صح قولي إن السماع دواء

صح قولي إن السماع دواء

​صح قولي إن السماع دواء​ المؤلف عبد الغني النابلسي


صح قولي إن السماع دواء
لجميع الأمراض فيه شفاء
لكن النفع عند أصحاب ذوق
وطباع سليمة لا جفاء
ينشط المرء من عقال إذا ما
صرخ الناي حيث راق الغناء
فاستمع يا نديم إن كنت مثلي
مطلق الحال ليس فيه خفاء
وتنصت للدف والعود لما
يتوالى عليهما الإطراء
والذي يلتهي بذلك غرّ
ليس يدري ما ذلك الإيحاء
هو سرّ يبدو من الغيب جهر
لقلوب الرجال فيه انتشاء
يسكر العقل بالذي منه يبدو
فتفيض العلوم والأنباء
إن علم الإله يملأ قلبا
فارغا عنه زالت الأشياء
وهو قلب للعرافين صحيح
صقلته عناية واهتداء
ملأ الله منه كل البرايا
والبرايا قد عمهنّ الفناء
عدم كله وربي وجود
هم له العرش فوقه الاستواء
يتجلى بنا ونحن شهود
باطل نحن كلنا وانمحاء
لكن لقدرةا القديمة أبدت
لانتقاء لنا وفيها البقاء
منه طفل ورحمة شملتنا
وعطاء ورأفة واعتناء
دار كاس السماع منه علينا
فيه للكشف والتجلي احتواء
فإذا دندن الرباب أجابت
نغمة الدف فاستقر العناء
وصريخ النايات قد شاكلتها
نقرات للطبل فيها الهناء
قم تأمل وزد بربك علما
ماله في علومهم إكفاء
كل علم مما سوى الله جهل
فتنت في الورى به الجهلاء
غير علم الإله ما هو علم
إنما الظنّ ذاك والادّعاء
ولهذا ترى التكبر فيمن
علمه الكون وهو شيء هباء
والذي يعرف الإله تراه
دام فيه تواضع وانحناء
حاصل الأمر كله ليس غير ال
علم بالله أهله العلماء
هكذا جاءنا الكتاب وجاءت
سنة المصطفى وتم الوفاء