الحديثة وتنوعت، وارتفع مستوى البحث والتصنيف في هذا المضمار، حتى ساوى في بعض الأحيان أرفعَ ما وصل إليه العمل في جامعات الغرب، وشعر زملاؤنا في الغرب بهذا الارتفاع في المستوى واعترفوا به، فأشركونا في العمل العلمي الإجماعي، كلًّا في حقل اختصاصه، ومن يقلِّب صفحات الموسوعة الإسلامية في طبعتها الأولى ويقارنها بطبعتها الثانية؛ يلمس لمس اليد كثرة العلماء العرب الذين يشتركون اليوم في إخراج هذه الموسوعة في طبعتها الحالية.
ولكن التاريخ سلسلة متسلسلة، فلا سبيل إلى فهم دور من أدواره دون الالتفات إلى ما سبقه من حوادث وأحداث، وحاضرنا لا يزال مدينًا بنوع خُصوصي إلى حضارة اليونان والرومان وفكرهم وفنهم. ومن هنا اهتمامنا بعصر أوغوسطوس قيصر وخلفائه الأقربين، ومع أننا نقدر جهود زملائنا في جامعاتنا العربية في هذا المضمار حق قدرها، فإنه لا يسعنا إلَّا أن نلفت أنظار من يعنيهم الأمر بأن ما فعَلْناه وبذلناه في تاريخ اليونان والرومان لا يزال ضئيلًا جدًّا، وأنه لا بد من مضاعفة الجهود لإعطاء هذه العصور العظيمة في تاريخ الحضارة المنزلةَ اللائقة بها، إِنْ من حيث التفرُّغ لها في الجامعات، أو من حيث الوقت المخصَّص لتدريسها في الدورتين الابتدائية والثانوية وفي الكليات العالية.
أسد رستم
عن رأس بيروت