صفحة:آثار البلاد وأخبار العباد.pdf/50

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
51
تبغي أذاها وإعسارها
وحولك غوث وأنعامها
وإنّا لنطعم أضيافنا
من الكوم بالسّيف نعتامها

وأمرني ببعير لك فدونكه! فأخذه وركبه وذهب مع أصحابه.

وقال ابن دارة لمّا مدح عديّا :

أبوك أبو سفّانة الخير لم يزل
لدن شبّ حتّى مات في الخير راغبا
به تضرب الأمثار في النّاس ميّتا
وكان له إذ كان حيّا مصاحبا
قرى قبره الأضياف إذ نزلوا به
ولم يقر قبر قبله قطّ راكبا


ارام


مدينة بأرض الهند فيها هيكل فيه صنم مضطجم يسمع منه في بعض الأوقات صفير فيرى قائما فإذا فعل ذلك كان دليلا على الرخص والخصب في تلك السنة وإن لم يفعل يدلّ على الجدب والناس يمتارون من المواضع البعيدة ذكره صاحب تحفة الغرائب.

البحرين


ناحية بين البصرة وعمان على ساحل البحر بها مغاص الدرّ ودرّه أحسن الأنواع وينتقل إليها قفل الصدف في كلّ سنة من مجمع البحرين يحمل الصدف بالدرّ بمجمع البحرين ويأتي إلى البحرين ويستوي خلقه هاهنا وإذا وصل قفل الصدف يهنىء الناس بعضهم بعضا وليس لأحد من الملوك مثل هذه الغلّة ومن سكن بالبحرين يعظم طحاله وينتفخ بطنه ولهذا قال الشاعر :

ومن سكن البحرين يعظم طحاله
ويعظم فيها بطنه وهو جائع

وبها نوع من البسر من شرب من نبيذه وعليه ثوب أبيض صبغه عرقه حتى كأنّه ثوب أحمر.

ينسب إليها القرامطة أبو سعيد وأبو طاهر خالفوا ملّة الإسلام وقتلوا الحجّاج ونهبوا سلب الكعبة وخروجهم سنة خمس وسبعين ومائتين في عهد المعتمد بن المتوكّل وقلعوا الحجر الأسود وأخذوه وبعث إليهم الخليفة العبّاس بن عمرو الغنوي في عسكر كثيف قتلوا الجميع وأسروا العبّاس ثمّ أطلقوه وحده حتى يخبر الناس بما جرى عليهم والحجر الأسود بقي عندهم سنين حتى اشتراه المطيع بالله بأربعة وعشرين ألف دينار وردّه إلى مكانه.

حكي أن بعض القرامطة قال لبعض علماء الإسلام : عجبت من عقولكم! بذلتم مالا كثيرا في هذا الحجر فما يؤمنكم انّا ما أمسكناه ورددنا إليكم غيره؟ فقال العالم : لنا في ذلك علامة وهي أنّه يطفو على الماء ولا يرسب!فألقمه الحجر.

بدر


موضع بين مكّة والمدينة بها الواقعة المباركة التي كانت بين رسول الله صلّى الله عليه وسلّم والمشركين وحضر فيها الملائكة والجنّ والانس والمسلمون كلّهم. وبها بئر ألقي فيها قتلى المشركين فدنا منها رسول الله عليه السلام وقال : يا عتبة يا شيبة هل