صفحة:آثار البلاد وأخبار العباد.pdf/48

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
449

المثل في الوفاء. وقال السموأل :

بنى لي عاديا حصنا حصينا
وماء كلّما شئت استقيت
رفيعا تزلق العقبان عنه
إذا ما نابني ضيم أبيت
وأوصى عاديا قدما بأن لا
تهدّم يا سموأل ما بنيت
وفيت بأدرع الكنديّ إني
إذا ما خان أقوام وفيت


أجأ وسلمى


جبلان بأرض الحجاز وبها مسكن طيّء وقراهم. موضع نزه كثير المياه والشجر. قيل : أجأ اسم رجل وسلمى اسم امرأة كانا يألفان عند امرأة اسمها معروجا فعرف زوج سلمى بحالهما فهربا منه فذهب خلفهما وقتل سلمى على جبل سلمى وأجأ على جبل أجأ ومعروجا فسميّت المواضع بهم وقال الكلبي : كان على أجأ أنف أحمر كأنّه تمثال إنسان يسمّونه فلسا كان طيّء يعبدونه إلى عهد رسول الله فلمّا جاء الإسلام بعث رسول الله عليّ بن أبي طالب في مائة وخمسين من الأنصار فكسروا فلسا وهدموا بيته وأسروا بنت حاتم.

ينسب إليها أبو سليمان داود بن نصير الطائي الزاهد العابد ؛ قيل إنّه سمع امرأة عند قبر تقول :

مقيم إلى أن يبعث الله خلقه
لقاؤك لا يرجى وأنت قريب
تزيد بلى في كلّ يوم وليلة
وتبقى كما تبلى وأنت حبيب

كان ذلك سبب توبته. وقيل : إنّه ورث من أبيه أربعمائة درهم أنفقها ثلاثين سنة وصام أربعين سنة ما علم أهله أنّه صائم. وكان حرّازا يأخذ أوّل النهار غداءه معه إلى الدكان ويتصدّق به في الطريق ويرجع آخر النهار يتعشّى في بيته ولا يعلم أهله أنّه كان صائما. وكان له داية قالت : يا أبا سليمان أما تشتهي الخبز؟ قال : يا داية بين أكل الخبز وشرب القنيت أقرأ خمسين آية! وقال حفص بن عمر الجعفي : إن داود الطائي مرّ بآية يذكر فيها النار فكرّرها في ليلة مرارا فأصبح مريضا فوجدوه مات ورأسه على لبنة سنة خمس وستّين ومائة في خلافة المهدي.

وينسب إليها أبو تمام حبيب بن أوس الطائي الشاعر المفلق فاق على كلّ من كان بعده بفصاحة اللفظ وجزالة المعنى ؛ قيل إنّه أنشد قصيدته في مدح المعتصم :

ما في وقوفك ساعة من باس
تقضي ذمام الأربع الدّرّاس

فلمّا انتهى إلى المديح قال :

إقدام عمرو في سماحة حاتم
في حلم أحنف في ذكاء إياس