإغتسال فيه محظورا غير مباح وفي إباحة الله عز وجل الجماع في جماع الليل بعدما كان محظورا بعد النوم بان وثبت أن الجنابة الباقية بعد طلوع الفجر بجماع في الليل مباح لا يمنع الصوم فخبر عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما في صوم النبي بعد ما كان يدركه الصبح جنبا ناسخ لخبر الفضل بن عباس لأن هذا الفعل من النبي يشبه أن يكون بعد نزول إباحة الجماع إلى طلوع الفجر فاسمع الآن خبرا عن كاتب الوحي للنبي بصحة ما تأولت خبر الفضل بن عباس رحمه الله

2012 - حدثنا علي بن سهل الرملي حدثنا الوليد - يعني ابن مسلم - قال: سمعت ابن ثوبان - وهو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن قبصة بن ذؤيب

أنه أخبر زيد بن ثابت عن قول أبي هريرة أنه قال:

« من أطلع عليه الفجر في شهر رمضان وهو جنب لم يغتسل أفطر وعليه القضاء فقال زيد بن ثابت: إن الله كتب علينا الصيام كما كتب علينا الصلاة فلو أن رجلا طلعت عليه الشمس وهو نائم كان يترك الصلاة؟ قال: قلت لزيد: فيصوم ويصوم يوما آخر؟ فقال زيد: يومين بيوم؟ » 83

باب الدليل على أن جنابة النبي التي أخر الغسل بعدها إلى طلوع الفجر فصام كان من جماع لا من احتلام

2013 - حدثنا يوسف بن موسى حدثنا جرير عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن عراك بن مالك عن عبد الملك بن أبي بكر عن أبيه عن أمه أم سلمة زوج النبي قالت

« كان رسول الله يصبح جنبا من النساء من غير حلم ثم يظل صائما » 84

باب الدليل على أن الصوم جائز لكل من أصبح جنبا واغتسل بعد طلوع الفجر

والزجر عن أن يقال: كان هذا خاصا للنبي مع الدليل على أن كل ما فعله النبي مما لم يجر أنه خاص له فعلى الناس التأسي به واتباعه

2014 - حدثنا علي بن حجر السعدي حدثنا إسماعيل بن جعفر عن عبد الله - يعني ابن عبد الرحمن بن معمر أبي طوالة أن أبا يونس مولى عائشة أخبره عن عائشة

« أن رجلا جاء إلى النبي يستفتيه وهي تسمع من وراء الباب فقال: يا رسول الله تدركني الصلاة وأنا جنب أفأصوم؟ فقال رسول الله : وأنا تدركني الصلاة وأنا جنب فأصوم فقال: لست مثلنا يا رسول الله قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فقال: والله - يعني - إني لأرجو أن أكون أخشاكم لله وأعلمكم بما أتقي »

قال أبو بكر: هذا الرجاء من الجنس الذي أقول: إنه جائز أن يقول المرء فيما لا يشك فيه ولا يمتري: وأنا أرجو أن يكون كذا وكذا إذ لا شك أن النبي كان مستيقنا غير شاك ولا مرتاب أن كان أخشى القوم لله وأعلمهم بما يتقي وهذا من الجنس الذي روي عن علقمة بن قيس أنه قيل له: أمؤمن أنت؟ قال: أرجو ولا شك ولا ارتياب أنه كان من المؤمنين الذين كان يجري عليهم أحكام المؤمنين من المناكحات والمبايعات وشرائع الإسلام وقد بينت هذه المسألة في كتاب الإيمان فاسمع الدليل الواضح أن النبي أراد بقوله: إني لأرجو ما أعلمت أنه قد أقسم بالله أنه أشدهم خشية

2015 - حدثنا بندار حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة قلت

« رخص رسول الله في بعض الأمر فرغب عنه رجال فقال: ما بال رجال آمرهم بالأمر يرغبون عنه والله إني لأعلمهم بالله وأشدهم خشية »

جماع أبواب الصوم في السفر من أبيح له الفطر في رمضان عند المسافر

باب ذكر خبر روي عن النبي في الصوم في السفر بلفظة مختصرة

من غير ذكر السبب الذي قال له تلك المقالة توهم بعض العلماء من لم يفهم السبب أن الصوم في السفر غير جائز حتى أمر بعضهم الصائم في السفر بإعادة الصوم بعد في الحضر

2016 - حدثنا عبد الجبار بن العلاء العطار حدثنا سفيان قال: سمعت الزهري يقول: أخبرني صفوان وحدثنا الحسن بن محمد الزعفراني وسعيد بن عبد الرحمن قالا: حدثنا سفيان عن الزهري وحدثنا علي بن خشرم أخبرنا ابن عيينة عن الزهري عن صفوان بن عبد الله بن صفوان عن أم الدرداء عن كعب بن عاصم الأشعري

« أن النبي قال: ليس من البر الصوم في السفر »

لم ينسب الحسن كعبا ولم يقل المخزومي: الأشعري خرجت هذه اللفظة في كتاب الكبير 85

باب ذكر السبب الذي قال النبي : ليس من البر الصيام في السفر

2017 - حدثنا أبو موسى حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة الأنصاري عن محمد بن عمر بن الحسن بن علي بن أبي طالب عن جابر بن عبد الله قال:

« رأى رسول الله رجلا قد اجتمع الناس عليه وقد ظل عليه فقالوا: هذا رجل صائم فقال رسول الله : ليس البر أن تصوموا في السفر »

قال أبو بكر: فهذا الخبر دال على أن النبي إنما قال هذه المقالة إذ الصائم المسافر غير قابل يسر الله حتى اشتد به الصوم واحتيج إلى أن يظل

2018 - وفي خبر سعيد بن يسار عن جابر: « فغشي عليه فجعل ينضح الماء أي عليه »

قال النبي إنما قال: ليس البر الصوم في السفر أي: ليس البر الصوم في السفر حتى يغشى على الصائم ويحتاج إلى أن يظلل وينضح عليه إذ الله عز وجل رخص للمسافر في الفطر وجعل له أن الصوم في أيام أخر وأعلم في محكم تنزيله أنه أراد يهم اليسر لا العسر في ذلك فمن لم يقبل يسر الله جاز أن يقال له: ليس أخذك بالعسر فيشتد العسر عليك من البر وقد يجوز أن يكون في هذا الخبر: ليس البر أن تصوموا في السفر أي: ليس كل البر هذا قد يكون البر أيضا أن تصوموا في السفر وقبول رخصة الله والإفطار في السفر

وسأدل بعد إن شاء الله عز وجل على صحة هذا التأويل

حدثنا بخبر سعيد بن يسار بندار قال: حدثنا حماد بن مسعدة عن ابن أبي ذئب 86

باب ذكر خبر روي عن النبي في تسمية الصوم في السفر عصاة من غير ذكر العلة التي أسماهم بهذا الأسم توهم بعض العلماء أن الصوم في السفر غير جائز لهذا الخبر

2019 - حدثنا محمد بن بشار بندار حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد حدثنا جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر

« أن رسول الله خرج عام الفتح إلى مكة فصاح حتى بلغ كراع الغميم وصام الناس ثم دعا بقدح من ماء فرفعه حتى نظر الناس إليه ثم شربه فقيل له بعد ذلك: إن بعض الناس قد صام قال: أولئك العصاة أولئك العصاة »

حدثناه الحسين بن عيسى البسطامي حدثنا أنس بن عياض عن جعفر بن محمد بهذا الإسناد

باب الدليل على أن النبي إنما سماهم عصاة إذ أمرهم بالإفطار وصاموا ومن أمر بفعل وإن كان الفعل مباحا فرضا واجبا فترك ما أمر به من المباح جاز أن يسمى عاصيا

2020 - حدثنا أحمد بن سنان الواسطي حدثنا يزيد بن هارون حدثنا حماد عن أبي الزبير عن جابر

« أن النبي سافر في رمضان فاشتد الصوم على رجل من أصحابه فجعلت راحلته تهيم به تحت الشجر فأخبر النبي فأمره أن يفطر ثم دعا النبي بإناء فوضعه على يده ثم شرب والناس ينظرون » 87

2021 - حدثنا بندار حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة قالت

« رخص رسول الله في بعض الأمر فرغب عنه رجال فقال: ما بال رجال آمرهم بالأمر يرغبون عنه والله إني لأعلمهم بالله وأشدهم له خشية »

2022 - قال أبو بكر: وفي خبر أبي سعيد

« أن النبي أتى على نهر من ماء السماء من هذا الجنس أيضا قال في الخبر: إني لست مثلكم إني راكب وأنتم مشاة إني أيسركم فهذا الخبر دل على أن النبي صام وأمرهم بالفطر في الإبتداء إذ كان الصوم لا يشق عليه إذ كان راكبا له ظهر لا يحتاج إلى المشي وأمرهم بالفطر إذ كانوا مشاة يشتد عليهم الصوم مع الرجالة فسماهم عصاة إذ امتنعوا من الفطر بعد أمر النبي إياهم بعد علمة أن يشتد الصوم عليهم إذ لا ظهر لهم وهم يحتاجون إلى المشي » 88

باب الدليل على أن النبي إنما أمر أصحابه بالفطر عام فتح مكة إذ الفطر أقوى لهم على الحرب لا أن الصوم في السفر غير جائز

2023 - حدثنا عبد الله بن هاشم حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن معاوية عن ربيعة عن يزيد حدثني قزعة قال:

« أتيت أبا سعيد وهو مكثور عليه فلما تفرق الناس عنه قلت: لا أسألك عما يسالك هؤلاء عنه وسألته عن الصوم في السفر فقال: سافرنا مع رسول الله إلى مكة ونحن صيام فنزلنا منزلا فقال رسول الله : إنكم قد دنوتم من عدوكم والفطر أقوى لكم فكانت رخصة فمنغا من صام ومنا من أفطر ثم نزلنا منزلا آخر فقال: إنكم مصبحي عدوكم والفطر أقوى لكم فأفطروا فكانت عزمة فأفطرنا ثم قال فلقد رأيتنا نصوم مع رسول الله بعد ذلك في السفر قال أبو بكر: فهذا الخبر بين واضح أن النبي سماهم عصاة إذ عزم عليهم في الفطر ليكون أقوى لهم على عدوهم إذ قد دنوا منهم ويحتاجون إلى محاربتهم فلم يأتمروا لأمره لأن خبر جابر في عام الفتح وهذا الخبر في تلك السفرة أيضا فلما عزم النبي عليهم بالفطر ليكون الفطر أقوى لهم فصاموا حتى كان يغشى على بعضهم ويحتاج إلى أن يظل وينضح الماء عليه فيضعفوا عن محاربة عدوهم جاز أن يسميهم عصاة إذ أمرهم بالتقوي لعدوهم فلم يطيعوا ولم يتقووا لهم »

باب التغليظ في ترك سنة النبي رغبة عنها وجائز أن يسمى تارك السنة عاصيا إذا تركها رغبة عنها لا بتركها إذ الترك غير معصية وقطعها فضيلة

2024 - حدثنا محمد بن الوليد حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن حصين عن مجاهد عن عبد الله بن عمر

« عن النبي قال: من رغب عن سنتي فليس مني » 89

باب ذكر إسقاط فرض الصوم عن المسافر إذ هو مباح له الفطر في السفر على أن يصوم في الحضر من أيام آخر

لا أن الفرض ساقط عنه لا تجب عليه إعادته قال الله عز وجل: { فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر }

2025 - قال أبو بكر: خبر أنس بن مالك القشيري - خرجته بعد في إباحة الفطر في رمضان للحامل والمرضع

باب ذكر البيان أن الفطر في السفر رخصة لا أن حتما عليه أن يفطر

2026 - حدثنا يونس بن عبد الأعلى حدثنا عبد الله بن وهب ح وأخبرني عبد الحكم أن ابن وهب أخبرهم أخبرني ابن الحارث عن عروة بن الزبير عن أبي مراوح عن حمزة بن عمرو الأسلمي أنه قال:

« يا رسول الله أجد بي قوة على الصيام في السفر فهل علي جناح؟ فقال رسول الله : هي رخصة من الله فمن أخذ بها فحسن ومن أحب أن يصوم فلا جناح عليه قال: وفي خبر محمد ابن عبد الرحمن بن ثوبان عن جابر قال: قال النبي : فعليكم برخصة الله التي رخص لكم فاقبلوها » 90

باب استجباب الفطر في السفر في رمضان لقبول رخصة الله التي رخص لعباد المؤمنين إذ الله يجب قابل رخصته

2027 - حدثنا سعيد بن عبد الحكم حدثنا أبي حدثنا بكر بن مضر عن عمارة بن غزنة عن حرب بن قيس - وزعم عمارة أنه رضى - عن نافع عن ابن عمر

« عن رسول الله قال: إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تترك معصيته »

باب ذكر تخيير المسافر بين الصوم والفطر إذ الفطر رخصة والصوم جائز مع الدليل على أن قوله ليس البر وو ليس من البر الصوم في السفر على ما تأولت لأن الصوم في السفر ليس من البر إذ مالس من البر فمعصية ولو كان الصوم في السفر معصية لما جعل للمسافر الخيار بين الطاعة والمعصية والنبي خير المسافر بين الصوم والإفطار

2028 - حدثنا عبد الجبار بن العلاء سفيان عن هشام ابن عروة وحدثنا جعفر بن محمد عن هشام ح وحدثنا محمد بن الحسن بن تسنيم أخبرنا - يعني ابن بكر - أخبرنا شعبة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن حمزة بن عمرو الأسلمي

« سأل النبي عن الصوم في السفر - وكان رجلا يسرد الصوم - فقال النبي : أنت بالخيار إن شئت فصم وإن شئت فأفطر »

2029 - حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث حدثنا مروان بن معاوية الفزاري حدثنا عاصم الأحول عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري وجابر بن عبد الله

« أنهما سافرا مع النبي وكان يصوم الصائم ويفطر المفطر فلا يعيب المفطر على الصائم ولا الصائم على المفطر »

قال أبو بكر: هذا باب طويل خرجته في كتاب الكبير

باب استحباب الصوم في السفر لمن قوي عليه والفطر لمن ضعف عنه

2030 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الوهاب - يعني الثقفي - ح وحدثنا بندار أيضا حدثنا سلم بن نوح قالا: حدثنا الجريري ح وحدثنا أبو هاشم زياد بن أيوب بن إسماعيل حدثنا سعيد - وهو الجريري - عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال:

« سافرنا مع رسول الله في رمضان فمنا الصائم ومنا المفطر فلم يعب المفطر على الصائم ولا الصائم على المفطر وكانوا يرون أن من وجد قوة فصام أن ذلك حسن جميل ومن وجد ضعفا فأفطر فذلك حسن جميل »

هذا حديث الثقفي غير أنه لم يقل: في رمضان

ولم يقل سالم بن نوح: جميل وقال: يرون

وفي حديث ابن علية: كنا نغدو مع رسول الله ولم يقل: في رمضان

باب استحباب الفطر في السفر إذا عجز عن خدمة نفسه إذا صام

2031 - حدثنا عبدة بن عبد الله ومحمد بن خلف الحدادي قالا: حدثنا أبو داود الحفري حدثنا سفيان عن الأوزعي عن يحيى ابن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال:

« كنا مع رسول الله بمر الظهران فأتي بطعام فقال لأبي بكر وعمر: أدنوا فكلا فقالا: إنا صائمان فقال: اعلموا لصاحبيكم ارحلوا لصاحبيكم أدنوا فكلا » قال محمد ابن خلف: حدثني سفيان بن سعيد الثوري

قال أبو بكر: هذا الخبر أيضا من الجنس الذي ذكرت قبل أن الصائم في السفر الفطر بعد مضي بعض النهار إذ النبي قد أمرهما بالأكل بعد ما أعلماه أنهما صائمان 91

باب ذكر الدليل على أن الفطر الخادم في السفر أفضل من الصائم المخدوم في السفر

2032 - حدثنا محمد بن العلاء بن كريب عن حفص بن غياث عن عاصم عن مؤرق عن أنس بن مالك قال:

« كان رسول الله في السفر فصام بعض وأفطر بعض فتحزم المفطرون وعملوا وضعف الصوام عن بعض العمل فقال في ذلك: ذهب المفطرون اليوم بالأجر »

2033 - حدثنا سلم بن جنادة حدثنا أبو معاوية حدثنا عاصم عن مؤرق عن أنس قال:

« كنا مع النبي في سفر فمنا الصائم ومنا المفطر فنزلنا في يوم حار شديد الحر فمنا من يتقي الشمس بيده وأكثرنا ظلا صاحب الكساء يستظل بها الصائمون وقام المفطرون فضربوا الأبنية وسقوا الركاب فقال رسول الله : ذهب المفطرون اليوم بالأجر »

باب الرخصة في صوم بعض رمضان وفطر بعض في السفر

2034 - قال أبو بكر: خبر ابن عباس

« صام رسول الله عام الفتح في رمضان حتى بلغ الكديد ثم أفطر »

باب ذكر خبر توهم بعض العلماء أن الفطر في السفر ناسخ لإباحة الصوم في السفر

2035 - حدثنا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان حدثنا الزهري ح وحدثنا علي بن خشرم أخبرنا ابن عيينة عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال:

« صام رسول الله عام الفتح حتى إذ بلغ الكديد أفطر وإنما يؤخذ بالآخر فالآخر من قول رسول الله  »

هذا حديث عبد الجبار وزاد قال سفيان: لا أدري هذا من قول ابن عباس او من قول عبيد الله أو من قول الزهري

باب ذكر البيان على أن هذه الكلمة ( وإنما يؤخذ بالآخر ) ليس من قول ابن عباس

2036 - حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح حدثنا عبيدة بن حميد حدثنا منصور ح وحدثنا يوسف بن موسى حدثنا جرير عن منصور عن مجاهد عن طاووس عن ابن عباس قال:

« خرج رسول الله من المدينة يريد مكة فصام حتى أتى عسفان فدعا بإناء فوضعه على يده حتى نظر إليه الناس ثم أفطر وكان ابن عباس يقول: من شاء صام ومن شاء أفطر »

هذا حديث الحسن بن محمد

وقال يوسف: سافر رسول الله في رمضان فصام حتى بلغ عسفان ثم دعا بإناء فشرب نهارا ليراه الناس ثم أفطر حتى قدم مكة قال: كان ابن عباس يقول: صام رسول الله في السفر وأفطر ومن شاء صام ومن شاء أفطر

قال أبو بكر: هذا الخبر يصرح أن ابن عباس كان يرى صوم النبي في السفر في الإبتداء وإفطاره بعد هذا من الجنس المباح أن كلا الفعلين جائز لا أن إفطار بعد بلوغه عسفان كان نسخا لما تقدم من صومه

باب ذكر دليل ثان على أن أمر النبي بالفطر عام الفتح لم يكن بناسخ لإباحته الصوم في السفر

2037 - خبر قزعة بن يحيى عن أبي سعيد قال: ولقد رأيتنا نصوم بعد ذلك في السفر مع رسول الله - أمليته قبل

باب الرخصة في الفطر في رمضان في السفر لمن قد صام بعضه في الحضر

خلاف مذهب من واجب عليه الصوم في السفر إذا كان قد صام بعضه في الحضر توهم أن قوله { فمن شهد منكم الشهر فليصمه } أن من شهد بعض الشهر وهو حاضر غير مسافر فوجب عليه صوم جميع الشهر وإن سافر في بعضه

2038 - حدثنا محمد بن معمر بن ربعي القيسي حدثنا أبو عاصم عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي حدثنا عطية بن قيس حدثنا قزعة بن يحيى عن أبي سعيد الخدري قال:

« خرجنا مع رسول الله لليلتين خلتا من رمضان فخرجنا صواما حتى بلغنا الكديد أمرنا بالفطر فأصبحنا شرحين منا الصائم ومنا المفطر إذا بلغنا مر الظهران أعلمنا بلقاء العدو أمرنا بالفطر فأفطرنا »

قال أبو بكر: خبر ابن عباس وأبي نضرة عن أبي سعيد من هذا الباب 92

باب إباحة الفطر في السفر يوم قد مضى بعضه والمرء ناو للصوم فيه قال أبو بكر: قد أمليت خبر أبي سعيد الخدري

2039 - حدثنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي حدثنا ابن أبي مريم أخبرنا يحيى بن أيوب حدثني حميد أن بكر بن عبد الله المزني حدثه قال: سمعت أنس بن مالك يقول:

« إن رسول الله كان في سفر ومعه أصحابه فشق عليهم الصوم فدعا رسول الله بإناء فيه ماء فشرب - وهو على راحلته - والناس ينظرون إليه » 93

باب إباحة الفطر في اليوم الذي يخرج فيه المرء فيه مسافرا من بلده إن ثبت الخبر

ضد مذهب من زعم أنه إذا دخل في الصوم مقيما ثم سافر لم يجز له الفطر وإباحة الفطر إذا جاوز المرء بيوت البلدة التي يخرج منها وإن كان قريبا يرى بيوتها

2040 - أخبرنا الأستاذ الإمام أبو عثمان بن عبد الرحمن الصابوني قراءة عليه أخبرنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا أبو بكر بن إسحاق بن خزيمة حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ حدثنا سعيد - هو ابن أبي أيوب - حدثني يزيد بن أبي حبيب أن كليب بن ذهل الحضرمي حدثه عن عبيد بن جبير قال:

« ركبت مع أبي بصرة الغفاري صاحب رسول الله في سفينة من الفسطاط في شهر رمضان فدفع ثم قرب غداءه فقال: اقترب فقلت: ألست ترى البيوت؟ فقال أبو بصرة: أترغب عن سنة رسول الله ؟ »

قال أبو بكر: لست أعرف كليب بن ذهل ولا عبيد بن جبير ولا أقبل دين من لا أعرفه بعدالة 94

باب الرخصة في الفطر في رمضان في مسيرة أقل من يوم وليلة إن ثبت الخبر فإني لا أعرف منصور بن زيد الكلبي هذا بعدالة ولا جرح

2041 - حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أخبرنا أبي وشعيب قالا: أخبرنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب وحدثنا محمد بن يحيى أخبرنا ابن أبي مريم أخبرنا الليث حدثني يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن منصور الكلبي

« أن دحية بن خليفة خرج من قريته إلى قرية عقبة بن عامر من الفسطاط في رمضان فأفطر وأفطر معه الناس وكره آخرون أن يفطروا فلما رجع إلى قريته قال: والله لقد رأيت اليوم أمرا ما كنت أظن أراه إن قوما رغبوا عن هدي رسول الله وأصحابه يقول في ذلك للذين صاموا قال عند ذلك: اللهم اقبضني إليك »

وقال ابن عبد الحكم: خرج من قريته بدمشق المزة إلى قدر قريته عقبة بن عامر ثم أنه أفطر والباقي لفظا واحدا

قال محمد بن يحيى: ابن لهيعة يقول في هذا: منصور بن زيد الكلبي » 95

باب الرخصة للحامل والمرضع في الأفطار في رمضان

والبيان أن فرض الصوم ساقط عنهما في رمضان على أن يقضيا من أيام أخر إذ النبي قرنهما أو إحديهما إلى المسافر فجعل حكمهما أو حكم إحديهما حكم المسافر

2042 - حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي وأبو هاشم زياد ابن أيوب قالا: حدثنا إسماعيل - وهو ابن عليه - حدثنا أيوب قال: كان أبو قلابة حدثني هذا الحديث ثم قال لي: هل لك في الذين حدثنيه فدلني عليه فلقيته قال: حدثني قريب لي يقال له أنس بن مالك قال:

« أتيت رسول الله في إبل كانت لي أخذت فوافقته وهو يأكل فدعا إلى طعامه فقلت: إني صائم فقال: ادن أو قال: هلم أخبرك عن ذاك: إن الله وضع عن المسافر الصوم وشطر الصلاة وعن الحبلى والمرضع فكان بعد ذلك يقول: ألا أكلت من طعام رسول الله حين دعاني إليه »

قال أبو بكر: هذا الخبر من الجنس الذي أعلمت في كتاب الإيمان أن اسم النصف قد يقع على جزء من أجزاء الشيء وإن لم يكن نصفا على الكمال والتمام أن النبي قد أعلم في هذا الخبر أن الله عز وجل وضع عن المسافر شطر الصلاة والشطر في هذا الموضع النصف لا القبل ولا التلقاء والجهة أعني قوله تعالى: { فول وجهك شطر المسجد الحرام } ولم يضع الله عن المسافر نصف فريضة الصلاة على الكمال والتمام لأنه لم يضع من صلاة الفجر ولا من صلاة عن المسافر شيئا 96

2043 - حدثنا محمد بن عثمان العجلي حدثنا عبيد الله عن سفيان عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس قال:

« أتى النبي رجل وهو يتغدى فقال: أدنه قال: إني صائم فقال: أدنه أحدثك عن الصيام إن الله قد وضع عن المسافر الصيام وشطر الصيام وعن الحبلى أو المرضع »

قال أبو بكر: أنس بن مالك الأنصاري هو من بني عبد الله بن مالك 97

2044 - حدثنا جعفر بن محمد حدثنا وكيع عن أبي هلال عن عبد الله بن سوادة عن أنس بن مالك - رجل من بني عبد الله بن مالك - حدثنا الحسن بن محمد حدثنا عفان حدثنا أبو هلال ح وحدثنا الحسن أيضا ن حدثنا عاصم بن علي حدثنا أبو هلال - فذكر الحديث فقال عفان في حديثه: عن أنس بن مالك وليس بالأنصاري وقال عفان في حديثه والمرضع » قال: إسناده حسن أبو هلال الراسبي صدوق فيه لين وقد توبع

باب ذكر إسقاط فرض الصوم عن النساء أيام حيضهن

2045 - حدثنا محمد بن يحيى وزكريا بن يحيى بن أبان قالا: حدثنا ابن أبي مريم أخبرنا محمد بن جعفر أخبرني زيد - وهو ابن أسلم - عن عياض بن عبد الله عن أبي سعيد الخدري

« أن النبي قال: ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن يا معشر النساء فقلن له: ما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله؟ قال: أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل؟ قلن: بلى قال: ذلك لنقصان عقلها اليس إذا حاضت المرأة لم تصل ولم تصم؟ قال: فذلك من نقصان دينها » هذا حديث محمد بن يحيى 98

باب ذكر الدليل على أن الحائض يجب عليها قضاء الصوم في أيام طهرها والرخصة لها في تأخير قضاء الصوم الذي أسقط الفرض عنها فأيام حيضها إلى شعبان

2046 - حدثنا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان عن يحيى قال: سمعت أبا سلمة يقول: سمعت عائشة تقول

« كان يكون علي الصيام من رمضان فما أقضيه حتى يأتي شعبان »

2047 - حدثنا محمد بن بشار: حدثنا يحيى بن سعيد عن يحيى عن أيي سلمة عن عائشة - بمثله

2048 - حدثنا محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق أخبرنا ابن جريج حدثني يحيى بن سعيد قال: سمعت أبا سلمة عبد الرحمن قال: سمعت عائشة تقول

« قد كان علي شيء من رمضان ثم لا أستطيع أن أصومه حتى يجيء شعبان » وظننت أن ذلك لمكانها من النبي ؛ يحيى يقوله، قال: وكان يستنظره ما لم يدركه رمضان آخر

2049 - حدثنا علي بن شعيب حدثنا أبو النضر حدثنا الأشجعي عن سفيان عن السدي عن البهي عن عائشة قالت

« ما كنت أقضي ما يبقى علي من رمضان زمن النبي إلا في شعبان » 99

2050 - حدثنا إبراهيم بن مسعود الهمداني حدثنا أبو أسامة حدثنا زائدة عن إسماعيل السدي عن عبد الله البهي عن عائشة - بمثله - وقال: حياة رسول الله كلها

2051 - حدثنا محمد بن عثمان العجلي حدثنا عبيد الله عن شيبان عن السدي عن عبد الله البهي قال: سمعت عائشة تقول

« ما قضيت شيئا مما يكون علي من رمضان إلا في شعبان حتى قبض رسول الله  »

حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم حدثنا يحيى بن عبد الله ابن بكير قال: سمعت الليث بن سعد يقول: سمعت يزيد بن أبي حبيب وعبيد الله بن أبي جعفر وهما جوهرتا البلاد يقولان: فتحت مصر صلحا

باب قضاء ولي الميت صوم رمضان عن الميت إذا مات وأمكنه القضاء ففرط في قضائه

2052 - حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب حدثنا عمي حدثني عمرو بن الحارث عن عبيد الله بن أبي جعفر وحدثنا محمد بن يحيى حدثنا ابن أبي مريم أخبرنا يحيى بن أيوب حدثني ابن أبي جعفر وحدثنا زكريا بن يحيى بن أبان حدثنا عمرو بن ظافر حدثنا يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن أبي جعفر عن محمد بن جعفر - وهو ابن الزبير - عن عروة عن عائشة

« أن رسول الله قال: من مات وعليه صيام صام عنه وليه »

باب قضاء الصيام عن المرأة تموت وعليها صيام

والدليل على أن الصائم إذا قضى الحي عن الميت يكون ساقطا عن الميت كالدين يقضى عنه بعد الموت إذ النبي شبه قضاء الصوم عن الميت بقضاء الدين عنها

2053 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني حدثنا المعتمر قال: قرأت على الفضيل بن ميسرة عن أبي حريز في المرأة ماتت وعليها صوم قال: حدثني عكرمة عن ابن عباس

« قال: أتت امرأة النبي فقالت: يا رسول الله إن أمي ماتت عليها صوم خمسة عشر يوما قال: أرأيت لو أن أمك ماتت وعليها دين أكنت قاضيته؟ قالت: نعم قال أقضي دين أمك. والمرأة من خثعم » 100

باب الأمر بقضاء الصوم بالنذر عن الناذرة إذا ماتت قبل الوفاء بنذرها

2054 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة عن سليمان عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس

« أن امرأة ركبت البحر فنذرت أن تصوم شهرا فماتت فسأل أخوها النبي فأمر النبي أن يصوم عنها » 101

باب ذكر البيان أن من قضى الصوم عن الناذر والناذرة من ولي أو قريب أو بعيد أو ذكر أو أنثى أو حر أو عبد أو حرة أو أمة فالقضاء جائز عن الميت

إذ النبي شبه قضاء صوم النذر عن الميتة بقضاء الدين عنها والدين إذا قضي عن الميت أو الميتة كان القاضي من كان من قريب أو بعيد حر أو عبد والدين ساقط الميت مع الدليل على أن قضاء الصوم عن الميت أحق من قضاء الدين عنه إذ النبي أعلم أن الصوم من حقوق الله وأن قضاءه أحق من قضاء حقوق الآدميين

2055 - حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج حدثنا أبو خالد حدثنا الأعمش عن الحكم وسلمة بن كهيل ومسلم البطين عن سعيد ابن جبير وعطاء ومجاهد عن ابن عباس قال:

« جاءت امرأة إلى النبي فقالت: إن أختي ماتت وعليها صيام شهرين متتابعين قال: أرأيت إن كان على أختك دين أكنت قضيته؟ قالت: نعم قال: فحق الله أحق »

قال أبو بكر: لم يقل أحد: عن الحكم وسلمة بن كهيل إلا هو 102

باب الإطعام عن الميت يموت وعليه صوم لكل يوم مسكينا إن صح الخبر فإن في القلب من أشعث بن سوار رحمه الله لسوء حفظه

2056 - حدثنا علي بن معبد حدثنا صالح بن عبد الله الترمذي حدثنا عبثر عن أشعث عن محمد - وهو ابن أبي ليلى عن نافع عن ابن عمر قال:

« قال رسول الله : من مات وعليه صيام شهر فليطعم عنه مكان كل يوم مسكينا »

قال أبو بكر: هذا عندي محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى قاضي الكوفة 103

باب قدر مكيلة ما يطعم كل مسكين في كفارة الصوم إن ثبت الخبر فإن في القلب من هذا الإسناد

2057 - حدثنا أحمد بن داوود بن زياد الضبي الواسطي بالأيلة حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا شريك بن عبد الله عن ابن أبي ليلى عن نافع عن ابن عمر

« عن النبي قال: من مات وعليه رمضان لم يقضه فليطعم عنه لكل يوم نصف صاع من بر » 104

جماع أبواب وقت الإفطار وما يستحب أن يفطر عليه

باب ذكر خبر روي عن النبي في وقت الفطر بلفظ خبر معناه عندي معنى الأمر

2058 - حدثنا أحمد بن عبدة حدثنا سفيان ح وحدثنا الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني حدثنا أبو معاوية قالا: حدثنا هشام بن عروة وحدثنا هارون بن إسحاق حدثنا عبدة عن هشام عن أبيه عن عاصم بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:

« قال لي رسول الله : إذا أقبل الليل وأدبر النهار وغربت الشمس أفطر الصائم »

قال هارون بن إسحاق: فقد أفطرت. وقال أحمد بن عبده: إذا أقبل الليل من ها هنا ولم يقل أحمد ولا هارون: لي.

قال أبو بكر: هذه اللفظة فقد أفطر الصائم لفظ خبر ومعناه معنى الأمر أي: فليفطر الصائم إذ قد حل له الإفطار وولو كان معنى هذه اللفظة معنى لفظه كان جميع الصوام فطرهم وقتا واحدا ولم يكن لقوله : لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر ولقوله: لا يزال الدين ظاهرا ما عجل الناس الفطر معنى ولا كان لقوله : يقول الله تبارك وتعالى: أحب عبادي إلي أعجلهم فطرا معنى لو كان الليل إذا أقبل وأدبر النهار وغابت الشمس كان الصوام جميعا يفطرون ولو كان فطر جميعهم في وقت واحد لا يتقدم فطر أحدهم غيره لما كان لقوله : من وجد تمرا فليفطر عليه ومن لم يجد فليفطر على الماء معنى ولكن معنى قوله: فقد فطر أي: فقد حل له الفطر والله أعلم 105

وهو في الصحيحين وغيرهما دون قوله " لي " وهو مخرج في الإرواء 916

باب ذكر دوام الناس على الخير ما عجلوا الفطر وفيه كالدلالة على أنهم إذا أخروا الفطر وقعوا في الشر

2059 - حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي حدثنا ابن أبي حازم عن أبيه عن سهل - وهو ابن سعد ح وحدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان ح وحدثنا جعفر بن محمد حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال:

« قال رسول الله : لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر »

باب ذكر ظهور الدين ما عجل الناس فطرهم والدليل على أن أيسم الدين قد يقع على بعض شعب الإسلام

2060 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الأعلى حدثنا محمد بن عمرو وحدثنا علي بن خشرم حدثنا علي بن محمد وحدثنا محمد بن إسماعيل الأحمس حدثنا المحاربي عن عمرو بن عمرو وعن أبي سلمة عن أبي هريرة قال:

« قال رسول الله : ما يزال الدين ظاهرا ما عجل الناس الفطر إن اليهود والنصارى يؤخرون » 106

باب ذكر استحسان سنة المصطفى محمد ما لم ينتظر بالفطر قبل طلوع النجوم

2061 - حدثنا محمد بن أبي صفوان الثقفي حدثنا عبد الرحمن ابن مهدي حدثنا سفيان عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال:

« قال رسول الله : لا تزال أمتي على سنتي ما لم تنتظر بفطرها النجوم قال: وكان النبي إذا كان صائما أمر رجلا فأوفى على شيء فإذا قال: غابت الشمس أفطر »

قال أبو بكر: هكذا حدثتنا به ابن أبي صفوان وأهاب أن يكون الكلام الأخير عن غير سهل بن سعد لعله من كلام الثوري أو من قول أبي حازم فأدرج في الحديث 107

باب ذكر حب الله عز وجل المعجلين للإفطار

والدليل على ضد قول بعض أهل عصرنا ممن زعم أنه غير جائز أن يقال: أحب العباد إلى الله أعجلهم فطرا إلا أن يكون الله يحب جميع عباده وخالفنا في باب أفعل فادعى مالا يحسنه فقد بينت باب أفعل في غير موضع من كتبنا في كتاب معاني القرآن والكتب المصنعة من المسند

2062 - حدثنا علي بن سهل الرملي حدثنا الوليد نا الأوزاعي حدثنا قرة بن عبد الرحمن بن حيوئيل أنه سمع الزهري يحدث ح وحدثنا عمرو بن علي حدثنا أبو عاصم حدثنا الأوزاعي حدثنا قرة ابن عبد الرحمن حدثنا ابن شهاب - وهو الزهري - عن أبي سلمة ابن عبد الرحمن عن أبي هريرة

« عن رسول الله قال: قال الله تبارك وتعالى: أحب عبادي إلي أعجلهم فطرا » 108

باب استحباب الفطر قبل صلاة المغرب

2063 - حدثنا زكريا بن يحيى بن أبان حدثنا محمد بن عبد العزيز الواسطي حدثنا شعيب بن إسحاق حدثنا سعيد بن أبي عروبة ح وحدثنا موسى بن سهل الرملي حدثنا محمد بن عبد العزيز حدثنا القاسم بن غصن عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس ابن مالك

« أن النبي كان لا يصلي المغرب حتى يفطر ولو كان شربة من ماء »

قال موسى بن سهل: أصله كوفي - يعني القاسم بن غصن - روى عنه وكيع وسليمان بن حيان 109

باب إعطاء مفطر الصائم مثل أجر الصائم من غير أن ينتقص الصائم من أجره شيئا

2064 - حدثنا علي بن المنذر حدثنا ابن فضيل حدثنا عبد الملك وحدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني حدثنا يزيد - يعني ابن زريع - حدثنا سفيان بن سعيد حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى كلاهما عن عطاء بن أبي رباح عن زيد بن خالد الجهني قال:

« قال رسول الله : من جهز غازيا أو جهز حاجا أو خلفه في أهله أو فطر صائما كان له مثل أجورهم من غير أن ينتقص من أجورهم شيء »

هذا حديث الصنعاني ولم يقل علي: أو جهز حاجا 110

باب استحباب الفطر على الرطب إذا وجد وعلى التمر إذا لم يوجد الرطب

2065 - حدثنا زكريا بن يحيى بن أبان حدثنا مسكين بن عبد الرحمن التميمي حدثني يحيى بن أيوب عن حميد الطويل عن أنس بن مالك

« قال: كان رسول الله إذا كان صائما لم يصل حتى نأتيه برطب وماء فيأكل ويشرب إذا كان الرطب وأما الشتاء لم يصل حتى نأتيه بتمر وماء »

حدثنا محمد بن محرز عن حسين بن علي الجعفي عن زائدة عن حميد الطويل بهذا 111

باب استحباب الفطر على الماء إذا أعوز الصائم الرطب والتمر جميعا

2066 - حدثنا محمد بن عمر بن علي بن مقدم وأبو بكر بن إسحاق قالا: حدثنا سعيد بن عامر عن شعبة عن عبد العزيز بن حبيب عن أنس بن مالك قال:

« قال رسول الله : من وجد تمرا فليفطر عليه ومن لا فليفطر على ماء فإنه طهور »

قال أبو بكر: هذا لم يروه عن سعيد بن عامر عن شعبة إلا هذا 112

باب الدليل على أن الأمر بالفطر على التمر إذا كان موجودا أمر اختيار واستحباب طالبا للبركة

إذ التمر بركة وأن الأمر بالفطر على الماء إذا أعوز التمر أمر استحباب واختيار إذ الماء طهور لا أن الأمر بذلك أمر فرض وإيجاب

2067 - حدثنا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان وحدثنا سفيان وحدثنا أحمد بن عبدة حدثنا حماد - يعني ابن زيد - كلاهما عن عاصم وحدثنا علي بن المنذر حدثنا ابن فضيل حدثنا عاصم عن حفصة بنت سيرين عن الرباب عن عمها سليمان بن عامر الضبي قال:

« سمعت النبي يقول: الصدقة على المسكين صدقة وهي على القريب صدقتان: صدقة وصلة وقال : إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإنه بركة فإن لم يجد فماء فإنه طهور وقال : إذبحوا عن الغلام عقيقته وأميطوا عنه الأذى وأهريقوا عنه دما »

هذا حديث عبد الجبار

وقال الآخران: قال رسول الله : إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإن لم يجد فليفطر على ماء فإنه طهور ولم يذكرا قصة الصدقة ولا العقيقة 113

باب الزجر عن الوصال في الصوم

وذكر ما خص الله به نبيه من إباحة الوصال إذ الله تبارك وتعالى فرق بينه وبين أمته في ذلك أن كان الله يطعمه ويسقيه بالليل دونهم مكرمة له

2068 - حدثنا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال:

« قال رسول الله : إياكم والوصال قالوا: يا رسول الله إنك واصل؟! قال: إني لست كأحدكم إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني »

2069 - حدثنا عبد الله بن محمد الزهري حدثنا أبو سعيد - يعني مولى بني هاشم - عن شعبة عن قتادة عن أنس قال:

« قال رسول الله : إياكم والوصال قالوا: يا رسول الله إنك تواصل قال: إني أبيت أطعم وأسقى »

باب تسمية الوصال بتعمق في الدين

2070 - حدثنا عمرو بن علي حدثنا خالد بن الحارث حدثنا حميد وحدثنا محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدي عن حميد عن ثابت عن أنس قال:

« واصل النبي في شهر رمضان فواصل ناس من المسلمين فبلغه ذلك فقال: لو مد لنا الشهر لواصلت وصالا يدع المتعمقون التعمق لستم مثلي إني أظل فيطعمني ربي ويسقيني »

باب الدليل على أن الوصال منهي عنه إذ ذلك يشق على المرء خلاف ما يتأوله بعض المتصوفة ممن يفطر على اللقمة أو الجرعة من الماء فيعذب نفسه ليالي وأياما

2071 - حدثنا علي بن المنذر حدثنا ابن فضيل حدثنا عمارة ابن القعقاع عن ابن أبي نعيم قال: سمعت أبا هريرة يذكر قال:

« قال رسول الله : إياكم والوصال قالها ثلاثا قالوا: فإنك تواصل يا رسول الله؟ قال: لستم في ذلك مثلي إني أبيت يطعمني ويسقيني فاكلفوا من العمل ما تطيقون »

باب النهي عن الوصال إلى السحر إذ تعجيل الفطر أفضل من تأخيره إن كان الوصال إلى السحر قد أباحه المصطفى

2072 - حدثنا أحمد بن منيع حدثنا عبيدة - يعني ابن حميد - عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال:

« كان رسول الله يواصل إلى السحر ففعل بعض أصحابه فنهاه فقال: يا رسول الله إنك تفعل ذلك قال: لستم مثلي إني أظل عند ربي يطعمني ويسقيني » 114

باب إباحة الوصال إلى السحر وإن كان تعجيل الفطر أفضل

2073 - أخبرني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أن ابن وهب أخبرهم أخبرني عمرو بن مالك الشرعبي عن ابن الهاد عن عبد الله ابن خباب عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله - مثله يعني مثل حديث ابن عمر في الوصال - قال: فأيكم واصل من سحر إلى سحر

باب ذكر الدليل عن أن لا فرض على المسلمين من الصيام غير رمضان إلا ما يجب عليهم بأفعالهم وأقوالهم

2074 - قال أبو بكر: خبر طلحة بن عبيد الله في مسألة النبي عن الإسلام

« قال: وصيام رمضان قال: هل علي غيره؟ قال: لا إلا أن تطوع »

باب الزجر عن قول المرء صمت رمضان كله

2075 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى - يعني ابن سعيد - حدثنا المهلب بن أبي حبيبة عن الحسن عن أبي بكرة

« عن النبي قال: لا يقولن أحدكم: صمت رمضان كله أو قمت رمضان كله الله أعلم أكره التزكية على أمته أو قال: لا بد من رقدة أو من غفلة » 115

جماع أبواب صوم التطوع

باب فضل الصوم في المحرم إذ هو أفضل الصيام بعد شهر رمضان

2076 - حدثنا يوسف بن موسى ومحمد بن عيسى قالا: حدثنا جرير عن عبد الملك - وهو ابن عمير - عن محمد بن المنتشر عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة

« يرفعه - قال محمد بن عيسى - إلى النبي قال: سئل أي الصلاة أفضل بعد المكتوبة؟ وأي الصيام أفضل بعد شهر رمضان؟ فقال: أفضل الصلاة بعد المكتوبة الصلاة في جوف الليل وأفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم »

باب استحباب صوم شعبان ووصله بشهر رمضان إذ كان أحب الشهور إلى النبي أن يصومه

2077 - حدثنا بحر بن نصر بن سابق الخولاني حدثنا ابن وهب حدثني معاوية - وهو ابن صالح - أن عبد الله بن أبي قيس حدثه أنه سمع عائشة تقول: وحدثنا عبد الله بن هاشم حدثنا عبد الرحمن عن معاوية عن عبد الله بن أبي قيس أنه سمع عائشة تقول

« كان أحب الشهور إلى رسول الله أن يصومه شعبان ثم يصله برمضان » 116

باب إباحة وصل صوم شعبان يصوم رمضان

والدليل عن أن معنى خبر أبي هريرة عن النبي : إذا انتصف شعبان فلا تصوموا حتى رمضان أي لا تواصلوا شعبان برمضان فتصوموا جميع شعبان أو أن يوافق ذلك صوما كان يصومه المرء قبل ذاك فيصوم ذلك الصيام بعد النصف من شعبان لأنه نهى عن الصوم إذا انتصف شعبان نهيا مطلقا

2078 - أخبرنا محمد بن عزيز الأبلي أن سلامة حدثهم عن عقيل قال: حدثني يحيى بن أبي كثير حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن حدثنتي عائشة قالت

« ما كان رسول الله يصوم من أشهر السنة أكثر من صيامه من شعبان كان يصومه كله »

2079 - حدثنا الصنعاني محمد بن عبد الأعلى حدثنا خالد حدثنا هشام عن يحيى وذكر أبا سلمة أن عائشة حدثته وحدثنا أبو موسى حدثنا أبو عامر حدثنا هشام بن سنبر عن يحيى عن أبي سلمى عن عائشة - بمثله

وزاد قال: وكان يقول: خذوا من العمل ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا وكان أحب الصلاة إليه ما داوم عليها منها وإن قلت وكان إذا صلى صلاة أثبتها

باب بدء النبي بصيام عاشوراء وصامه

2080 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى عن هشام عن أبيه عن عائشة أنها قالت

« كان يوم عاشوراء يوم تصومه قريش في الجاهلية وكان رسول الله يصومه فلما قدم - يعني المدينة - صامه وأمر بصيامه فلما نزل رمضان فكان رمضان هو الفريضة وترك عاشوراء فكان من شاء صامه ومن شاء لم يصمه »

باب الدليل على أن بدء صيام عاشوراء كان قبل فرض صوم شهر رمضان

2081 - حدثنا علي بن خشرم حدثنا أبو معاوية ح وحدثنا سلم بن جنادة حدثنا أبو معاوية وحدثنا يوسف بن موسى حدثنا جرير وأبو معاوية جميعا عن الأعمش عن عمارة عن عبد الرحمن ابن يزيد قال:

« دخل الأشعث بن قيس على عبد الله يوم عاشوراء - وهو يتغذى - وقال له عبد الله: أدن يا أبا محمد فاطعم قال: إني صائم قال عبد الله: هل تدرون ما كان عاشوراء؟ قال: وما كان؟ قال: كان يصومه رسول الله قبل أن ينزل رمضان ثم تركه »

وقال علي بن خشرم ويوسف: فلما نزل رمضان تركه

قال يوسف: عن عمارة بن عمير

باب ذكر الدليل على أن ترك النبي صوم عاشوراء بعد نزول فرض صوم رمضان إن شاء تركه

لا أنه كان يتركه على كل حال بل كان تركه إن شاء تركه ويصوم إن شاء صامه

2082 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى حدثنا عبيد الله أخبرنا نافع عن ابن عمر قال:

« كان عاشوراء يوم يصومه أهل الجاهلية فلما نزل رمضان سئل رسول الله عنه فقال: يوم من أيام الله فمن شاء صامه ومن شاء تركه »

باب ذكر خبر غلط في معناه عالم ممن لم يفهم معنى الخبر وتوهم أن الأمر لصوم عاشوراء جميعا منسوخ بفرض صوم رمضان

قال أبو بكر: خبر عمار بن ياسر: أمرنا بصوم عاشوراء قبل أن ينزل رمضان فلما نزل لم نؤمر به خرجته في كتاب الزكاة

2083 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا أبو داود حدثنا شيبان بن عبد الرحمن النحوي عن أشعث بن أبي الشعثاء عن جعفر بن أبي ثور عن جابر بن سمرة قال:

« كنا نصوم عاشوراء قبل أن يفرض رمضان وكان رسول الله يحثنا عليه ويتعهدنا عليه فلما افترض رمضان لم يحثنا رسول الله ولم يتعهدنا عليه وكنا نفعله »

قال أبو بكر: خبر جابر بن سمرة مبني بخبر عمار بن ياسر وفيه دلالة على أنهم قد كانوا يصومون عاشوراء بعد نزول فرض رمضان كخبر ابن عمر وعائشة: فمن شاء صامه ومن شاء لم يصمه

قال أبو بكر: سألني مسدد - وهو بعض أصحابنا - عن معنى خبر عمار بن ياسر فقلت له مجيبا له: إن النبي إذ أمر أمته بأمر مرة واحدة لم يجب أن يكون الأمر بذلك في كل سنة ولا في كل وقت ثان وكان ما أمر به في وقت من الأوقات فعلى أمته فعل ذلك الشيء إن كان الأمر أمر فرض فالفرض واجب عليهم أبدا حتى يخبر في وقت ثان أن ذلك الفرض ساقط عنهم وإن كان الأمر أمر ندب وإرشاد وفضيلة كان ذلك الفعل فضيلة أبدا حتى يزجرهم عن ذلك الفعل في وقت ثان وليس سكته في الوقت الثاني بعد الأمر به في الوقت الأول يسقط فرضا إن كان أمرهم في الابتداء أمر فرض ولا كان سكوته في الوقت الثاني عن الأمر بأمر الفضيلة ما يبطل أن يكون ذلك الفعل في الوقت الثاني فعل فضيلة لأنه إذا أمر بالشيء مرة كفى ذلك الأمر إلى الأبد إلا أن يأمره بضده والسكت لا يفسخ الأمر هذا معنى ما أجبت السائل عن هذه المسألة ولعلي زدت في الشرح في هذا الموضع على ما أجبت السائل في ذلك الوقت

باب علة أمر النبي بصيام عاشوراء بعد مقدمه المدينة

والدليل على صحة مذهبنا في معنى [ أولى ] ضد مذهب من يدعى ما لا يحسنه من العلم فزعم أنه غير جائز أن يقال: فلان أولى بفلان من فلان إلا أن يكون لفلان أيضا ولاية ولو كان على ما زعم كان اليهود أولياء موسى والمسلمون أولى به منهم

2084 - حدثنا أبو هاشم زياد بن أيوب حدثنا هشيم أخبرنا أبو بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:

« لما قدم النبي المدينة وجد اليهود يصومون عاشوراء فسئلوا عن ذلك فقالوا: هذا اليوم الذي أظهر الله فيه موسى وبني إسرائيل على فرعون ونحن نصومه تعظيما له فقال رسول الله : نحن أولى بموسى منكم وأمر بصيامه »

حدثنا بشر بن معاذ حدثنا هشيم بن بشير عن أبي بشر بهذا نحوه قال: فصامه وأمر بصومه

قال لنا أبو بكر: مسلم بن الحجاج كان سألني عن هذا؟

باب الدليل على أن أمر النبي بصيام عاشوراء لم يكن بأمر فرض وإيجاب بدءا ولا عددا وأنه كان أمر فضيلة واستحباب

2085 - حدثنا يحيى بن حكيم حدثنا عثمان بن عمر حدثنا يونس بن يزيد عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن معاوية

« خطب بالمدينة في قدمة قدمها يوم عاشوراء فقال: أين علماؤكم يا أهل المدينة سمعت رسول الله يقول: هذا يوم عاشوراء ولم يكتب عليكم صيامه وأنا صائم فمن أحب أن يصوم فليصم

قال أبو بكر: لا يكون لم إلا ماضي » 117

باب فضيلة صيام عاشوراء وتحري النبي صيامه لفضله من بين الأيام خلا صيام رمضان

2086 - حدثنا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان حدثنا عبيد الله - وهو ابن أبي زياد وأتقنته منه - سئل ابن عباس عن صيام يوم عاشوراء فقال:

« ما علمت رسول الله صام يوما يتحرى فضله إلا عاشوراء وهذا شهر رمضان »

باب ذكر تكفير الذنوب بصيام عاشوراء

والبيان أن العمل الصالح يتقدم الفعل الشيء يكون بعده فيكفر العمل الصالح الذنوب تكون بعد العمل الصالح لا كما يتوهم من خالفنا في تقديم كفارة اليمين قبل الخنث وزعم أنه غير جائز أن يتقدم المرء عملا صالحا يكفر ذنبا يكون بعده

2087 - حدثنا أحمد بن عبدة أخبرنا حماد بن زيد حدثنا غيلان - وهو ابن جرير - حدثنا عبد الله بن معبد - هو الزماني - عن أبي قتادة قال:

« قال رسول الله : صيام يوم عاشوراء إني لأحسب على الله أن يكفر السنة التي قبله وصيام يوم عرفة فإني لأحسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والتي بعده »

قال أبو بكر: فإن النبي قد أعلم صيام يوم عرفة يكفر السنة التي قبله والتي بعده فدل أن العمل الصالح قد يتقدم الفعل فيكون العمل الصالح المتقدم يكفر السنة التي تكون بعده

باب استحباب ترك الأمهات إرضاع الأطفال يوم عاشوراء تعظيما ليوم عاشوراء إن صح الخبر فإن في القلب من خالد بن ذكوان

2088 - عن الربيع بنت معوذ بن عفراء قالت

« أرسل رسول الله إلى قرى الأنصار التي حول المدينة من كان أصبح صائما فليتم صومه ومن كان أصبح مفطرا فليتم بقية يومه فكنا بعد نصومه ونصوم صبياننا الصغار ونذهب بهم إلى المسجد فنجعل لهم اللعبة من العهن فإذا بكى أحدهم أعطيناه إياه حتى يكون عند الإفطار » 118

2089 - قال أبو بكر: رواه أبو المطرف بن أبي الوزير حدثنا غليلة بنت أمينة أمة الله - وهي بنت رزينة - قالت

« قالت قلت لأمي: أسمعت رسول الله في عاشوراء؟ قالت: كان يعظمه ويدعو برضعائه ورضعاء فاطمة فيتفعل في أفواههم ويأمر أمهاتهن ألا يرضعن إلى الليل » 119

2090 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا أبو المطرف بن أبي الزبير - وهذا من ثقات أهل الحديث وحدثنا محمد بن يحيى حدثنا مسلمة ابن إبراهيم حدثنا عليلة بنت الكميت العتكية

« قالت: سمعت أمي أمينة بمثله وزاد: فكان الله يكفيهم قال: وكانت أمها خادمة النبي يقال لها: رزينة »

باب الأمر بصيام يوم عاشوراء إن أصبح المرء غير ناو للصيام غير مجمع على الصيام من الليل

والدليل على أن النبي إنما أراد بقوله: لا صيام لمن لا يجمع الصيام من الليل صوم الواجب دون صوم التطوع

2091 - حدثنا أبو هاشم زياد بن أيوب حدثنا هشيم أخبرنا حصين عن الشعبي عن محمد بن صيفي الأنصاري قال:

« خرج علينا رسول الله في يوم عاشوراء فقال: أصمتم يومكم هذا؟ فقال بعضهم: نعم وقال بعضهم: لا قال: فأتموا بقية يومكم هذا وأمرهم أن يؤذنوا أهل العروض أن يتموا بقية يومهم ذلك » 120

باب الأمر بصيام بعض يوم عاشوراء إذا لم يعلم المرء بيوم عاشوراء قبل أن يطعم والفرق في الصوم بين عاشوراء وبين غيره

إذ صوم بعض يوم لا يكون صوما في غير يوم عاشوراء لما خص النبي به يوم عاشوراء فأمر بصوم بعض ذلك اليوم وإن كان المرء قد طعم أول النهار

2092 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى حدثنا يزيد بن أبي عبيد حدثنا سلمة - وهو ابن الأكوع

« أن رسول الله قال لرجل من أسلم: أذن في قومك - أو في الناس - يوم عاشوراء: أن من أكل فليصم بقية يومه ومن لم يكن أكل فليصم »

2093 - خبر أبي سعيد الخدري ومحمد بن صيفي وعبد الله بن المنهال الخزاعي عن عمه وأسماء بن حارثة وبعجة بن عبد الله الجهني عن أبيه كلهم عن النبي - بهذا المعنى وقد خرجته في كتاب الكبير

2094 - حدثنا أبو موسى حدثنا الضحاك بن مخلد أبو عاصم أخبرنا عمر بن محمد حدثنا سالم عن ابن عمر

« أن رسول الله قال: اليوم عاشوراء فمن شاء فليصمه ومن شاء فليفطر »

خبر عائشة ومعاوية من هذا الباب

باب الأمر بأن يصام قبل عاشوراء يوما أو بعده يوما مخالفة لفعل اليهود في صوم عاشوراء

2095 - حدثنا محمد بن يحيى حدثنا مسدد حدثنا هشيم أخبرنا ابن أبي ليلى عن داود بن علي عن أبيه عن جده ابن عباس قال:

« قال رسول الله : صوموا يوم عاشوراء وخالفوا اليهود صوموا قبله يوما أو بعده يوما » 121

باب استحباب صوم يوم التاسع من المحرم اقتداء بالنبي

2096 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا الحكم بن الأعرج قال:

« سألت ابن عباس وهو في المسجد الحرام وهو متوسد رداءه فسألته عن صيام عاشوراء فقال: اعدد فإذا أصبحت يوم التاسع من المحرم فأصبح صائما قال: قلت: أكذاك كان محمد يصوم؟ قال: كذاك كان يصوم »

2097 - حدثنا جعفر بن محمد حدثنا وكيع عن حاجب بن عمر عن الحكم بن الأعرج - بمثله وهو متوسد رداءه في زمزم

2098 - حدثنا عبدة بن عبد الله أخبرنا يزيد بن هارون حدثنا شعبة عن حاجب بن عمر عن الحكم بن الأعرج عن ابن عباس

« في يوم عاشوراء قال: هو يوم التاسع قلت: كذلك صام محمد ؟ » 122

باب فضل صوم يوم عرفة وتكفير الذنوب بلفظ خبر مجمل غير مفسر

2099 - قال أبو بكر: خبر أبي قتادة « عن النبي صوم عرفة يكفر السنة الماضية والسنة المقبلة » أمليته في باب صوم عاشوراء

باب ذكر خبر روي عن النبي في النهي عن صوم يوم عرفة مجمل غير مفسر

2100 - حدثنا جعفر بن محمد الثعلبي حدثنا وكيع عن موسى ابن علي عن أبيه عن عقبة بن عامر قال:

« قال رسول الله : يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام وهي أيام أكل وشرب »

حدثنا أبو عمار حدثنا سعيد بن سالم عن موسى بن علي اللخمي بمثل حديث وكيع 123

باب ذكر خبر مفسر للفظتين المجملتين اللتين ذكرتهما

والدليل على أن النبي إنما كره صوم يوم عرفة بعرفات لا غيره وفيه ما دل على أن قوله صوم يوم عرفة يكفر السنة الماضية والسنة المستقبلة بغير عرفات

2101 - حدثنا يحيى بن حكيم حدثنا أبو داوود حدثنا أبو دحية حوشب بن عقيل الجرمي حدثنا العبدي عن عكرمة عن أبي هريرة قال:

« نهى رسول الله عن صوم يوم عرفة بعرفات » 124

باب استحباب الإفطار يوم عرفة بعرفات اقتداء بالنبي وتقويا بالفطر على الدعاء إذ الدعاء يوم عرفة أفضل الدعاء أو من أفضله

2102 - حدثنا بشر بن معاذ العقدي حدثنا حماد - يعني ابن زيد - حدثنا أيوب عن عكرمة عن ابن عباس عن أمه أم الفضل

« أن رسول الله أفطر بعرفة أتي بلبن فشرب » 125

باب ذكر إفطار النبي في عشر ذي الحجة

2103 - حدثنا محمد بن العلاء بن كريب حدثنا أبو خالد عن الأعمش ح وحدثنا بندار حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة

« أن رسول الله لم يصم العشر »

وقال أبو بكر في حديثه: قالت: قال ما رأيت رسول الله صائما في العشر قط

باب ذكر علة قد كان النبي يترك لها بعض أعمال التطوع وإن كان يحث عليها وهي خشية أن يفرض عليهم ذلك الفعل مع استحبابه ما خفف على الناس من الفرائض

2104 - حدثنا محمد بن يحيى حدثنا عثمان بن عمر حدثنا يونس عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت

« كان رسول الله يترك العمل وهو يحب أن يفعله خشية أن يستنن به فيفرض عليهم وكان يحب ما خف على الناس من الفرائض »

باب استحباب صوم يوم وإفطار يوم والإعلام بأنه صوم نبي الله داوود

2105 - حدثنا محمد بن أبان حدثنا ابن فضيل حدثنا حصين عن مجاهد عن عبد بن عمرو قال:

« كنت رجلا مجتهدا فزوجني أبي ثم زارني فقال للمرأة: كيف تجدين بعلك؟ فقالت: نعم الرجل من رجل لا ينام ولا يفطر قال: فوقع بي أبي ثم قال: زوجتك امرأة من المسلمين فعضلتها فلم أبال ما قال لي مما أجد من القوة والاجتهاد إلى أن بلغ ذلك رسول الله فقال: لكني أنام وأصلي وأصوم وأفطر فنم وصل وأفطر وصم من كل شهر ثلاثة أيام فقلت: يا رسول الله أنا أقوى من ذلك قال: فصم صوم داوود صم يوما وأفطر يوما واقرأ القرآن في كل شهر قلت: يا رسول الله أنا أقوى من ذلك قال: اقرأه في خمس عشرة قلت: يا رسول الله أنا أقوى من ذلك قال حصين فذكر لي منصور عن مجاهد أنه بلغ سبعا ثم قال رسول الله : إن لكل عمل شرة ولكل شرة فترة فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك فقال عبد الله: لأن أكون قبلت رخصة رسول الله أحب إلي من أن يكون لي مثل أهلي ومالي وأنا اليوم شيخ قد كبرت وضعفت وأكره أن أترك ما أمرني به رسول الله  » 126

باب الإخبار بأن صوم يوم وفطر يوم أفضل الصيام وأحبه إلى الله وأعدله

2106 - حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد أملى من أصله حدثني أبي حدثنا شعبة عن زياد بن الفياض عن أبي عياض عن عبد الله بن عمرو قال:

« أتيت رسول الله فسألته عن الصوم فقال: صم يوما من كل شهر ولك أجر ما بقي قلت: إني أطيق أكثر من ذلك فقال: صم يومين من كل شهر ولك أجر ما بقي قال: إني أطيق أكثر من ذلك قال: صم ثلاثة أيام ولك أجر ما بقي قلت: إني أطيق أكثر من ذلك قال: صم أربعة أيام ولك أجر ما بقي قال: إني أطيق أكثر من ذلك فقال رسول الله : إن أحب الصيام صوم داوود كان يصوم يوما ويفطر يوما »

2107 - قال أبو بكر: في خبر أبي سلمة عن عبد الله بن عمرو: « صم صيام داوود فإنه أعدل الصيام عند الله »

2108 - وفي خبر حبيب بن أبي ثابت عن أبي العباس عن عبد الله بن عمرو:

« أفضل الصيام صوم داوود »

خرجت طرق هذه الأخبار في كتاب الكبير

باب ذكر الدليل على أن النبي إنما خبر أن صيام داوود أعدل الصيام وأفضله وأحبه إلى الله إذ صائم يوم مفطر يوم يكون مؤديا لحظ نفسه وعينه وأهله أيام فطره ولا يكون مضيعا لحظ نفسه وعينه وأهله

2109 - حدثنا محمد بن الحسن بن تسنيم أخبرنا محمد - يعني ابن بكر - وحدثنا محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق قالا: أخبرنا ابن جريج قال: سمعت عطاء يزعم أن أبا العباس الشاعر أخبره أنه سمع عبد الله بن عمرو بن العاص يقول:

« بلغ النبي أني أسرد وأصلي الليل قال: وإما أرسل إليه وإما لقيه فقال: ألم أخبر أنك تصوم ولا تفطر وتصلي الليل؟ فلا تفعل فإن لعينيك حظا ولنفسك حظا ولأهلك حظا فصم وأفطر وصل ونم وصم كل عشرة أيام يوما ولك أجر تسعة قال: فإني أجدني أقوى لذلك يا رسول الله قال: فصم صيام داوود قال: وكيف كان داوود يصوم يا رسول الله؟ قال: كان يصوم يوما ويفطر يوما ولا يفر إذا لاقى قال: من لي بهذه يا نبي الله؟ قال عطاء: فلا أدري كيف ذكر صيام الأبد فقال النبي : لا صام من صام الأبد

هذا حديث البرساني وفي حديث عبد الرزاق قال: إني أصوم أسرد وقال: فإما أرسل إلي وقال: إني أجدني أقوى من ذلك

باب ذكر الدليل على أن داوود كان من أعبد الناس إذا كان صومه ما ذكرنا

2110 - حدثنا أبو موسى حدثنا أبو الوليد حدثنا عكرمة بن عمار حدثني يحيى بن أبي كثير حدثني أبو سلمة ابن عبد الرحمن حدثنا عبد الله بن عمرو بن العاص قال:

« أرسل إلي رسول الله فقال: ألم أخبر أنك تقوم الليل وتصوم النهار فذكر الحديث بطوله وقال: فقال النبي : صم صوم داوود فإنه كان أعبد الناس كان يصوم يوما ويفطر يوما ثم قال: إنك لا تدري لعله أن يطول بك العمر فلوددت أني كنت قبلت الرخصة التي أمرني بها رسول الله  »

حدثنا أبو موسى حدثنا أبو الوليد حدثنا عكرمة قال: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي

باب ذكر تمني النبي استطاعة صوم يوم وإفطار يومين

2111 - حدثنا أحمد بن عبدة أنا حماد - يعني ابن زيد - حدثنا غيلان بن جرير حدثنا عبد الله بن معبد الزماني عن أبي قتادة قال:

« قال عمر لرسول الله : فكيف بمن يصوم يومين ويفطر يوما قال: ويطيق ذلك أحد؟ قال: فكيف بمن يصوم يوما ويفطر يوما؟ قال: ذاك صوم داوود قال: فكيف بمن يصوم يوما ويفطر يومين؟ قال: وددت أني طوقت ذلك » 127

باب فضل الصوم في سبيل الله ومباعدة الله المرء يصوم يوما في سبيل الله عن النار سبعين خريفا بذكر خبر مجمل غير مفسر

2112 - حدثنا أبو بشر الواسطي حدثنا خالد - يعني ابن عبد الله - عن سهيل وهو ابن أبي صالح عن النعمان بن أبي عياش الأنصاري عن أبي سعيد الخدري قال:

« قال رسول الله : لا يصوم يوما عبد في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا »

باب ذكر الخبر المفسر للفظة المجملة التي ذكرتها والدليل على أن يصوم اليوم الذي ذكرناه في سبيل الله إنما باعد الله صائمه به عن النار أنه إذا صامه ابتغاء وجه الله

إذ الله جل وعلا لا يقبل من الأعمال إلا ما كان له خالصا

2113 - حدثنا محمد بن يحيى حدثنا حجاج بن منهال حدثنا حماد عن سهيل بن أبي صالح عن النعمان بن أبي عياش عن أبي سعيد الخدري

« أن النبي قال: ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله ابتغاء وجه الله إلا باعد الله وجهه وبين النار سبعين خريفا » 128

باب فضل اتباع صيام رمضان بصيام ستة أيام من شوال فيكون كصيام السنة كلها

2114 - حدثنا أحمد بن عبدة حدثنا عبد العزيز - يعني ابن محمد الداروردي - عن صفوان بن سليمان وسعد بن سعيد عن عمر بن ثابت عن أبي أيوب الأنصاري قال:

« قال رسول الله : من صام رمضان ثم أتبعه ستة أيام من شوال فكأنما صام الدهر »

باب ذكر الدليل على أن النبي إنما أعلم أن صيام رمضان وستة أيام من شوال يكون كصيام الدهر إذ الله عز وجل جعل الحسنة بعشر أمثالها أو يزيد إن شاء الله جل وعز

2115 - حدثنا سعيد بن عبد الله بن عبد الحكم والحسين بن نصر بن المبارك المصريان قالا: حدثنا يحيى بن حسان حدثنا يحيى بن حمزة عن يحيى بن الحارث الذماري عن أبي أسماء الرحبي عن ثوبان

« أن رسول الله قال: صيام رمضان بعشرة أشهر وصيام الستة أيام بشهرين فذلك صيام السنة يعني رمضان وستة أيام بعده » 129

باب استحباب صوم الاثنين ويوم الخميس وتحري صومهما اقتداء بفعل النبي

2116 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد حدثنا يحيى بن يمان عن سفيان عن عاصم عن المسيب بن رافع عن سواء الخزاعي عن عائشة قالت

« كان النبي يصوم يوم الاثنين والخميس » 130

باب استحباب صوم يوم الاثنين إذ النبي ولد يوم الاثنين وفيه أوحي إليه وفيه مات

2117 - حدثنا محمد بن بشار وأبو موسى قالا: حدثنا محمد ابن جعفر حدثنا شعبة ح وحدثنا بندار أيضا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا عبد الأعلى حدثنا سعيد عن قتادة ح وحدثنا جعفر بن محمد حدثنا وكيع عن مهدي بن ميمون كلهم عن غيلان بن جرير عن عبد الله بن معبد الزماني - يعني عن أبي قتادة الأنصاري - قال:

« بينما نحن عند رسول الله أقبل عليه عمر فقال: يا نبي الله صوم يوم الاثنين؟ قال: يوم ولدت فيه ويوم أموت » فيه هذا حديث قتادة

وفي حديث وكيع: سأل رجل رسول الله ولم يذكر عمر وقال: فيه ولدت وفيه أوحي إلي

2118 - وحديث شعبة

« أن رسول الله سئل عن صومه فغضب وسئل عن صوم الاثنين والخميس قال: ذاك يوم - يعني الاثنين - ولدت فيه وبعثت فيه أو قال: أنزل علي فيه »

وفي حديث شعبة: سمع عبد الله بن معبد الزماني

باب في استحباب صوم يوم الاثنين والخميس أيضا لأن الأعمال فيهما تعرض على الله عز وجل

2119 - حدثنا سعيد بن أبي يزيد وراق الفريابي حدثنا محمد ابن يوسف حدثني أبو بكر بن عياش عن عمر بن محمد حدثني شرحبيل بن سعد عن أسامة قال:

« كان رسول الله يصوم الاثنين والخميس ويقول: إن هذين اليومين تعرض فيهما الأعمال » 131

2120 - حدثنا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا ابن وهب أن مالك بن أنس أخبره عن مسلم بن أبي مريم عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة

« عن رسول الله قال: تعرض أعمال الناس في كل جمعة مرتين يوم الاثنين ويوم الخميس فيغفر لكل مؤمن إلا عبد بينه وبين أخيه شحناء فيقول: اتركوا أو ارجئوا هذين حتى يفيئا »

قال أبو بكر: هذا الخبر في مؤطأ مالك موقوف غير مرفوع وهو في موطأ ابن وهب مرفوع صحيح

باب فضل صوم يوم واحد من كل شهر وإعطاء الله عز وجل صائم يوم واحد من الشهر

مع الدليل على أن الله لم يرد بقوله: { من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها } أنه لا يعطى بالحسنة الواحدة أكثر من عشر أمثالها إذ النبي المصطفى المبين عنه عز وجل قد أعلم أن الله يعطي بصوم يوم واحد جزاء شهر تام

2121 - حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد العنبري حدثني أبي حدثنا شعبة عن زياد بن فياض عن أبي عياض عن عبد الله بن عمرو قال:

« أتيت رسول الله فسألته عن الصوم فقال: صم يوما من الشهر ولك أجر ما بقي »

باب الأمر بصوم ثلاثة أيام من كل شهر استحبابا لا إيجابا

2122 - حدثنا علي بن حجر حدثنا إسماعيل بن جعفر حدثنا محمد - وهو ابن أبي حرملة - عن عطاء بن يسار عن أبي ذر قال:

« أوصاني خليلي بثلاث لا أدعهن إن شاء الله أبدا أوصاني بصلاة الضحى وبالوتر قبل النوم وبصوم ثلاثة أيام من كل شهر

2123 - حدثنا بشر بن هلال الصواف حدثنا عبد الوارث - يعني ابن سعيد العنبري - عن أبي التياح عن أبي عثمان النهدي عن أبي هريرة قال:

« أوصاني خليلي أبو القاسم بثلاث: صوم ثلاثة أيام من كل شهر والوتر قبل النوم وركعتي الضحى

باب ذكر الدليل على أن الأمر بصوم الثلاث من كل شهر أمر ندب لا أمر فرض

2124 - قال أبو بكر: في خبر طلحة بن عبيد الله « في مسألة الأعرابي النبي عن الإسلام قال فيه النبي : وصوم رمضان قال: هل علي غيره؟ قال: لا إلا أن تطوع »

2125 - حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أخبرنا أبي وشعيب قالا: أخبرنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن سعيد بن أبي هند أن مطرفا - من بني عامر بن صعصعة - حدثه

« أن عثمان بن أبي العاص الثقفي دعا له بلبن يسقيه فقال مطرف: إني صائم فقال: سمعت النبي يقول: الصوم جنة من النار كجنة أحدكم من القتال وسمعت رسول الله يقول: صيام حسن صيام ثلاثة أيام من الشهر » 132

باب ذكر تفضل الله عز وجل على الصائم ثلاثة أيام من كل شهر بإعطائه أجر صيام الدهر بالحسنة الواحدة عشر أمثالها

2126 - حدثنا أحمد بن عبدة أخبرنا حماد بن زيد حدثنا غيلان بن جرير حدثنا عبد الله بن معبد الزماني عن أبي قتادة ح وحدثنا بندار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن غيلان بن جرير سمع عبد الله بن معبد الزماني عن أبي قتادة الأنصاري

« أن رسول الله قال: صوم ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر »

هذا لفظ حديث شعبة

وفي حديث حماد بن زيد: صوم ثلاثة أيام من كل شهر ورمضان إلى رمضان فهذا صيام الدهر كله

قال أبو بكر: أخبار أبي هريرة وعبد الله بن عمرو في هذا المعنى خرجه في كتاب الكبير

قال: وفي خبر أبي سلمة عن عبد الله بن عمرو: فإن كل حسنة بعشر أمثالها فإن ذاك صيام الدهر كله وكذاك في خبر أبي عثمان عن أبي ذر قال: وتصديق ذلك في كتاب الله { من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها }

باب استحباب صيام هذه الأيام الثلاثة من كل شهر أيام البيض منها

2127 - حدثنا عبد الجبار بن عبد الأعلى حدثنا سفيان عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة عن موسى بن طلحة عن ابن الحوتكية قال:

« قال عمر: من حاضرنا يوم القاحة؟ قال أبو ذر: أنا شهدت النبي أتي بأرنب وقال مرة: جاء أعرابي بأرنب فقال الذي جاء بها: إني رأيتها كأنها تدمى فكان النبي يأكل منها فقال لهم: كلوا فقال رجل: إني صائم قال: وما صومك؟ فأخبره قال: فأين أنت عن البيض الغر؟ قال: وما هن؟ قال: صيام ثلاثة أيام من كل شهر ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة »

وحدثنا عبد الجبار حدثنا سفيان حدثني عمر بن عثمان بن موهب عن موسى بن طلحة عن ابن الحوتكية عن أبي ذر بمثله

قال أبو بكر: قد خرجت هذا الباب بتمامه في كتاب الكبير وبينت أن موسى بن طلحة قد سمع من أبي ذر قصة الصوم دون قصة الأرنب وروى عن ابن الحوتكية القصتين جميعا 133

2128 - حدثنا بندار حدثنا عبد الرحمن حدثنا شعبة عن سليمان الأعمش عن يحيى بن سام عن موسى بن طلحة قال: سمعت أبا ذر بالربذه قال:

« قال لي رسول الله : إذا صمت من الشهر فصم ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة » 134

باب إباحة صوم هذه الأيام الثلاثة من كل شهر أول الشهر مبادرة يصومها خوف أن لا يدرك المرء صومها أيام البيض

2129 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا أبو داوود حدثنا شيبان ابن عبد الرحمن النحوي عن عاصم عن زر عن عبد الله

« عن النبي أنه كان يصوم ثلاثة أيام من غرة كل شهر ويكون من صومه يوم الجمعة »

قال أبو بكر: هذا الخبر يحتمل أن يكون كخبر أبي عثمان عن أبي هريرة: أوصاني خليلي بثلاث: صوم ثلاثة أيام من أول الشهر وأوصى بذلك أبا هريرة ويصوم أيضا أيام البيض فيجمع صوم ثلاثة أيام من الشهر مع صوم أيام البيض ويحتمل أن يكون معنى فعله وما أوصى به أبو هريرة من صوم الثلاثة أيام من أول الشهر مبادرة بهذا الفعل بدل صوم الثلاثة أيام البيض إما لعلة من مرض أو سفر أو خوف نزول المنية 135

باب ذكر الدليل على أن صوم ثلاثة أيام من كل شهر يقوم مقام صيام الدهر كان صوم الثلاثة أيام من أول الشهر أو من وسطه أو من آخره

قال أبو بكر: في خبر أبي سلمة عن عبد الله بن عمرو فإن كل حسنة بعشر أمثالها

2130 - فحدثنا محمد بن الأعلى الصنعاني حدثنا خالد - يعني ابن الحارث - حدثنا شعبة عن يزيد - وهو الرشك - عن معاذة قالت

« سألت عائشة أكان رسول الله يصوم من الشهر أو من كل شهر ثلاثة أيام؟ قالت: نعم قالت: من أيه؟ قالت: لم يكن ببالي من أيه صام » 136

باب ذكر إيجاب الله عز وجل الجنة للصائم يوما واحدا إذا جمع مع صومه صدقة وشهود جنازة وعيادة مريض

2131 - حدثنا العباس بن يزيد البحراني أملى ببغداد حدثنا مروان بن معاوية حدثنا يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال:

« قال رسول الله : من أصبح منكم اليوم صائما؟ فقال أبو بكر: أنا فقال: من أطعم منكم اليوم مسكينا؟ قال أبو بكر: أنا فقال: من تبع منكم اليوم جنازة؟ فقال أبو بكر: أنا قال: من عاد منكم مريضا؟ قال أبو بكر: أنا فقال رسول الله : ما اجتمعت هذه الخصال قط في رجل إلا دخل الجنة »

قال أبو بكر: هذا الخبر من الجنس الذي بينت في كتاب الإيمان فلو كان في قوله : من قال: لا إله إلا الله دخل الجنة دلالة على أن جميع الإيمان قول لا إله إلا الله لكان في هذا الخبر دلالة على أن جميع الإيمان صوم يوم وإطعام مسكين وشهود جنازة وعيادة المريض لكن هذه فضائل لهذه الأعمال لا كما يدعي من لا يفهم العلم ولا يحسنه

باب في صفة صوم النبي خلا ما تقدم ذكرنا له بذكر خبر مجمل غير مفسر

2132 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا سالم بن نوح حدثنا الجريري عن عبد الله بن شقيق قال: سألت عائشة

« هل كان رسول الله يصلي الضحى؟ قال: لا إلا أن يجيء من مغيبه وسألتها هل كان رسول الله يصوم شهرا تاما؟ قالت: لا والله ما صام شهرا تاما غير رمضان حتى مضى لسبيله وما مضى شهر حتى يصيب منه وما أفطره حتى يصيب منه وسألتها هل كان رسول الله يصلي مع السحر؟ قالت: لا ولا المصلين »

قال أبو بكر: تعني الذين يصلون بالليل الكثير

باب ذكر الخبر المفسر للفظة المجملة التي ذكرتها

والدليل على أن عائشة إنما أرادت: النبي لم يصم شهرا تاما غير رمضان شهر شعبان الذي كان يصل صومه بصوم رمضان قال أبو بكر: قد أمليت خبر أبي سلمة وعائشة في مواصلة النبي صوم شعبان برمضان

2133 - حدثنا الربيع بن سليمان المرادي وبحر بن نصر قالا: حدثنا ابن وهب حدثنا أسامة بن زيد الليثي أن محمد بن إبراهيم حدثه عن أبي سلمة بن عبد الرحمن

« أنه سأل عائشة عن صيام رسول الله فقالت: كان يصوم حتى نقول: لا يفطر ويفطر حتى نقول: لا يصوم وكان يصوم شعبان أو عامة شعبان »

باب ذكر ذكر صوم أيام متتابعة من الشهر وإفطار أيام متتابعة بعدها من الشهر

2134 - حدثنا علي بن حجر حدثنا إسماعيل - يعني ابن جعفر ح وحدثنا أبو موسى حدثنا خالد - يعني بن الحارث - قالا: حدثنا حميد قال: سئل أنس بن مالك

« عن صوم النبي فقال: كان يصوم من الشهر حتى نرى أنه لا يريد يفطر منه شيئا ويفطر من الشهر حتى نرى أنه لا يريد يصوم منه شيئا وكنت لا تشاء أن تراه من الليل مصليا إلا رأيته ولا نائما إلا رأيته »

هذا حديث إسماعيل بن جعفر

وفي حديث خالد بن الحارث: سئل أنس عن صلاة النبي وصومه تطوعا

2135 - أخبرنا ابن عبد الحكم أن ابن وهب أخبرهم قال: وأخبرني ابن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنها قالت

« كان رسول الله يصوم حتى أعرف عنه ويفطر حتى أقول: ما هو بصائم وكان أكثر صيامه في شعبان » 137

باب ذكر ما أعد الله جل وعلا في الجنة من الغرف لمداوم صيام التطوع إن صح الخبر

فإن في القلب من عبد الرحمن بن إسحق أبي شيبة الكوفي وليس هو بعبد الرحمن بن إسحاق الملقب بعباد الذي روى عن سعيد المقبري والزهري وغيرهما هو صالح الحديث مدني سكن واسط ثم انتقل إلى البصرة ولست أعرف ابن معانق ولا أبا معانق الذي روى عنه يحيى بن أبي كثير

2136 - قال أبو بكر: أما خبر عبد الرحمن بن إسحاق أبي شيبة فإن ابن المنذر حدثنا قال: حدثنا ابن فضيل حدثنا عبد الرحمن ابن إسحاق عن النعمان بن سعد عن علي قال:

« قال رسول الله : إن في الجنة لغرفا يرى ظهورها من بطونها وبطونها من ظهورها فقام أعرابي فقال: يا رسول الله لمن هي؟ قال: هي لمن قال طيب الكلام وأطعم الطعام وأدام الصيام وقام لله بالليل والناس نيام » 138

2137 - وأما خبر يحي بن أبي كثير قال الحسن بن مهدي حدثنا قال: حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن يحيى بن أبي كثير عن ابن معانق أو أبي مالك الأشعري قال:

« قال رسول الله : إن في الجنة لغرفة قد يوكل ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها أعدها الله لمن أطعم الطعام وألين الكلام وتابع الصيام وصلى بالليل والناس نيام » 139

باب ذكر صلاة الملائكة عند أكل المفطرين عنده

2138 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن حبيب بن زيد عن مولاة يقال لها: ليلى عن جدته أم عمارة بنت كعب - يعني جدة حبيب بن زيد -

« أن رسول الله دخل عليها وهي صائمة فقربت إليه طعاما فقال: تعالي فكلي فقالت: إني صائمة فقال النبي : الصائم إذا أكل عنده صلت عليه الملائكة » 140

2139 - حدثنا علي بن خشرم أخبرنا عيسى - يعني ابن يونس - عن شعبة عن حبيب أو حبيب الأنصاري - شك علي - قال: سمعت مولاة لنا يقال لها: ليلى عن جدته أم عمارة بنت كعب - بمثله سواء. وزاد حت يفرغوا أو يقضوا أكله شعبة شك قال علي: قال وكيع: حبيب 141

2140 - حدثنا علي بن حجر قال: أخبرنا شريك عن حبيب بن زيد عن ليلى عن مولاتها

« عن النبي : الصائم إذا أكل عنده المفاطير صلت عليه الملائكة حتى يمسي »

باب الرخصة في صوم التطوع وإن لم يجمع المرء على الصوم من الليل والدليل على أن النبي إنما أراد بقوله: لا صيام لمن لم يجمع الصيام من الليل صوم الواجب دون صوم التطوع

2141 - حدثنا الحسن بن محمد وأبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي حدثنا روح حدثنا شعبة عن طلحة بن يحيى عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين قالت

« كان رسول الله يحب طعامنا فجاء يوما فقال: هل عندكم من ذلك الطعام؟ فقلت: لا فقال: إني صائم

2142 - قال أبو بكر

« قد ذكرنا أخبار النبي في صيام عاشوراء وأمره بالصوم من لم يجمع صيامه من الليل في أبواب صوم عاشوراء

باب إباحة الفطر في صوم التطوع بعد مضي بعض النهار والمرء ناو للصوم فيما مضى من النهار

2143 - حدثنا يحيى بن حكيم حدثنا محمد بن سعيد حدثنا طلحة بن يحيى قال: قال: حدثتني عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين ح وحدثنا جعفر بن محمد حدثنا وكيع عن طلحة بن يحيى عن عمته عائشة بنت طلحة

« عن عائشة أم المؤمنين قالت: دخل النبي ذات يوم فقال: هل عندكم شيء؟ قلنا: لا قال: فإني إذا صائم قالت: ثم جاء يوما آخر فقلنا: يا رسول الله أهدي لنا حيس فخبأنا لك فقال: أدنيه فقد أصبحت صائما فأكل هذا حديث وكيع » 142

باب ذكر الدليل على أن الفطر في صوم التطوع بعد دخوله فيه مجمعا على صوم ذلك اليوم خلاف مذهب من رأى إيجاب إعادة صوم ذلك اليوم عليه

2144 - حدثنا محمد بن بشار عن جعفر بن عون ح وحدثنا يوسف بن موسى حدثنا جعفر بن عون العمري حدثنا أبو عيسى عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه

« أن رسول الله آخا بين سلمان وأبا الدرداء فجاء سلمان يزور أبا الدرداء فوجد أم الدرداء متبذلة فقال لها: ما شأنك؟ فقالت: إن أخاك ليست له حاجة في الدنيا زاد يوسف: يصوم النهار ويقوم الليل قالا: فلما جاء أبو الدرداء فرحب به وقرب إليه طعاما فقال له: كل فقال: أولست أطعم؟ فقال: ما أنا بآكل حتى تأكل فأكل معه وبات عنده فلما كان آخر الليل ذهب أبو الدرداء يقوم فحبسه سلمان فلما كان عند الفجر قال: قم الآن فقاما فصليا فقال له سلمان: إن لربك عليك حقا ولنفسك عليك حقا ولأهلك ولضيفك عليك حقا فأعط كل ذي حق حقه فأما النبي فذكر ذلك له فقال: صدق سلمان الفارسي »

باب تمثيل الصوم في الشتاء بالغنيمة الباردة والدليل على أن الشيء قد يشبه بما يشبهه في بعض المعاني لا في كلها

2145 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن نمير بن عريب العبسي عن مالك بن مسعود قال:

« قال رسول الله : الغنيمة الباردة الصوم في الشتاء » 143

جماع أبواب ذكر الأيام

والدليل على أن النبي قد ينهى عن الشيء ويسكت عن غيره غير مبيح لما سكت عنه إن النبي قد زجر عن صوم يوم الفطر ويوم النحر في الأخبار التي رويت عنه في النهي عن صومهما ولم يكن في نهيه عن صومهما إباحة صوم أيام التشريق إذ قد نهى أيضا عن صوم أيام التشريق في غير هذه الأخبار التي نهى فيها عن صوم يوم الفطر ويوم الأضحى

2146 - حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث حدثني أبي حدثنا هشام حدثنا قتادة عن أبي العالية عن ابن عباس قال:

« شهد عندي رجال مرضيون فيهم عمر وأرضاهم عندي عمر أن رسول الله قال: لا صلاة بعد صلاة الصبح حتى تطلع الشمس ولا صلاة بعد صلاة العصر حتى تغرب الشمس ونهى عن صوم يومين: يوم الفطر ويوم النحر »

حدثنا عبد الوارث حدثنا أبي حدثنا همام حدثنا قتادة عن أبي العالية عن ابن عباس عن عمر عن النبي بمثله

باب النهي عن صوم أيام التشريق بدلالة بتصريح نهي

2147 - حدثنا الفضل بن يعقوب الجزري ومحمد بن يحيى القطعي قالا: حدثنا عبد الأعلى حدثنا محمد بن إسحاق عن حكم ابن حكيم بن عباد بن حنيف عن مسعود بن الحكم عن أمه أنها حدثته قالت

« كأني أنظر إلى علي على بغلة رسول الله البيضاء في شعب الأنصار وهو يقول: أيها الناس إن رسول الله قال: إنها ليست أيام صوم إنها أيام أكل وشرب » 144

باب الزجر عن صيام أياك التشريق بتصريح نهي

2148 - حدثنا محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن عاصم بن سليمان عن المطلب

« قال: دعا أعرابيا إلى طعامه وذلك بعد يوم النحر فقال الأعرابي: إني صائم فقال: إني سمعت عبد الله بن عمر يقول: سمعت رسول الله يعني ينهى عن صيام هذه الأيام »

2149 - أخبرني ابن عبد الحكم أن أباه وشعيبا أخبراهم قالا: أخبرنا الليث عن يزيد بن عبد الله بن الهاد عن أبي مرة مولى عقيل

« أنه دخل هو وعبد الله على عمرو بن العاص وذلك الغد أو بعد الغد من يوم الأضحى فقرب إليهم عمرو طعاما فقال عبد الله: إني صائم فقال له عمرو: أفطر فإن هذه الأيام التي كان رسول الله يأمر بفطرها وينهى عن صيامها فأفطر عبد الله فأكل وأكلت معه » 145

باب ذكر النهي عن صيام الدهر من غير ذكر العلة التي لها نهي عنه

2150 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا يزيد بن هارون وأبو داوود قالا: حدثنا شعبة عن قتادة عن مطرف عن أبيه

« أن النبي قال: من صام الدهر ما صام وما أفطر أو لا صام ولا أفطر » 146

2151 - حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي حدثنا ابن علية أخبرنا الجريري عن أبي العلاء بن الشخير وحدثنا علي بن حجر حدثنا إسماعيل - يعني ابن علية - عن سعيد بن أياس الجريري عن يزيد بن عبد الله الشخير عن مطرف عن عمران بن حصين قال:

« قيل لرسول الله : إن فلانا لا يفطر نهار الدهر قال: لا صام ولا أفطر »

قال أبو بكر: النهي عن الصلاة قتادة عن أبي العالية مشهور وأما في الصوم فقتادة عن أبي العالية فهو غريب 147

باب ذكر العلة التي لها زجر النبي عن صوم الدهر

2152 - حدثنا عبد الجبار بن العلاء وسعيد بن عبد الرحمن قالا: حدثنا سفيان عن عمر عن أبي العباس عن عبد الله بن عمرو قال:

« قال رسول الله : ألم أخبر أنك تقوم الليل وتصوم النهار؟ قلت إني لأفعل قال: ولا تفعل فإنك إذا فعلت ذلك هجمت عينك ونفهت نفسك وإن لنفسك حقا ولأهلك حقا ولعينك حقا فنم وقم وصم وأفطر معنى واحدا »

هذا حديث عبد الجبار ولم يقل المخزومي: ولا تفعل

باب الرخصة في صوم الدهر إذا أفطر المرء الأيام التي زجر عن الصيام فيهن

2153 - حدثنا محمد بن العلاء بن كريب الهمداني حدثنا عبدة عن محمد بن إسحاق عن عمران بن أبي أنس عن سليمان بن يسار عن حمزة بن عمرو الأسلمي قال:

« كنت أسرد الصوم على عهد رسول الله فقلت: يا رسول الله إني أصوم ولا أفطر أفأصوم في السفر؟ قال: إن شئت فصم وإن شئت فأفطر »

قال أبو بكر: خرجت طرق هذا الخبر في غير هذا الموضع 148

باب فضل صيام الدهر إذا أفطر الأيام التي زجر عن الصيام فيها

2154 - حدثنا محمد بن بشار وأبو موسى قالا: حدثنا ابن أبي عدي عن سعيد عن قتادة عن أبي تميمة عن الأشعري - يعني أبا موسى:

« عن النبي قال: من صام الدهر ضيقت عليه جهنم هذا وعقد تسعين » 149

2155 - حدثنا موسى ومحمد بن عبد الله بن بزيع قالا: حدثنا ابن أبي عدي عن سعيد عن قتادة عن أبي تميمة الهجيمي عن أبي موسى الأشعري

« أن رسول الله قال: الذي يصوم الدهر تضيق عليه جهنم تضيق هذه وعقد تسعين قال ابن بزيع: في الذي يصوم الدهر وقال: وعقد التسعين »

سمعت أبا موسى يقول: اسم أبي تميمة طريف بن مجالد سمعه من مسلمة بن الصلت الشيباني عن جهضم الهجيمي

قال أبو بكر: لم يسند هذا الخبر عن قتادة غير أن ابن أبي عدي عن سعيد

قال أبو بكر: سألت المزني عن معنى هذا الحديث فقال: يشبه أن يكون عليه معناه أي: ضيقت عنه جهنم فلا يدخل جهنم ولا يشبه أن يكون معناه غير هذا لأن من ازداد لله عملا وطاعة ازداد عند الله رفعة وعليه كرامة وإليه قربة هذا معنى جواب المزني 150

2156 - حدثنا بحر بن نصر بن سابق الخولاني حدثنا ابن وهب قال: وحدثني معاوية بن صالح يحدث عن عامر بن جشيب أنه سمع زرعة بن ثوب يقول:

« سألت عبد الله بن عمر عن صيام الدهر فقال: كنا نعد أولئك فينا من السابقين قال: وسألته عن صيام يوم وفطر يوم فقال: لم يدع ذلك لصائم مصاما وسألته عن صيام ثلاثة أيام من كل شهر قال: صام ذلك الدهر وأفطره » 151

باب ذكر أخبار رويت عن النبي في النهي عن صوم يوم الجمعة مجملة غير مفسرة

2157 - حدثنا عبد الجبار بن العلاء وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي قالا: حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار أخبرني يحيى بن جعدة أنه سمع عبد الله بن عمرو القاري يقول أبا هريرة يقول وهو يطوف بالبيت:

« ورب الكعبة ما أنا نهيت عن صيام يوم الجمعة محمد - ورب الكعبة - نهى عنها »

قال سعيد: عن يحيى بن جعدة عن عبد الله بن عمرو القاري ولم يقل: وهو يطوف بالبيت 152

باب ذكر الخبر المفسر في النهي عن صيام يوم الجمعة والدليل على أن النهي عنه إذا أفرد يوم الجمعة بالصيام من غير أن يصام قبله أو بعده

2158 - حدثنا أبو سعيد عبد الله بن سعيد الأشج حدثنا أبو نمير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال:

« قال رسول الله : لا تصوموا يوم الجمعة إلا وقبله يوم أو بعده يوم »

2159 - رواه البخاري عن عمر بن حفص بن غياث عن أبيه –

2160 - ومسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة ويحيى بن يحيى عن أبي معاوية عن الأعمش –

باب الدليل على أن يوم الجمعة يوم عيد وأن النهي عن صيامه إذ هو عيد والفرق بين الجمعة وبين العيدين الفطر والأضحى إذا جاء بنهي صومهما مفردا ولا موصولا بصيام قبل ولا بعد

2161 - حدثنا عبد الله بن هاشم قال: حدثنا عبد الرحمن عن معاوية عن أبي بشر عن عامر بن لدين الأشعري عن أبي هريرة قال:

« سمعت رسول الله يقول: إن يوم الجمعة يوم عيد فلا تجعلوا يوم عيدكم يوم صيامكم إلا أن تصوموا قبله أو بعده »

قال أبو بكر: أبو بشر هذا شامي ليس بأبي بشر جعفر بن أبي وحشية صاحب شعبة وهشيم 153

باب أمر الصائم يوم الجمعة مفردا بالفطر بعد مضي بعض النهار

2162 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدي وعبد الأعلى عن سعيد ح وحدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني حدثنا خالد - يعني ابن الحارث - حدثنا سعيد ح وحدثنا هارون بن إسحاق حدثنا عبدة عن سعيد عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن عبد الله ابن عمرو

« أن رسول الله دخل على جويرية بنت الحارث وهي صائمة يوم الجمعة فقال: أصمت أمس؟ قالت: لا قال: فتصومين غدا؟ قالت: لا قال: فأفطري »

وقال هارون: أتريدين الصيام غدا؟

باب النهي عن صوم يوم السبت تطوعا إذا أفرد بالصوم بذكر خبر مجمل غير مفسر بلفظ عام مراده خاص وأحسب أن النهي عن صيامه إذ اليهود تعظمه وقد اتخذته عيدا بدل الجمعة

2163 - حدثنا محمد بن معمر القيسي حدثنا أبو عاصم حدثنا ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن عبد الله بن بسر عن أخته - وهي الصماء - قالت

« قال رسول الله : لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم وإن لم يجد أحدكم إلا عود عنبة أو لحاء شجرة فليمضغها »

2164 - حدثنا زكريا بن يحيى بن أبان حدثنا عبد الله بن صالح حدثني معاوية - وهو ابن صالح - عن عبد الله بن بسر عن أبيه عن عمته الصماء أخت بسر أنها كانت تقول

« نهى رسول الله عن صيام يوم السبت ويقول: إن لم يجد أحدكم إلا عودا أخضرا فليفطر عليه »

قال أبو بكر: خالف معاوية بن صالح ثور بن يزيد في هذا الإسناد فقال ثور عن أخته يريد أخت عبد الله بن بسر قال معاوية: عن عمته الصماء أخت بسر عمة أبيه عبد الله بن بسر لا أخت أبيه عبد الله ابن بسر 154

وقد أعل بالاضطراب وليس بقادح وله طرق أخرى سالمة من الاضطراب ودعوى النسخ لا دليل عليها

باب ذكر الدليل على أن النهي عن صوم يوم السبت تطوعا إذا أفرد بصوم لا إذا صام صائم يوما قبله أو يوما بعده

2165 - قال أبو بكر

« في أخبار النبي في النهي عن صوم يوم الجمعة إلا أن يصام قبله أو بعده يوما دلالة على أنه قد أباح صوم يوم السبت إذا صام قبله يوم الجمعة أو بعده يوما »

2166 - حدثنا عبدة بن عبد الله الخزاعي أخبرنا زيد - يعني ابن الحباب - حدثنا معاوية عن أبي بشر عن عامر الأشعري - وهو ابن لدين - أنه سمع أبا هريرة يقول:

« سمعت رسول الله يقول: الجمعة عيد فلا تجعلوا يوم الجمعة صياما إلا أن يصام قبله أو بعده »

قال أبو بكر: فقد رخص رسول الله في صوم يوم السبت إذا صام صائم يوم الجمعة قبله 155

باب الرخصة في يوم السبت إذا صام يوم الأحد بعده

2167 - حدثنا أحمد بن منصور المروزي حدثنا سلمة بن سليمان أخبرنا عبد الله بن المبارك أخبرنا عبد الله بن محمد بن عمر ابن علي عن أبيه أن كريبا مولى ابن عباس أخبره

« أن ابن عباس وناسا من أصحاب رسول الله بعثوني إلى أم سلمة أسألها الأيام كان رسول الله أكثر لها صياما قالت: يوم السبت والأحد فرجعت إليهم فأخبرتهم وكأنهم أنكروا ذلك فقاموا بأجمعهم إليها فقالوا: إنا بعثنا إليك هذا في كذا وكذا وذكر أنك قلت كذا وكذا فقالت: صدق إن رسول الله أكثر ما كان يصوم من الأيام يوم السبت والأحد كان يقول: إنهما يوما عيد للمشركين وأنا أريد أن أخالفهم » 156

باب النهي عن صوم المرأة تطوعا بغير إذن زوجها إذا كان زوجها حاضرا غير غائب عنها يذكر خبر لفظه خاص مراده عام

من الجنس الذي نقول: إن الأمر إذا كان لعلة فمتى كانت العلة قائمة كان الأمر واجبا

2168 - حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة بلغ به

« لا تصوم المرأة يوما من غير شهر رمضان وزوجها شاهد إلا بإذنه »

قال أبو بكر: قول : من غير شهر رمضان من الجنس الذي نقول: إن الأمر إذا كان لعلة فمتى كانت العلة قائمة والأمر قائم والنبي لما أباح للمرأة صوم شهر رمضان بغير إذن زوجها إذ صوم رمضان واجب عليها كان كل صوم صوم واجب مثله جائز لها أن تصوم بغير إذن زوجها ولهذه المسألة كتاب مفرد قد بينت الأمر الذي هو لعنة والزجر الذي هو لعلة » 157

باب ذكر أبواب ليلة القدر والتأليف بين الأخبار المأثورة عن النبي

فيها ما يحسب كثيرا من حملة العلم ممن لا يفهم صناعة العلم أنها متهاترة متنافية وليس كذلك هي عندنا بحمد الله ونعمته بل هي مختلفة الألفاظ متنفقة المعنى على ما سأبينه إن شاء الله

باب ذكر داوم ليلة القدر في كل رمضان إلى قيام الساعة ونفي انقطاعها ينفي الأنبياء

2169 - حدثنا محمد بن رافع حدثنا أبو عاصم عن الأوزاعي عن مرثد وأبو مرثد - شك أبو عاصم - عن أبيه قال:

« لقينا أبا ذر وهو عند الجمرة الوسطى فسألته عن ليلة القدر فقال: ما كان أحد بأسأل لها رسول الله مني قلت: يا رسول الله ليلة القدر أنزلت على الأنبياء بوحي إليهم فيها ثم ترجع؟ فقال: بل هي إلى يوم القيامة فقلت: يا رسول الله أيتهن هي؟ قال: لو أذن لي لأنبأتكم ولكن التمسوها في السبعين ولا تسألني بعدها قال ثم أقبل رسول الله على الناس فجعل يحدث فقلت: يا رسول الله في أي السبعين هي؟ فغضب علي غضبة لم يغضب علي قبلها ولا بعدها مثلها ثم قال: ألم أنهك أن تسألني عنها لو أذن لي لأنبأتكم بها ولكن لا آمن أن تكون في السبع الآخر » 158

باب ذكر الدليل على أن ليلة القدر هي في رمضان من غير شك ولا ارتياب في غيره

ضد قول من زعم أن الحالف آخر يوم من شعبان أن امرأته طالق أو عبده حر أو أمته حرة ليلة القدر أن الطلاق والعتق غير واقع إلى مضي السنة من يوم حلف لأنه زعم لا يدري ليلة القدر هي في رمضان أو في غيره لقول ابن مسعود: من يقم الحول يصبها

2170 - حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى حدثنا عبد الرحمن - يعني ابن مهدي - حدثنا عكرمة بن عمار عن سماك الحنفي حدثني مالك بن مرثد عن أبيه قال: سألت أبا ذر قال: قلت

« سألت رسول الله عن ليلة القدر؟ فقال: أنا كنت أسأل الناس عنها قال: قلت يا رسول الله أخبرني عن ليلة القدر أفي رمضان أو في غيره؟ فقال: بل هي في رمضان قال قلت: يا رسول الله تكون مع الأنبياء ما كانوا فإذا قبض الأنبياء رفعت أم هي إلى يوم القيامة؟ قال: لا بل هي إلى يوم القيامة قال قلت: يا رسول الله في أي رمضان هي؟ قال: التمسوها في العشر الأول والعشر الأخير قال: ثم حدث رسول الله وحدث فاهتبلت غفلته فقلت: يا رسول الله أقسمت عليك لتخبرني أو لما أخبرتني في أي العشرين هي؟ قال: فغضب علي ما غضب علي مثله قبله ولا بعده ثم قال: إن الله لو شاء أطلعكم عليها التمسوها في السبع الأواخر » 159

باب ذكر الدليل على أن ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان

خلاف قول من ذكرنا مقالتهم في الباب قبل هذا والدليل على أن الحالف يوم شهر رمضان قبل غروب الشمس بطرفه بأن امرأته طالق أو عبده حر فهل هلال شوال كان الطلاق أو العتق أو هما لو كان الحلف بهما جميعا واقعا إذ ليلة القدر قد مضت بعد حلفه من غير شك ولا ارتياب إذ هي في العشر الأواخر من رمضان لا قبل ولا بعد

2171 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني حدثنا المعتمر ابن سليمان حدثني عمارة بن غزية قال: سمعت محمد بن إبراهيم يحدث عن أبي سلمة عن أبي سعيد الخدري

« أن رسول الله اعتكف العشر الأول من رمضان ثم اعتكف العشر الوسط في قبة تركية على سدتها قطعة من حصير قال: فأخذ الحصير بيده فنحاها في ناحية القبة ثم أطلع رأسه فكلم الناس فدنوا منه فقال إني اعتكفت العشر الأول ألتمس هذه الليلة ثم اعتكف العشر الوسط ثم أتيت فقيل لي: إنها في العشر الأواخر فمن أحب منكم أن يعتكف فليعتكف فاعتكف الناس معه قال وإني أريتها ليلة وتر وإني أسجد صبيحتها في طين وماء فأصبح في ليلة إحدى وعشرين وقد قام إلى الصبح فمطرت السماء فوكف المسجد فأبصرت الطين والماء فخرج حين فرغ من صلاة الصبح وجبهته وأنفه في الماء والطين وإذا هي ليلة إحدى وعشرين في العشر الأواخر »

هذا حديث شريف شريف

باب الأمر بالتماس ليلة القدر وطلبها في العشر الأواخر من رمضان بلفظ مجمل غير مفسر

2172 - حدثنا علي بن المنذر حدثنا ابن فضيل حدثنا عاصم ابن كليب الجرمي عن أبيه عن ابن عباس قال:

« كان عمر يدعوني مع أصحاب محمد فيقول لي: لا تكلم حتى يتكلموا قال: فدعاهم فسألهم عن ليلة القدر فقال: أرأيتم قول رسول الله : التمسوها في العشر الأواخر أي ليلة ترونها؟ قال: فقال بعضهم: ليلة إحدى وقال بعضهم: ليلة ثلاث وقال آخر: خمس وأنا ساكت قال: فقال: ما لك لا تتكلم؟ قال قلت: إن أذنت لي يا أمير المؤمنين تكلمت قال فقال: ما أرسلت إليك إلا لتتكلم قال: فقلت: أحدثكم برأيي؟ قال: عن ذلك نسألك قال فقلت: السبع رأيت الله عز وجل ذكر سبع سماوات ومن الأرض سبعا وخلق الإنسان من سبع ونبت الأرض سبع قال فقال: هذا أخبرتني ما أعلم أرأيت ما لا أعلم؟ ما هو قولك نبت الأرض سبع؟ قال: فقلت: إن الله يقول: { ثم شققنا الأرض شقا * فأنبتنا } إلى قوله { وفاكهة وأبا } والأب نبت الأرض ما يأكله الدواب ولا يأكله الناس قال: فقال عمر: أعجزتم أن تقولوا كما قال هذا الغلام الذي لم تجتمع شؤون رأسه بعد إني والله ما أرى القول إلا كما قلت وقال: قد كنت أمرتك أن لا تكلم حتى يتكلموا وإني آمرك أن تتكلم معهم » 160

باب ذكر الخبر المفسر للفظة المجملة التي ذكرتها والدليل على أن النبي إنما أمر بطلب ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان في الوتر منها لا في الشفع

2173 - حدثنا سلم بن جنادة حدثنا ابن إدريس عن عاصم ابن كليب عن أبيه عن ابن عباس قال:

« كان عمر يسألني مع الأكابر من أصحاب رسول الله وكان يقول: لا تكلم حتى يتكلموا فسألهم عن ليلة القدر فقال: لقد علمتم أن رسول الله قال: اطلبوها في العشر الأواخر وترا ثم ذكر قصة ابن عباس مع عمر » 161

2174 - حدثنا سلم بن جنادة حدثنا ابن إدريس حدثنا عبد الملك عن سعيد بن جبير عن ابن عباس - مثله إلا أنه قال: الأب: مما أنبتت الأرض مما لا يأكله الناس وتأكله الأنعام » 162

باب ذكر الدليل على أن الأمر بطلب ليلة القدر في الوتر مما يبقى من العشر الأواخر لا في الوتر مما يمضي منها

2175 - حدثنا مؤمل بن هشام حدثنا إسماعيل بن علية عن عيينة بن عبد الرحمن عن أبيه قال:

« ذكرت ليلة القدر عند أبي بكرة فقال: ما أنا بطالبها إلا في العشر الأواخر بعد حديث سمعته من رسول الله وإني سمعته يقول: التمسوها في العشر الأواخر في تسع بقين أو في سبع بقين أو في خمس بقين أو في ثلاث بقين أو في آخر الليلة فكان لا يصلي في العشرين إلا كصلاته في سائر السنة فإذا دخلت العشر اجتهد » 163

باب ذكر الخبر المفسر للدليل الذي ذكرت في طلب ليلة القدر في الوتر مما يبقى من العشر الأواخر لا مما يمضي منها

2176 - حدثنا إسحاق بن شاهين أبو بشر الواسطي حدثنا خالد عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال:

« اعتكف رسول الله في العشر الأوسط من رمضان وهو يلتمس ليلة القدر قبل أن يتبين له ثم أمر بالبناء فنقض فأبينت له في العشر الأواخر فأمر به فأعيد فخرج إلينا فقال: إنها أبينت لي ليلة القدر وإني خرجت لأبينها لكم فتلاحى رجلان فنسيتها فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة قال: قلت: يا أبا سعيد إنكم أعلم بالعدد منا فأي ليلة التاسعة والسابعة والخامسة؟ قال: أجل: ونحن أحق بذاك إذا كانت ليلة إحدى وعشرين فالتي تليها هي التاسعة ثم دع ليلة ثم التي تليها السابعة ثم دع ليلة ثم التي تليها الخامسة أبا سعيد التي تسمونها أربعا وعشرين وستا وعشرين واثنتين وعشرين »

2177 - حدثنا أبو بشر الواسطي حدثنا خالد عن الجريري عن أبي العلاء عن مطرف أنه سمع أبا هريرة يقول: « قال رسول الله - بمثله وزاد الثالثة 164

باب الدليل على أن الوتر مما يبقى من العشر الأواخر قد يكون أيضا الوتر مما مضى منه إذ الشهر قد يكون تسعا وعشرين

2178 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا عمر بن يونس حدثنا عكرمة - وهو ابن عمار - حدثني سماك أبو زميل حدثني عبد الله ابن عباس حدثني عمر قال:

« لما اعتزل رسول الله نساءه قلت: يا رسول الله كنت في غرفة تسعة وعشرين فقال رسول الله : إن الشهر يكون تسعة وعشرين » 165

باب ذكر الخبر المفسر للدليل الذي ذكرت إذ النبي قد أمر بطلبها ليلة ثلاث وعشرين مما قد مضى من الشهر وكانت ليلة سابعة مما تبقى

2179 - حدثنا يوسف بن موسى حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال:

« ذكرنا ليلة القدر عند رسول الله فقال رسول الله : كم مضى من الشهر؟ قلنا: مضى اثنان وعشرون وبقي ثمان قال: لا بل بقي سبع قالوا: لا بل بقي ثمان قال: لا بل بقي سبع قالوا: لا بل بقي ثمان قال: لا بل بقي سبع الشهر تسع وعشرون ثم قال بيده حتى عد تسعة وعشرين ثم قال: التمسوها الليلة » 166

2180 - خبر عبد الله بن أنيس من هذا الباب

« التمسوها الليلة وذلك ليلة ثلاث وعشرين »

2181 - خبر أبي سعيد

« رأيت النبي صبيحة إحدى وعشرين وأن جبينه وأرنبة أنفه لفي الماء والطين من هذا الجنس لأن النبي قد كان أعلمهم أنه رأى أنه يسجد صبيحة ليلة القدر في ماء وطين فكانت ليلة إحدى وعشرين الوتر مما مضى من الشهر فيشبه أن يكون رمضان في تلك السنة كان تسعا وعشرين فكانت تلك الليلة التاسعة مما بقي من الشهر الحادية والعشرين مما مضى منه »

باب ذكر خبر روي عن النبي في الأمر بطلب ليلة القدر في السبع الأواخر من غير ذكر العلة التي لها أمر بالاقتصار على طلبها في السبع دون العشر جميعا

2182 - حدثنا أحمد بن عبدة حدثنا عبد الوارث عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال:

« كان الناس يرون الرؤيا فيقصونها على رسول الله فقال رسول الله : أرى رؤياكم قد تواطأت على السبع الأواخر فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر »

قال أبو بكر: هذا الخبر يحتمل معنيين أحدهما في السبع الأواخر فمن كان أن يكون لما علم تواطأ رؤيا الصحابة أنها في السبع الأخير في تلك السنة أمرهم تلك السنة بتحريها في السبع الأواخر والمعنى الثاني: أن يكون النبي إنما أمرهم بتحريها وطلبها في السبع الأواخر إذا ضعفوا وعجزوا عن طلبها في العشر كله

باب ذكر الخبر الدال على صحة المعنى الثاني الذي ذكرت أنه أمر بطلبها في السبع الأواخر إذا ضعف وعجز طالبها عن طلبها في العشر كله

2183 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عقبة بن حريث قال: سمعت ابن عمر يقول:

« قال رسول الله : التمسوها في العشر الأواخر - يعني ليلة القدر - فإن ضعف أحدكم أو عجز فلا يغلبن على السبع البواقي »

جماع أبواب ذكر الليالي التي كان فيها ليلة القدر في زمن النبي والدليل على أن ليلة القدر تنتقل في العشر الأواخر من رمضان في الوتر على ما ثبت

باب ذكر الدليل على أن ليلة القدر قد كانت في زمن النبي في بعض الشهر ليلة إحدى وعشرين في رمضان

2184 - قال أبو بكر: خبر أبي سعيد الخدري أمليته في غير هذا الموضع

باب ذكر الأمر بطلب ليلة القدر ليلة ثلاث وعشرين إذ جائز أن تكون ليلة القدر في بعض السنين ليلة إحدى وعشرين وفي بعض ليلة ثلاث وعشرين

2185 - حدثنا مؤمل بن هشام حدثنا إسماعيل - يعني ابن علية - عن محمد بن إسحاق عن معاذ بن عبد الله بن خبيب عن أخيه فلان بن عبد الله بن خبيب قال:

« جلسنا مع عبد الله بن أنيس في مجلس جهينة في هذا الشهر فقلنا: يا أبا يحيى هل سمعت رسول الله الليلة المباركة؟ قال: نعم جلسنا مع رسول الله في آخر هذا الشهر فقال له رجل: متى نلتمس هذه الليلة المباركة؟ قال: التمسوها هذه الليلة ثلاث وعشرين فقال رجل من القوم: تلك إذا أولى ثمان »

قال أبو بكر: هذا الرجل الذي لم يسمه ابن علية هو عبد الله ابن عبد الله بن خبيب 167

2186 - حدثنا ابن عبد الحكم أخبرنا أبي وشعيب قالا: أخبرنا الليث عن زيد بن أبي حبيب عن محمد بن إسحاق عن معاذ ابن عبد الله بن خبيب عن عبد الله بن عبد الله بن خبيب عن عبد الله بن أنيس صاحب رسول الله

« أنه سئل عن ليلة القدر فقال: سمعت رسول الله يقول: إلتمسوها الليلة وتلك ليلة ثلاث وعشرين فقال رجل يا رسول الله هي إذا أولى ثمان فقال: بل أولى سبع فإن الشهر لا يتم »

باب ذكر كون ليلة القدر في بعض السنين إذ ليلة سبع وعشرين إذ ليلة القدر تنتقل في العشر الأواخر في الوتر على ما ذكرت

2187 - حدثنا أبو موسى ومحمد بن بشار قالا: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: حدثنا جابر بن يزيد بن رفاعة عن يزيد ابن أبي سليمان عن زر بن حبيش قال:

لولا سفهاؤكم لوضعت يدي في أذني فناديت أن ليلة القدر سبع وعشرون نبأ من لم يكذبني عن نبأ من لم يكذبه يعني أبي بن كعب عن النبي

هذا حديث بندار

وقال أبو موسى: قال: سمعت زر بن حبيش وقال: رمضان في العشر الأواخر في السبع الأواخر قبلها

نبأ من لم يكذبني عن نبأ من لم يكذبه - ولم يقل يعني أبي بن كعب - عن النبي 168

2188 - حدثنا إسحاق بن منصور أخبرنا النضر حدثنا شعبة عن عبدة - وهو ابن أبي لبابة - قال: سمعت زر بن حبيش عن أبي

« قال: ليلة القدر إني لأعلمها هي الليلة التي أمرنا بها رسول الله هي ليلة سبع وعشرين »

باب الأمر بطلب ليلة القدر آخر ليلة من رمضان إذ جائز أن يكون في بعض السنين تلك الليلة

2189 - حدثنا علي بن الحسين بن إبراهيم بن الحسن حدثنا علي بن عاصم عن الجريري عن عبد الله بن بريدة عن معاوية بن أبي سفيان قال:

« قال رسول الله : التمسوا ليلة القدر في آخر ليلة »

في خبر أبي بكرة: أو في آخر ليلة 169

باب صفة ليلة القدر بنفي الحر والبرد فيها وشدة ضوئها ومنعى خروج شياطينها منها حتى يضيء فجرها

2190 - حدثنا محمد بن زياد بن عبيد الله الزيادي ومحمد بن موسى الحرشي قالا: حدثنا الفضيل بن سليمان حدثنا عبد الله ابن عثمان بن خثيم عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله قال:

« قال رسول الله : إني كنت أريت ليلة القدر ثم نسيتها وهي في العشر الأواخر من ليتلها وهي لية طلقة بلجة لا حارة ولا باردة »

وزاد الزيادي: كأن فيها قمرا يفضح كواكبها وقالا: لا يخرج شيطانها حتى يضيء فجرها 170

قال ناصر الدين: وهو حديث صحيح لشواهده التالية 2192 و2193 وغيرهما مما خرجته في الضعيفة 4404

باب صفة الشمس عند طلوعها صبيحة ليلة القدر

2191 - حدثنا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان عن عبدة ابن أبي لبابة وعاصم عن زر قال: قلت لأبي: يا أبا المنذر وحدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي حدثنا سفيان عن عبدة بن أبي لبابة أنه سمع زرا يقول:

« سأل أبي بن كعب فقلت: إن أخاك ابن مسعود يقول: من يقم الحول يصب ليلة القدر فقال: يرحمه الله لقد أراد أن لا يتكلوا ولقد علم أنها في شهر رمضان وأنها في العشر الأواخر وأنها ليلة سبع وعشرين قال قلنا: يا أبا المنذر بأي شيء يعرف ذلك؟ قال: بالعلامة أو بالآية التي أخبرنا رسول الله أن الشمس تطلع من ذلك اليوم لا شعاع لها »

لم يقل الدورقي: لقد أراد أن لا يتكلوا. حدثنا الدورقي في عقب خبره قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن عاصم عن زر نحوه. وحدثنا الدورقي حدثنا سفيان عن أبي خالد عن زر نحوه

باب حمرة الشمس عند طلوعها وضعفها صبيحة ليلة القدر والاستدلال بصفة الشمس على ليلة القدر إن صح الخبر فإن في القلب من حفظ زمعة

2192 - حدثنا بندار حدثني أبو عامر حدثنا زمعة عن سلمة - هو ابن وهرام - عن عكرمة عن ابن عباس

« عن النبي في ليلة القدر: ليلة طلقة لا حارة ولا باردة تصبح الشمس يومها حمراء ضعيفة » 171

باب الدليل على أن الشمس لا يكون لها شعاع إلى وقت ارتفاعها ذلك اليوم إلى آخر النهار

2193 - حدثنا أحمد بن عبدة أخبرنا - حماد يعني ابن زيد - عن عاصم عن زر قال: قلت لأبي بن كعب: أخبرني عن ليلة القدر فإن صاحبنا - يعني ابن مسعود - سئل عنها

« فقال: من يقم الحول يصبها قال: رحم الله أبا عبد الرحمن لقد علم أنها في رمضان ولكنه كره أن يتكلوا أو أحب أن لا يتكلوا والله إنها لفي رمضان ليلة سبع وعشرين لا يستثني قال: قلت: يا أبا المنذر أنى علمت ذلك؟ قال: بالآية التي أخبرنا رسول الله قال: قلت لزر: ما الآية؟ قال: تطلع الشمس صبيحة تلك الليلة ليس لها شعاع مثل الطست حتى ترتفع » 172

باب ذكر كثرة الملائكة في الأرض ليلة القدر

2194 - حدثنا عمرو بن علي عن أبي داوود حدثنا عمران القطان عن قتادة عن أبي ميمونة عن أبي هريرة قال:

« قال رسول الله : ليلة القدر ليلة السابعة أو التاسعة وعشرين وإن الملائكة تلك الليلة أكثر في الأرض من عدد الحصى » 173

باب ذكر البيان أن المدرك لصلاة العشاء في جماعة ليلة القدر يكون مدركا لفضيلة ليلة القدر

2195 - حدثنا عمرو بن علي حدثنا عبد الله بن عبد المجيد الحنفي حدثنا فرقد - وهو ابن الحجاج - قال: سمعت عقبة - وهو ابن أبي الحسناء اليماني - قال: سمعت أبا هريرة قال:

« قال رسول الله : من صلى العشاء الآخرة في جماعة في رمضان فقد أدرك ليلة القدر » 174

باب ذكر إنساء الله عز وجل النبي ليلة القدر بعد رؤيته إياها

2196 - قال أبو بكر: في خبر أبي سلمة عن أبي سعيد

« إني كنت أريت القدر ثم أنسيتها »

باب ذكر الدليل على أن رؤية النبي ليلة القدر كان في نوم وفي يقظة

2197 - أخبرني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أن ابن وهب أخبرهم قال: أخبرني يونس عن ابن شهاب عن أبي سلمة عن أبي هريرة

« أن رسول الله قال: أرأيت ليلة القدر ثم أيقظني أهلي فنسيتها فالتمسوها في العشر الغوابر »

باب ذكر رجاء النبي وظنه أن يكون رفع علمه ليلة القدر خيرا لأمته من اطلاعهم على علمها

إذ الاجتهاد في العمل ليالي طمعا في إدراك ليلة القدر أفضل وأكبر عملا من الاجتهاد في ليلة واحدة خاصة

2198 - حدثنا علي بن حجر حدثنا إسماعيل بن جعفر حدثنا حميد عن أنس قال: أخبرني عبادة بن الصامت

« أن النبي خرج بخبر ليلة القدر فتلاحى رجلان من المسلمين فقال: إني خرجت لأخبركم ليلة القدر فتلاحى فلان وفلان فرفعت وعسى أن يكون خيرا لكم فالتمسوها في التسع والسبع والخمس »

قال أبو بكر: فرفعت يعني معرفتي بتلك الليلة

باب مغفرة ذنوب العبد بقيام ليلة القدر إيمانا واحتسابا

2199 - حدثنا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان قال: حفظته عن الزهري ح وحدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي وعمرو بن علي قالا: حدثنا سفيان عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة رواية قال:

« من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه »

باب استحباب شهود البدوي الصلاة في مسجد المدينة ليلة ثلاث وعشرين من رمضان إذا كان سكنه قرب المدينة تحريا لإدراك ليلة القدر في مسجدها

2200 - حدثنا مؤمل بن هشام اليشكري حدثنا إسماعيل عن محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم عن ابن عبد الله بن أنيس عن أبيه قال:

« قلت: يا رسول الله إني أكون بالبادية وأنا بحمد الله أصلي بها فمرني بليلة أنزلها لهذا المسجد أصليها فيه قال: انزل ليلة ثلاث وعشرين قال: قلت: لابن عبد الله فكيف كان أبوك يصنع؟ قال: يدخل صلاة العصر ثم لا يخرج حتى يصلي صلاة الصبح ثم يخرج ودابته يعني على باب المسجد فيركبها فيأتي أهله » 175

جماع أبواب ذكر أبواب قيام شهر رمضان

باب ذكر الدليل على أن قيام شهر رمضان سنة النبي خلاف زعم الروافض الذين يزعمون أن قيام شهر رمضان بدعة لا سنة

2201 - حدثنا أحمد بن المقدام العجلي حدثنا نوح بن قيس الخزاعي حدثنا نصر بن علي عن النضر بن شيبان عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: قلت لأبي سلمة: ألا تحدثنا حديثا سمعته من أبيك سمعه أبوك من رسول الله ؟ فقال: بلى

« أقبل رمضان فقال رسول الله : إن رمضان شهر افترض الله صيامه وإني سننت للمسلمين قيامه فمن صامه وقامه إيمانا واحتسابا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه »

قال أبو بكر: أما خبر من صامه وقامه إلى آخر الخبر فمشهور من حديث أبي سلمة عن أبي هريرة ثابت لا شك ولا ارتياب في ثبوته أول الكلام وأما الذي يكره ذكره النضر بن شيبان عن أبي سلمة عن أبيه فهذه اللفظة معناها صحيح من كتاب الله عز وجل وسنة نبيه لا بهذا الإسناد فإني خائف أن يكون هذا الإسناد وهما أخاف أن يكون أبو سلمة لم يسمع من أبيه شيئا وهذا الخبر لم يروه عن أبي سلمة أحد أعلمه غير النضر بن شيبان 176

باب الأمر بقيام رمضان أمر ترغيب لا أمر عزم وإيجاب

2202 - حدثنا عمرو بن علي حدثنا عثمان بن عمر حدثنا مالك بن أنس عن الزهري عن أبي سلمة

« أن رسول الله كان يأمر بقيام رمضان من غير أن يأمر فيه بعزيمة يقول: من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه »

باب ذكر مغفرة سالف ذنوب أخر بقيام رمضان إيمانا واحتسابا

2203 - حدثنا عمرو بن علي حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا مالك بن أنس عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة

« أن رسول الله قال: من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له »

باب الصلاة جماعة في قيام شهر رمضان ضد قول من يتوهم أن الفاروق هو أول من أمر بالصلاة جماعة في قيام شهر رمضان

2204 - حدثنا عبدة بن عبد الله الخزاعي أخبرنا زيد بن الحباب عن معاوية قال: حدثني نعيم بن زياد أبو طلحة الأنماري قال: سمعت النعمان بن بشير على منبر حمص يقول:

« قمنا مع رسول الله في شهر رمضان ليلة ثلاث وعشرين إلى ثلث الليل ثم قمنا معه ليلة خمس وعشرين إلى نصف الليل ثم قمنا معه ليلة سبع وعشرين حتى ظننا أن لن ندرك الفلاح وكنا نسميه السحور وأنتم تقولون ليلة سابعة ثلاث وعشرين ونحن نقول سابعة سبع وعشرين فنحن أصوب أم أنتم؟ » 177

باب ذكر الدليل على أن النبي إنما خص القيام بالناس هذه الليالي الثلاث لليلة القدر فيهن

2205 - حدثنا عبدة بن عبد الله حدثنا زيد حدثنا معاوية حدثني أبو الزاهرية عن جبير بن نفير الحضرمي عن أبي ذر قال:

« قام بنا رسول الله في شهر رمضان ليلة ثلاث وعشرين إلى ثلث الليل الأول ثم قال: ما أحسب ما تطلبون إلا وراءكم ثم قام ليلة خمس وعشرين إلى نصف الليل ثم قال: ما أحسب ما تطلبون إلا وراءكم ثم قمنا ليلة سبع وعشرين إلى الصبح »

قال أبو بكر: هذه اللفظة: إلا وراءكم هو عندي من باب الأضداد ويريد: أمامكم لأن ما قد مضى هو وراء المرء وما يستقبله هو أمامه والنبي إنما أراد: ما أحسب ما تطلبون - أي ليلة القدر - إلا فيما تستقبلون لا أنها في ما مضى من الشهر وهذا كقوله عز وجل: { وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا } يريد: وكان أمامهم 178

باب ذكر قيام الليل كله للمصلي مع الإمام في قيام رمضان حتى يفرغ

2206 - حدثنا أبو قدامة عبيد الله بن سعيد حدثنا محمد بن الفضيل عن داود بن أبي هند عن الوليد بن عبد الرحمن عن جبير ابن نفير الحضرمي عن أبي ذر قال:

« صمنا مع النبي في رمضان فلم يقم بنا حتى بقي سبع من الشهر فقام بنا حتى ذهب ثلث الليل ثم لم يقم بنا في السادسة وقام بنا في الخامسة حتى ذهب شطر الليل فقلت: يا رسول الله : لو نقلنا بقية ليلتنا هذه؟ قال: إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة ثم لم يصل بنا حتى بقي ثلاث من الشهر فقام بنا في الثالثة وجمع أهله ونساءه فقام بنا حتى تخوفنا أن يفوتنا الفلاح قلت: وما الفلاح؟ قال: السحور » 179

باب الدليل على أن النبي إنما ترك قيام ليالي رمضان كله خشية أن يفترض قيام الليل على أمته فيعجزوا عنه

2207 - حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي حدثنا عثمان بن عمر حدثنا يونس عن الزهري عن عروة عن عائشة

« أن رسول الله خرج في جوف الليل فصلى في المسجد فصلى رجال بصلاته فأصبح ناس يتحدثون بذلك فلما كانت الليلة الثالثة كثر أهل المسجد فخرج فصلى فصلوا بصلاته فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله فلم يخرج إليهم رسول الله فطفق رجال منهم ينادون الصلاة فلا يخرج فكمن رسول الله حتى خرج لصلاة الفجر فلما قضى الفجر قام فأقبل عليهم بوجهه فتشهد فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد فإنه لم يخف علي شأنكم ولكني خشيت أن تفترض عليكم صلاة الليل فتعجزوا عنها وكان رسول الله يرغبهم في قيام رمضان من غير أن يأمر بعزيمة أمر فيقول: من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه فتوفي رسول الله فكان الأمر كذلك في خلافة أبي بكر وصدرا من خلافة عمر حتى جمعهم عمر على أبي ابن كعب وصلى بهم فكان ذلك أول ما اجتمع الناس على قيام رمضان »

باب إمامة القارئ الأميين في قيام شهر رمضان مع الدليل على أن صلاة الجماعة في قيام رمضان سنة النبي لا بدعة كما زعمت الروافض

2208 - حدثنا الربيع بن سليمان المرادي حدثنا عبد الله بن وهب أخبرنا مسلم بن خالد عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أنه قال:

« خرج رسول الله وإذا الناس في رمضان يصلون في ناحية المسجد فقال: ما هؤلاء؟ فقيل: هؤلاء ناس ليس معهم قرآن وأبي بن كعب يصلي بهم وهم يصلون بصلاته فقال رسول الله : أصابوا - أو نعم ما صنعوا - » 180

باب استحباب صلاة النساء جماعة مع الإمام في قيام رمضان

مع الدليل على أن قيام رمضان في جماعة أفضل من صلاة المرء منفردا في رمضان وإن كان المأمومون قرآء يقرؤون القرآن لا كمن اختار صلاة المنفرد على صلاة الجماعة في قيام رمضان

2209 - قال أبو بكر في خبر أبي هريرة

« وقد أعلم النبي أن أبي بن كعب يؤم قوما ليس معهم قرآن فصوب فعلهم فقال: أصابوا أو نعم ما صنعوا »

2210 - وفي خبر جبير بن نفير عن أبي ذر

« فقال رسول الله : إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة »

وجاء في الخبر: فقام بنا في الثالثة فجمع أهله ونساءه فقام حتى تخوفنا أن يفوتنا الفلاح وبعض أصحابه ممن قد صلى معه قارئ للقرآن ليس كلهم أميين

2211 - وفي قوله : من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلته دلالة على أن القارئ والأمي إذا قاما مع الإمام إلى الفراغ من صلاته كتب له قيام ليلته وكتب قيام ليلة أفضل من كتب قيام بعض الليل

باب في فضل قيام رمضان واستحقاق قائمه اسم الصديقين والشهداء

إذا جمع مع قيامه رمضان صيام نهاره وكان مقيما للصلوات الخمس، مؤديا للزكاة، شاهدا لله بالوحدانية، مقرا للنبي بالرسالة.

2212 - حدثنا علي بن سعيد التستري أخبرنا الحكم بن نافع عن شعيب - يعني ابن أبي حمزة - عن عبد الله بن أبي حسين حدثني عيسى بن طلحة عن عمرو بن مرة الجهني قال:

« جاء رسول الله رجل من قضاعة فقال له: يا رسول الله أرأيت إن شهدت أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله وصليت الصلوات الخمس وصمت الشهر وقمت رمضان وآتيت الزكاة فقال النبي : من مات على هذا كان من الصديقين والشهداء » 181

باب ذكر عدد صلاة النبي بالليل في رمضان والدليل على أنه لم يكن يزيد في رمضان على عدد الركعات في الصلاة بالليل ما كان يصلي من غير رمضان

2213 - حدثنا أبو هاشم زياد بن أيوب حدثنا سفيان عن ابن أبي لبيد ح وحدثنا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان حدثنا عبد الله بن أبي لبيد سمع أبا سلمة يقول: سألت عائشة فقلت أي أمه أخبريني عن صلاة رسول الله بالليل فقالت

« كانت صلاته في شهر رمضان وفيما سوى ذلك ثلاث عشرة ركعة »

هذا حديث عبد الجبار. وقال أبو هاشم: أتيت عائشة فسألتها عن صلاة رسول الله في شهر رمضان فقالت: كانت صلاته ثلاث عشرة ركعة منها ركعتا الفجر » 182

باب استحباب إحياء ليالي العشر الأواخر من شهر رمضان وترك مجامعة النساء فيهن والاشتغال بالعبادة وإيقاظ المرء أهله فيهن

2214 - حدثنا عبد الله بن محمد الزهري ومحمد بن الوليد قالا: حدثنا سفيان عن أبي يعفور العبدي عن مسلم - وهو ابن صبيح - عن مسروق عن عائشة قالت

« كان رسول الله : إذا دخل العشر الأواخر من شهر رمضان شد المئزر وأحيا الليل وأيقظ أهله »

وقال عبد الله بن محمد الزهري: سمعنا عائشة تقول

باب استحباب الاجتهاد في العمل في العشر الأواخر من شهر رمضان

2215 - حدثنا علي بن معبد حدثنا معلى بن منصور حدثنا عبد الواحد حدثنا الحسن بن عبيد الله حدثنا إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت

« كان النبي يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره »

باب استحباب ترك المبيت على الفراش في رمضان إذ البائت على الفرش أثقل نوما وأقل نشاطا للقيام من النائم على غير الفرش الوطيئة الممهدة في شهر رمضان

2216 - حدثنا الربيع بن سليمان حدثنا ابن وهب حدثني سليمان - وهو ابن بلال - حدثني عمرو - وهو ابن أبي عمرو عن المطلب بن عبد الله عن عائشة زوج النبي أنها قالت

« كان رسول الله إذا دخل رمضان شد مئزره ثم لم يأت فراشه حتى ينسلخ » 183

جماع أبواب الاعتكاف

باب وقت الاعتكاف في العشر الأواخر من شهر رمضان

2217 - أخبرنا الأستاذ الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني أخبرنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا محمد بن الوليد حدثنا يعلى بن عبيد حدثنا يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة قالت

« كان رسول الله إذا أراد أن يعتكف صلى الصبح ثم دخل المكان الذي يريد أن يعتكف فيه فإذا أراد أن يعتكف العشر الأواخر من رمضان فضرب له خباء وأمرت عائشة فضرب لها خباء وأمرت حفصة فضرب لها خباء فلما رأت زينب خباءها أمرت بخباء فضرب لها فلما رأى ذلك رسول الله لم يعتكف في رمضان فاعتكف في شوال »

باب إباحة ضرب القباب في المسجد للاعتكاف فيهن

2218 - قال أبو بكر: في خبر عمارة بن غزية حديث أبي سعيد

« اعتكف في قبة تركية خرجته في غير هذا الباب »

باب في اعتكاف شهر رمضان كله

2219 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني حدثنا المعتمر حدثني عمارة بن غزية الأنصاري قال: سمعت محمد بن إبراهيم يحدث عن أبي سلمة عن أبي سعيد الخدري

« أن رسول الله اعتكف العشر الأول من رمضان ثم اعتكف العشر الوسط في قبة تركية على سدتها قطعة حصير فذكر الحديث بطوله قد أمليته قبل

باب الاقتصار في الاعتكاف على العشر الأوسط والعشر الأواخر من رمضان إذ الاعتكاف كله فضيلة لا فريضة والفضيلة لا تضيق على المرء أن يزيد فيها أو ينقص منها

2220 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى بن سعيد وعبد الوهاب - يعني ابن عبد المجيد الثقفي - قالا: حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي سعيد الخدري قال:

« اعتكفنا مع النبي العشر الوسط من شهر رمضان فلما أصبح صبيحة عشرين ورجعنا فنام فأري ليلة القدر ثم أنسيها فلما كان العشي جلس على المنبر فخطب الناس فذكر الحديث قال: ومن اعتكف مع رسول الله فليرجع إلى معتكفه » 184

باب إباحة الاقتصار من الاعتكاف على العشر الأواخر من شهر رمضان دون العشرين الأولين

2221 - حدثنا أبو الفضل فضالة بن الفضل حدثنا أبو بكر ابن عياش عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة قال:

« كان رسول الله يعتكف في كل رمضان في العشر الأواخر فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف فيه عشرين يوما »

باب الرخصة في الاقتصار على اعتكاف السبع الوسط من شهر رمضان دون ما قبله وما بعده من رمضان

2222 - حدثنا الربيع بن سليمان حدثنا ابن وهب حدثني حنظلة بن أبي سفيان أنه سمع سالم بن عبد الله بن عمر يقول: سمعت أبي يقول:

« جاوز أصحاب النبي السبع الأوسط من رمضان فقال النبي : من كان منكم متحريا فليتحرها في السبع الأواخر » 185

باب المداومة على اعتكاف العشر الأواخر من شهر رمضان

2223 - حدثنا محمد بن الحسين بن تسنيم حدثنا محمد بن بكر البرساني حدثنا ابن جريج أخبرني الزهري عن حديث عروة وابن المسيب يحدث عروة عن عائشة وسعيد عن أبي هريرة

« أن النبي كان يعتكف في العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله »

باب الاعتكاف في شوال إذا فات الاعتكاف في رمضان لفضل دوام العمل

2224 - حدثنا الربيع بن سليمان حدثنا عبد الله بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن يحيى بن سعيد عن عمرة حدثتني عائشة

« أن النبي أراد الاعتكاف فاستأذنته عائشة لتعتكف معه فلما رأته زينب معه فأذنت لها فضربت خباءها فسألتها حفصة تستأذن لها لتعتكف معه فلما رأته زينب ضربت معهن وكانت امرأة غيورا فراى رسول الله أخبيتهن فقال: ما هذا؟ البر يردن بهذا؟! فترك الاعتكاف حتى أفطر من رمضان ثم اعتكف في عشر من شوال »

باب الاعتكاف في السنة المقبلة إذا فات ذلك لسفر أو علة تصيب المرء

2225 - حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد العنبري حدثنا أبي حدثنا حماد عن ثابت عن أبي رافع عن أبي بن كعب

« أن النبي كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان فلم يعتكف عاما فاعتكف من العام المقبل عشرين ليلة » 186

2226 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدي قال: أنبأنا حميد عن أنس بن مالك قال:

« كان النبي يعتكف في العشر الأواخر من رمضان فسافر عاما فلم يعتكف فاعتكف في العام المقبل عشرين ليلة »

2227 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدي قال: أنبأنا حميد عن أنس بن مالك قال:

« كان النبي يعتكف في العشر الأواخر من رمضان فلم يعتكف عاما فلما كان العام المقبل اعتكف عشرين » 187

باب الأمر بوفاء نذر الاعتكاف ينذره المرء في الشرك ثم يسلم الناذر قبل قضاء النذر وإباحة اعتكاف ليلة واحدة في عشر رمضان

2228 - حدثنا أحمد بن عبدة أخبرنا حماد - يعني ابن زيد - حدثنا أيوب عن نافع قال: ذكر عند ابن عمر عمرة رسول الله من الجعرانة فقال: لم يعتمر منها قال: وكان على عمر نذر اعتكاف ليلة في الجاهلية فسأل النبي فأمره أن يفي به فدخل المسجد تلك الليلة - فذكر الحديث.

قال أبو بكر: قد كنت بينت في كتاب الجهاد وقت رجوع النبي إلى مكة بعد فتح حنين وإنما كان اعتكاف عمر هذه الليلة بعد رجوع النبي إعطائها إياه من سبي حنين

2229 - حدثنا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان عن أيوب عن نافع عن ابن عمر

« أن عمر كان عليه نذر اعتكاف في الجاهلية ليلة فسأل النبي فأمره أن يعتكف وكان النبي قد وهب له جارية من سبى حنين فبينما هو معتكف في المسجد إذ دخل الناس يكبرون فقال: ما هذا؟ قالوا: رسول الله أرسل سبي حنين قال: فأرسلوا تلك الجارية »

وقال بعض الرواة: في خبر نافع عن ابن عمر عن عمر قال: إني نذرت أن أعتكف يوما فإن ثبتت هذه اللفظة فهذا من الجنس الذي أعلمت أن العرب قد تقول يوما بليلته وتقول ليلة تريد بيومها وقد ثبتت الحجة في كتاب الله عز وجل في هذا 188

باب إباحة دخول المعتكف البيت لحاجة الإنسان الغائط والبول

2230 - حدثنا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير وعمرة

« أن عائشة كانت إذا اعتكفت في المسجد فدخلت بيتها لحاجة لم تسأل عن المريض إلا وهي مارة قالت عائشة: إن رسول الله لم يكن يدخل البيت إلا لحاجة الانسان وكان يدخل علي رأسه وهو في المسجد فأرجله » 189

باب ترك دخول المعتكف البيت إلا لحاجة الانسان وإباحة إخراج المعتكف رأسه من المسجد إلى المرأة لتغسله وترجله

2231 - أخبرني ابن عبد الحكم أن ابن وهب أخبرهم قال أخبرني يونس ومالك والليث عن ابن شهاب عن عروة وعمرة - بمثل حديث يونس بن عبد الأعلى سواء غير أنه قال: إلي رأسه.

باب الرخصة في ترجيل المرأة الحائض رأس المعتكف ومسها إياه وهي خارجة من المسجد

2232 - حدثنا أبو موسى حدثني محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن هشام بن عروة عن عائشة

« عن النبي أنه كان معتكفا في المسجد فتجيء عائشة فيخرج رأسه فترجله وهي حائض »

باب الرخصة في زيارة المرأة وزوجها في اعتكافه ومحادثتها إياه عند زيارتها إياه

2233 - حدثنا محمد بن يحيى حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن علي بن حسين عن صفية بنت حيي قالت

« كان رسول الله معتكفا فأتيته أزوره ليلا فحدثته ثم قمت فانقلبت فقام ليقلبني وكان مسكنها في دار أسامة فمر رجلان من الأنصار فلما رأيا النبي أسرعا فقال النبي : على رسلكما إنها صفية بنت حيي فقالا: سبحان الله يا رسول الله قال: إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شرا أو قال شيئا »

باب ذكر الدليل على أن النبي إنما بلغ مع صفية حين أراد قلبها إلى منزلها باب المسجد لا أنه خرج من المسجد فردها إلى منزلها

2234 - حدثنا محمد بن يحيى حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرني عن أبي الحسين أن صفية زوج النبي أخبرته

« أنها جاءت النبي تزوره في اعتكافه في المسجد في العشر الأواخر من رمضان فتحدثت عنده ساعة ثم قامت لتنقلب وقام النبي معها ليقلبها حتى إذا بلغت باب المسجد الذي عند باب أم سلمة مر بها رجلان من الأنصار » فذكر الحديث

باب الرخصة في السمر للمعتكف مع نسائه في الاعتكاف خبر صفية من هذا الباب

2235 - حدثنا الفضل بن أبي طالب حدثنا المعلى بن عبد الرحمن الواسطي حدثنا عبد الحميد بن جعفر عن عبيد الله بن أبي جعفر عن أبي معمر عن عائشة قالت

« كنت أسمر عند رسول الله وهو معتكف وربما قال: قالت: كنت أسهر »

قال أبو بكر: هذا خبر ليس له من القلب موقع وهو خبر منكر لولا ما استدللت من خبر صفية على إباحة السمر للمعتكف لم يجز أن يجعل لهذا الخبر باب على أصلنا فإن هذا الخبر ليس من الأخبار التي يجوز الاحتجاج بها إلا أن في خبر صفية غنية في هذا فأما خبر صفية ثابت صحيح وفيه ما دل على أن محادثة الزوجة زوجها في اعتكافه ليلا جائز وهو السمر نفسه 190

باب الافتراش في المسجد ووضع السرر فيه للاعتكاف

2236 - حدثنا محمد بن يحيى حدثنا نعيم بن حماد حدثنا عبد العزيز - يعني ابن محمد - عن عيسى بن عمر بن موسى عن نافع عن ابن عمر

« عن النبي أنه كان إذا اعتكف طرح له فراشه أو وضع له سريره وراء أسطوانة التوبة »

قال أبو بكر: اسطوانة التوبة هي التي شد أبو لبابة بن عبد المنذر عليها وهي على غير القبلة 191

باب الرخصة في بناء بيوت السعف في المسجد للاعتكاف فيها

2237 - حدثنا أحمد بن نصر حدثنا مالك بن سعير حدثنا ابن أبي ليلى عن صدقة - وهو ابن سيار - عن عبد الله بن عمر قال:

« بني لنبي الله بيت من سعف اعتكف في رمضان حتى إذا كان ليلة أخرج رأسه فسمعهم يقرؤون فقال: إن المصلي إذا صلى يناجي ربه فليعلم أحدكم ما يناجيه يجهر بعضكم على بعض يريد إنكار الجهر بعضهم على بعض » 192

باب الرخصة في وضع الأمتعة التي يحتاج إليها المعتكف في اعتكافه في المسجد

2238 - حدثنا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان حدثنا ابن جريج عن سليمان بن الأحول عن أبي سلمة عن أبي سعيد الخدري ومحمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي سلمة عن أبي سعيد الخدري قال:

« اعتكفنا مع رسول الله في العشر الأوسط من رمضان فلما كان صبيحة عشرين ذهبنا ننقل متاعنا فقال لنا: من كان منكم اعتكف فليرجع إلى معتكفه فإني رأيت هذه الليلة فنسيتها وأريتني أسجد في ماء وطين »

باب الخبر الدال على إجازة الاعتكاف بلا مقارنة للصوم إذ النبي قد أمر باعتكاف ليلة ولا صوم في الليل

2239 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى حدثنا عبيد الله ابن عمر عن نافع عن ابن عمر

« أن عمر بن الخطاب سأل النبي عليه السلام فقال: إني نذرت أن أعتكف ليلة في الجاهلية فقال النبي : أوف بنذرك »

باب الرخصة للنساء في الاعتكاف في مسجد الجماعات مع أزواجهن إذا اعتكفوا

2240 - في خبر عائشة - فاستأذنته عائشة لتعتكف منه فأذن لها ثم استأذنت لحفصة - قد أمليت الحديث بتمامه.

باب ذكر المعتكف ينذر في اعتكافه ما ليس له فيه طاعة وليس بنذر يتقرب إلى الله عز وجل

2241 - أخبرني الحسن بن محمد بن الصباح عن الشافعي قال:

ومن نذر أن يعتكف قائما فلا يكلم أحدا ولا يأكل ولا يضطجع على فراش على معنى التقرب بلا يمين جلس وتكلم وأكل وافترش بلا كفارة وإنما يوفى من النذر بما كانت لله فيه طاعة فأما من نذر ما ليس لله فيه طاعة فلا يفي به ولا يكفر أخبرنا مالك بن أنس عن طلحة بن عبد الملك الأيلي عن القاسم بن محمد عن عائشة

« أن رسول الله قال: من نذر أن يطيع الله فليطعه ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصيه »

2242 - قال أبو بكر في خبر ابن عباس:

« أن النبي رأى أبا إسرائيل قائما في الشمس فقال: ما له قائم في الشمس؟ قالوا: نذر أن يصوم وأن لا يجلس ولا يستظل قال: مروه فليجلس وليستظل وليصم فأمره رسول الله بالوفاء في الصوم الذي هو طاعة وترك القيام في الشمس إذ لا طاعة في القيام في الشمس وإن كان القيام في الشمس ليس بمعصية إلا أن يكون فيه تعذيب فيكون حينئذ معصية »

قد خرجت هذا الجنس على الاستقصاء في كتاب النذور

باب وقت خروج المعتكف من معتكفه والدليل على أن المعتكف يخرج من معتكفه مصبحا لا ممسيا

2243 - حدثنا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا عبد الله بن وهب أن مالكا أخبره عن يزيد بن عبد الله بن الهاد عن محمد بن إبراهيم بن الحارث عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي سعيد الخدري

« أنه قال: كان رسول الله يعتكف في العشر الوسط من رمضان فاعتكف عاما حتى إذا كان ليلة إحدى وعشرين وهي الليلة التي يخرج من صبيحتها من اعتكافه قال: من اعتكف معنا فليعتكف في العشر الأواخر » وذكر الحديث بطوله

(آخر كتاب الصوم)
هامش

  1. قال الأعظمي: إسناده صحيح
  2. قال ناصر الدين: إسناده حسن للخلاف في أبو بكر بن عياش
  3. قال الأعظمي: إسناده ضعيف ( لحال تميم مولى أبو رمانة )
  4. قال: إسناده ضعيف. قال البنا في الفتح الرباني: رواه ابن خزيمة في صحيحه والبيهقي بسند جيد. قال ناصر الدين: كلا فإن القيسي قال الدارقطني وغيره: ضعيف وأورده العقيلي قي الضعفاء وساق له حديثين هذا أحدهما ثم قال لا يتابع عليهما
  5. قال الأعظمي: إسناده ضعيف بل موضوع جرير بن أيوب البجلي قال عنه البخاري: منكر الحديث
  6. قال الأعظمي: إسناده ضعيف علي بن زيد بن جدعان ضعيف
  7. قال الأعظمي: إسناده جيد
  8. قال الأعظمي: إسناده حسن
  9. قال الأعظمي: عياض بن غطيف قال في التقريب: مقبول. قال ناصر الدين: إسناده ضعيف وله شاهد لكنه ضعيف جدا كما في الضعيفة 2642
  10. قال الأعظمي: إسناده ضعيف أبو نصر الهلالي مجهول. قال ناصر الدين: قد أسقط جماعة من الثقات أبا نصر من السند وصرح ابن أبي يعقوب بالسماع من رجاء في رواية للنسائي وله شاهد ذكرته في الصحيحة 1937
  11. قال الأعظمي: إسناده صحيح
  12. قال الأعظمي: إسناده صحيح
  13. قال الأعظمي: إسناده صحيح
  14. قال ناصر الدين: إسناده صحيح كما قال المصنف
  15. قال ناصر الدين: إسناده ضعيف أبو مدلة مجهول وهو مولى عائشة لا مولى أبي هريرة كما قال المصنف. وفي الضعيفة 1358 مزيد بيان
  16. قال الأعظمي: إسناده صحيح
  17. قال ناصر الدين: إسناده صحيح على شرط الشيخين
  18. قال ناصر الدين: " عبد الرحمن بن مهدي عن معاوية بن صالح " ساقط من الأصل واستدركته من المسند 6 / 149. ( وعنه رواه أبو داود 2325 ) ومن ابن حبان 3444 والدارقطني ص 227 وقال إسناده حسن أو صحيح ناظرا إلى أن عبد الله بن هاشم وهو الطوسي النيسابوري من شيوخ المصنف ومن المعروفين بالرواية عن عبد الرحمن بن مهدي وقد رواه عبد الله بن صالح أيضا عن معاوية بن صالح عند الحاكم 1 / 432 وعنه البيهقي 4 / 206 وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي. وإنما هو صحيح فقط لأن عبد الله بن أبي قيس ومعاوية بن صالح لم يخرج لهما البخاري وعبد الله بن صالح لم يخرج له مسلم نعم هو على شرط مسلم من طريق ابن مهدي. أقول فكان من الممكن أن يكون شيخ عبد الله بن هاشم الساقط من الأصل هو عبد الله بن صالح لكني لما لم أر من ذكره في شيوخه عدلت عنه إلى عبد الرحمن بن مهدي فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي راجيا ممن كان عنده شيئ من التخقيق أن يتفضل به وله من الله الأجر ومني الشكر. "
  19. قال ناصر الدين: إسناده صحيح
  20. قال ناصر الدين: إسناده صحيح رجاله رجال البخاري غير سماك وهو ابن حرب فهو من رجال مسلم والحديث رواه ابن حبان 3590 من طريق المصنف
  21. قال ناصر الدين: إسناده صحيح على شرط الشيخين
  22. قال ناصر الدين: صحيح لغيره
  23. قال الأعظمي: إسناده صحيح
  24. قال الأعظمي: إسناده صحيح
  25. قال الأعظمي: إسناده صحيح
  26. قال ناصر الدين: إسناده حسن فإن عبد الله بن النعمان وإن لم يعرفه المؤلف إلا من رواية ملازم فقد عرفه غيره من رواية عمر بن يونس أيضا كابن أبي حاتم وقد وثقه ابن معين والعجلي وابن حبان وحسن الترمذي حديثه هذا وقد وجدت له متابعا ذكرته في تخريجي له في الصحيحة كلام المصنف قاله في ترجمة الباب قال: " باب الدليل على أن الفجر الثاني الذي ذكرناه هو البياض المعترض الذي لونه الحمرة إن صح الخبر فإني لا اعرف عبد الله بن النعمان هذا بعدالة ولا جرح ولا أعرف له عنه راويا غير ملازم بن عمرو "
  27. قال الأعظمي: إسناده صحيح
  28. قال الأعظمي: إسناده حسن صحيح
  29. قال ناصر الدين: إسناده ضعيف الحارث مجهول لكن حديث الغداء صحيح له شاهد من حديث العرباض وغيره كما في الضعيفة 1961
  30. قال الأعظمي: إسناده ضعيف زمعة ضعيف
  31. قال ناصر الدين: إسناده صحيح على شرط البخاري
  32. قال الأعظمي: إسناده حسن
  33. قال ناصر الدين: إسناده فيه ضعف محمد بن عبد العزيز قال الحافظ: فيه ضعف وقد تكلموا في صحة سماعه من عمه سلامة وسلامة صدوق له أوهام
  34. قال ناصر الدين: إسناده ضعيف مؤمل هو ابن إسماعيل البصري وهوسيئ الحفظ
  35. قال ناصر الدين: إسناده ضعيف مهران بن أبي عمر سيئ الحفظ. قال الأعظمي: أشار الحافظ في الفتح 4 / 173 إلى هذه الرواية من ابن خزيمة وهي شاذة
  36. قال ناصر الدين: الحديث صحيح فإن هشام بن سعد حسن الحديث وهو وإن كان وهم في الإسناد كما بينه المؤلف لمخالفته الثقات فإن اللفظة التي جاء بها في الأمر بالقضاء لم يتفرد بها فقد جاءت من طرق أخرى يقوي بعضها بعضا كما قال الحافظ في الفتح وقد كنت خرجتها في تعليقي على رسالة الصيام لابن تيمية وفاتني هناك هذا الشاهد الذي ساقه المصنف بعده من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده صرح فيه الحجاج بن أرطاة في بعض الطرق بالتحديث فهو شاهد قوي لا يدع مجالا للشك قي ثبوت هذه الزيادة. خبر الحجاج بن أرطاة قال الأعظمي: إسناده حسن السنن الكبرى للبيهقي 4 / 226 من طريق الحجاج
  37. قال الأعظمي: إسناده صحيح. وحديث البسطامي ومحمد بن يحيى القطيعي قال ناصر الدين: حديث صحيح وقوله في السند: عن أبيه وهم كما قال المصنف وتبعه الحاكم في المستدرك 1 / 426
  38. قال الأعظمي: إسناده صحيح
  39. قال الأعظمي: إسناده صحيح
  40. قال ناصر الدين: إسناده صحيح. وقد أعل بتفرد عيسى بن يونس ويرده الإسناد الذي بعده ولذلك قد أشار ابن تيمية الى تقويته انظر رسالة الصيام
  41. قال ناصر الدين: إسناده صحيح
  42. قال الأعظمي: إسناده صحيح
  43. قال الأعظمي: إسناده حسن
  44. قال الأعظمي: إسناده صحيح
  45. قال ناصر الدين: حديث صحيح والرهاوي ضعيف لكنه متابع في المستدرك 1 / 428 من طريق الربيع بن نافع عن معاوية بن سلام... وصححه على شرط الشيخين
  46. قال الأعظمي: إسناده صحيح
  47. قال ناصر الدين: إسناده صحيح وإعلال المصنف له بالوقف مدفوع بمتابعة عبد الوهاب بن عطاء للمعتمر وبأن له طريقا أخرى عن أبي المتوكل به مرفوعا وبيانه في الإرواء 921
  48. كذا بالأصل ولعله: لم يذكر مزيدا على هذا
  49. قال ناصر الدين: إسناده صحيح كما تقدم
  50. قال ناصر الدين: إسناده صحيح وعلي بن سعيد هو ابن مسروق الكندي وليس صريحا في الوقف بل هو إلى الرفع أقرب لأنه مثل قول الصحابي: أمرنا بكذا ونهينا عن كذا ونحو ذلك فهو مرفوع على الصحيح من أصول الحديث
  51. قال ناصر الدين: إسناده صحيح موقوف ولا ينافي المرفوع
  52. قال ناصر الدين: إسناده صحيح موقوف
  53. قال ناصر الدين: إسناده ضعيف كما بينه المؤلف
  54. قال ناصر الدين: إسناده ضعيف لجهالة صاحب زيد بن أسلم وقد روي من غير طريقه ولا يصح منها شيئ
  55. قال ناصر الدين: إسناده ضعيف كما سبق
  56. قال ناصر الدين: إسناده ضعيف كما سبق
  57. قال ناصر الدين: إسناده ضعيف جدا ابن أبي سبرة هو أبو بكر بن عبد الله بن محمد بن أبي سبرة المدني متهم بالوضع
  58. قال ناصر الدين: إسناده مرسل ضعيف وقد رواه البزار وغيره من طريق أخرى عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عطاء عن أبي سعيد مرفوعا فذكر فيه أبا سعيد وهشام لا يحتج به عند المخالفة وقد خالفه سفيان كما تقدم
  59. قال ناصر الدين: إسناده مرسل أيضا
  60. قال ناصر الدين: إسناده صحيح موقوف
  61. قال ناصر الدين: إسناده صحيح
  62. قال ناصر الدين: إسناده ضعيف لضعف نعيم بن حماد لكن يشهد له ما قبله
  63. قال ناصر الدين: إسناده صحيح موقوف
  64. قال ناصر الدين: إسناده صحيح
  65. قال ناصر الدين: حديث صحيح وإسناده منقطع كما بينه المصنف
  66. قال الأعظمي: إسناده صحيح
  67. قال: إسناده ضعيف لما ذكر المصنف من الجهالة ووهم الحافظ فقال: صححه ابن خزيمة! ثم ذكر له عللا ثلاثة: الجهالة ذكرها المصنف في الترجمة قال " باب التغليط في إفطار يوم من رمضان متعمدا من غير رخصة إن صح الخبر فإني لا أعرف ابن المطوس ولا أباه غير أن حبيب بن أبي ثابت قد ذكر أنه لقي أبا المطوس
  68. قال ناصر الدين: إسناده ضعيف كما سبق
  69. قال ناصر الدين: إسناده حسن للخلاف المعروف في محمد بن عمرو
  70. قال ناصر الدين: إسناده صحيح على شرط مسلم
  71. قال الأعظمي: إسناده صحيح
  72. قال الأعظمي: إسناده صحيح
  73. قال الأعظمي: إسناده صحيح
  74. قال الأعظمي: إسناده صحيح
  75. قال الأعظمي: إسناده صحيح
  76. قال الأعظمي: إسناده صحيح
  77. قال الأعظمي: إسناده صحيح
  78. قال الأعظمي: إسناده صحيح
  79. قال الأعظمي: إسناده ضعيف قال الحافظ في التقريب: مصدع مقبول ولا يوجد له متابع والطاحي صدوق سيئ الحفظ
  80. قال الأعظمي: إسناده صحيح
  81. قال الأعظمي: إسناده ضعيف عاصم بن عبد الله قال عنه البخاري: منكر الحديث
  82. قال الأعظمي: الحديث منكر معمر بن محمد بن عبيد الله منكر الحديث
  83. قال ناصر الدين: إسناده حسن إن كان مكحول سمعه من قبيصة فإنه مدلس
  84. قال الأعظمي: إسناده صحيح
  85. قال: إسناده صحيح
  86. قال الأعظمي: إسناده صحيح
  87. قال ناصر الدين: إسناده صحيح إن كان أبو الزبير سمعه من جابر فإنه مدلس
  88. قال ناصر الدين: إسناده صحيح على شرط مسلم
  89. قال الأعظمي: إسناده صحيح
  90. قال الأعظمي: إسناده حسن كذا قال الهيثمي 3 / 162
  91. قال الأعظمي: إسناده صحيح
  92. قال ناصر الدين: إسناده ثقات لولا أن التنوخي كان اختلط في آخر عمره لكن توبع كما تقدم 2023
  93. قال الأعظمي: إسناده صحيح
  94. قال الأعظمي: إسناده ضعيف. قال ناصر الدين: لكن الحديث صحيح فإنه يشهد له حديث دحية الذي بعده وله شاهد آخر من حديث أنس بن مالك وقد خرجتها كلها وحققت صحة الحديث في رسالة خاصة مطبوعة بعنوان " تصحيح حديث إفطار الصائم قبل سفره بعد الفجر "
  95. قال: إسناده ضعيف منصور الكلبي مستور وانظر التعليق السابق
  96. قال ناصر الدين: إسناده ضعيف لجهالة الواسطة بين أبي قلابة وأنس بن مالك وهو غير الأنصاري خادم رسول الله كما سيبينه المؤلف
  97. قال ناصر الدين: إسناده ضعيف لعنعنة أبي قلابة فإنه مذكور بالتدليس وقد دلت الروايات السابقة أن بينهما قريبا لأنس بن مالك لكن الحديث قوي بالطريق الذي بعده
  98. قال الأعظمي: رواه البخاري في الصوم - 41 مختصرا من طريق ابن أبي مريم. قال ناصر الدين: زكريا بن يحيى بن أبان هذا من شيوخ المصنف الذين لم أقف لهم على ترجمة في شيئ من المصادر التي تحت يدي الآن فقد روى عنه عدة أحاديث مثلا 2052، 2063، 2065 ولذلك فإنه لا يحتمل أن يكون هو زكريا بن يحيى بن إياس كما قيل لاتفاق هذه المواطن على أنه ابن أبان ولأن الحاكم روى أحدها وهو 2063 من طريق المصنف فقال ابن أبان والطبراني روى الحديث 2065 من طريق ابن أبان أيضا
  99. قال الأعظمي: إسناده حسن
  100. قال ناصر الدين: في إسناده ضعف أبو حريز واسمه عبد الله بن الحسين الأزدي صدوق يخطئ
  101. قال الأعظمي: إسناده صحيح
  102. قال ناصر الدين: إسناده صحيح على شرط مسلم وقد أخرجه في صحيحه بهذا الإسناد ولكنه لم يسق لفظه
  103. قال الأعظمي: إسناده ضعيف
  104. قال الأعظمي: إسناده ضعيف
  105. قال ناصر الدين: إسناده صحيح
  106. قال ناصر الدين: إسناده حسن
  107. قال ناصر الدين: إسناده صحيح وأخرجه ابن حبان من طريق المصنف دون الزيادة المدرجة
  108. قال ناصر الدين: إسناده ضعيف قرة بن عبد الرحمن فيه ضعف من قبل حفظه
  109. قال ناصر الدين: حديث صحيح وإسناده ضعيف القاسم بن غصن ضعفه الجمهور لكن رواه ابن حبان من طريق آخر عن أنس وسنده صحيح
  110. قال ناصر الدين: إسناده صحيح
  111. قال ناصر الدين: إسناده ضعيف... لكن يبدو أن الحديث صحيح فإنه من الطريق الآتية رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن محرز ولعله التميمي جار أحمد بن حنبل قال الدارقطني: سمع عيسى بن يزيد بن دأب سمع منه عبد الله أحمد بن حنبل كما في تاريخ بغداد 3 / 287 ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا
  112. قال ناصر الدين: إسناده صحيح وقد أعل بما لا يقدح وصححه الحاكم والذهبي ويشهد له حديث سلمان بن عامر الآتي بعده وهما مخرجان في الإرواء 922 معللين وقد صححهما جماعة
  113. قال ناصر الدين: إسناده ضعيف لجهالة الرباب لكن يشهد له الحديث الذي قبله والجملة الأولى والأخيرة لهما شواهد أيضا
  114. قال ناصر الدين: إسناده صحيح على شرط البخاري
  115. قال ناصر الدين: إسناده حسن بل صحيح لولا عنعنة الحسن وهو البصري فإنه مدلس
  116. قال الأعظمي: إسناده صحيح
  117. علق ناصر الدين على قوله: لا يكون " لم " إلا ماضي بقوله: مراده والله أعلم أن قوله " لم يكتب عليكم صيامه " ينفي أن يكون فرض صيامه فيما مضى من الزمن وعليه فتحمل الأوامر المتقدمة بصيامه على الاستحباب عند المصنف. وفيه نظر إذ يحتمل أن يكون المعنى: لم يكتب صيامه إلى الأبد بل هذا هو الظاهر
  118. قال الأعظمي: رواه مسلم في الصيام - 137 من طريق خالد بن ذكوان ولم يذكر ابن خزيمة الإسناد. تنبيه: علق ناصر الدين على تبويب المصنف بقوله: " هذا جرح مبهم فلا يقبل لا سيما وقد وثقه جمع وحسبه أن الشيخين قد احتجا به
  119. قال ناصر الدين: إسناده ضعيف
  120. قال الأعظمي: إسناده صحيح
  121. قال ناصر الدين: إسناده ضعيف لسوء حفظ ابن أبي ليلى وخالفه عطاء وغيره فرواه عن ابن عباس موقوفا وسنده صحيح عند الطحاوي والبيهقي
  122. قال الأعظمي: إسناده صحيح
  123. قال الأعظمي: إسناده صحيح
  124. قال ناصر الدين: إسناده ضعيف لجهالة العبدي واسمه مهدي بن حرب قال ابن معين وأبو حاتم: لا أعرفه
  125. قال ناصر الدين: إسناده صحيح
  126. قال ناصر الدين: إسناده صحيح على شرط البخاري
  127. قال الأعظمي: إسناده صحيح
  128. قال ناصر الدين: إسناده صحيح رجاله رجال الصحيح
  129. قال الأعظمي: إسناده صحيح
  130. قال ناصر الدين: حديث صحيح لغيره
  131. قال ناصر الدين: إسناده ضعيف لكن يشهد له ما بعده
  132. قال الأعظمي: إسناده صحيح
  133. قال ناصر الدين: إسناده ضعيف ابن الحوتكية - واسمه يزيد - لا يعرف كما قال الذهبي لكن الجملة الأخيرة منه في صيام الثلاثة أيام صحيح يشهد له ما بعده
  134. قال الأعظمي: إسناده حسن
  135. قال ناصر الدين: إسناده حسن للخلاف المعروف في عاصم وهو ابن بهدلة
  136. قال الأعظمي: إسناده صحيح
  137. قال ناصر الدين: إسناده حسن لذاته صحيح لغيره
  138. قال الأعظمي: إسناده ضعيف عبد الرحمن بن إسحاق ضعيف
  139. قال ناصر الدين: إسناده حسن لغيره
  140. قال ناصر الدين: إسناده ضعيف وبيانه في الضعيفة 1332
  141. قال ناصر الدين: إسناده ضعيف أيضا
  142. قال الأعظمي: إسناده صحيح
  143. قال الأعظمي: إسناده ضعيف غير مقبول
  144. قال ناصر الدين: إسناده حسن لولا عنعنة ابن اسحق لكن الحديث صحيح فإن له طرقا أخرى وشواهد
  145. قال الأعظمي: إسناده صحيح
  146. قال الأعظمي: إسناده صحيح
  147. قال الأعظمي: إسناده صحيح
  148. قال: إسناده ضعيف لعنعنة ابن اسحق لكن يقويه الطريق الآتية عن عائشة
  149. قال الأعظمي: إسناده صحيح
  150. قال الأعظمي: إسناده صحيح. علق ناصر الدين على تأويل المصنف بقوله: هذا المعنى غير متبادر من قوله " ضيقت عليه " بل العكس هو الظاهر أي ضيقت عليه تعذيبا له وهذا هو الموافق للأحاديث المتقدمة في النهي عن صوم الدهر وأن من صام الدهر فلا صام ولا أفطر فإذا لم يكن صائما شرعا فكيف يزداد به عند الله طاعة ورفعة وكرامة؟
  151. قال ناصر الدين: إسناده فيه ضعف زرعة بن ثوب أورده ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا
  152. قال ناصر الدين: رجاله ثقات غير عبد الله بن عمرو القاري فلم أجد من وثقه وقال الحافظ مقبول يعني عند المتابعة ثم رأيته ذكر في التعجيل أن ابن حبان ذكره في الثقات وأن مسلما أخرج له والحديث أخرجه أحمد 2 / 348 ثنا سفيان به فالسند صحيح وتابعه محمد بن بن جعفر المخزومي عن أبي هريرة أخرجه أحمد 2 / 392
  153. قال الأعظمي: إسناده ضعيف أبو بشر مجهول
  154. قال ناصر الدين: إسناده صحيح
  155. قال الأعظمي: إسناده ضعيف
  156. قال ناصر الدين: إسناده حسن
  157. قال الأعظمي: إسناده صحيح
  158. قال ناصر الدين: إسناده ضعيف مرثد وهو ابن عبد الله الزماني قال الذهبي: فيه جهالة ذكره العقيلي وقال لا يتابع على حديثه وما روى عنه سوى ولده مالك. وأخرجه أحمد 5 / 171 والحاكم والبيهقي 4 / 307 وصححه الحاكم والذهبي على شرط مسلم وهو من أوهامهما فإن مالكا وابنه لم يخرج لهما مسلم شيئا مع جهالة الأب كما تقدم
  159. قال ناصر الدين: إسناده ضعيف لجهالة مرثد كما تقدم في الذي قبله
  160. قال الأعظمي: إسناده صحيح
  161. قال الأعظمي: إسناده صحيح
  162. قال ناصر الدين: إسناده صحيح إن كان سلم بن جنادة حفظه فإنه ثقة ربما خالف كما قال الحافظ وعبد الملك هو ابن أبي سليمان العزرمي وابن إدريس اسمه عبد الله
  163. قال الأعظمي: إسناده حسن
  164. قال ناصر الدين: إسناده صحيح على شرط البخاري
  165. قال ناصر الدين: إسناده على شرط مسلم وقد أخرجه في حديث اعتزاله نساءه الطويل من طريق آخر عن عمر بن يونس
  166. قال ناصر الدين: إسناده صحيح على شرط البخاري
  167. قال ناصر الدين: حديث صحيح وإسناده حسن لولا عنعنة ابن اسخق لكنه قد صرح بالتحديث في رواية أحمد وأخرجه هو ومسلم من طريق آخر
  168. قال الأعظمي: إسناده حسن
  169. قال ناصر الدين: حديث صحيح وهو مخرج في الصحيحة 1471
  170. قال الأعظمي: إسناده ضعيف
  171. قال ناصر الدين: حديث صحيح لشواهده كما سبق
  172. قال ناصر الدين: إسناده حسن لذاته صحيح لغيره
  173. قال ناصر الدين: إسناده حسن وبيانه في الصحيحة 2205
  174. قال ناصر الدين: إسناده ضعيف عقبة بن أبي الحسناء مجهول كما قال ابن المديني وأبو حاتم
  175. قال ناصر الدين: إسناده حسن لغيره فقد صرح ابن اسحق بالتحديث عند أبي داود 1380 وابن عبد الله بن أنيس اسمه ضمرة
  176. قال الأعظمي: إسناده ضعيف ومعناه ثابت
  177. قال الأعظمي: إسناده حسن
  178. قال الأعظمي: إسناده حسن أبو الزهراوية صدوق أخرجه الإمام أحمد في المسند ( الفتح الرباني 10 / 285 ) وقال البنا: لم أقف عليه لغير الإمام أحمد وسنده جيد
  179. قال الأعظمي: إسناده صحيح
  180. قال الأعظمي: ذكر الحافظ في الفتح 4 / 252 هذه الرواية وقال: ذكره ابن عبد البر وفيه مسلم بن خالد وهو ضعيف. وقال عنه في التقريب: فقيه صدوق كثير الأوهام... ويفهم من رواية البخاري أنه كان بعض الناس يصلون التراويح جماعة قبل جمعهم عمر على أبي بن كعب ( البخاري: صلاة التراويح - 1 )
  181. قال ناصر الدين: إسناده صحيح والتستري هو علي بن سعيد بن جرير النسائي مات سنة 56 أو 57 ومائتين
  182. قال ناصر الدين: إسناده صحيح على شرط الشيخين
  183. قال ناصر الدين: إسناده صحيح لولا عنعنة المطلب بن عبد الله وهو المخزومي قال الحافظ: كثير التدليس والإرسال
  184. قال ناصر الدين: إسناده حسن
  185. قال ناصر الدين: إسناده صحيح
  186. قال الأعظمي: إسناده صحيح
  187. قال الأعظمي: إسناده صحيح
  188. قال ناصر الدين: إسناده صحيح على شرط مسلم
  189. قال الأعظمي: إسناده صحيح
  190. قال ناصر الدين: إسناده ضعيف جدا آفته المعلى بن عبد الرحمن الواسطي فإنه متهم بالوضع كما في التقريب ولذلك استنكره المصنف رحمه الله
  191. قال ناصر الدين: إسناده ضعيف نعيم بن حماد ضعفه بعضهم بل اتهمه بعضهم
  192. قال الأعظمي: إسناده حسن لغيره ابن أبي ليلى ضعيف من قبل حفظه وصدقة مجهول لكن له شاهد من رواية أبي سعيد الخدري انظر الفتح الرباني 3 / 202
صحيح ابن خزيمة
كتاب الوضوء | كتاب الصلاة | كتاب الإمامة في الصلاة | كتاب الجمعة | كتاب الصيام | كتاب الزكاة | كتاب المناسك