صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/128

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- 116 - الاول ولا تصريح الثاني بمغير مثقال ذرة من نظام الدنيا ولا بمبدل من شيمة هذه الحياة الارضية وخلقها ـ ولا بناف هذه الحقيقة المرة الاليمة وهي ان العقل ما زال ولن يزال بحكم ناموس الحياة وتركيبها وفطرتها اندر الاشياء فيها كما ان المواطف والشهوات ما زالت ولن تزال اكثر الاشياء كمية وأشدها تفشياً وانتشاراً وان هذا الناموس الازلى (وليس لنا معشر البشر العجزة الضعاف أن نعارض فيه ونطاعن ـ وما ذا تجدى المطاعنة والمعارضة ـ بل كل ما علينا هو أن نتقبله على علاته ونستثمره جهد طاقتنا ) هو مصدر ما تنطوى عليه الدنيا من الظلم والطغيان والشرور والمصائب والشقاء والبؤس ـ بالدليل الواضيع البين وهو ان العواطف والشهوات هي بطبيعتها سفلية جهنمية ومنها يتكون الجزء الدنس القذر الخبيث من هيكل الحياة(وهو الجزء الاعظم) كما ان العقل هو بطبيعته سماوى الهي ومنه يتكون الجزء الطاهر النقي من هيكل الحياة ( وهو الجزء الاصغر ) . وهو توزيع قد رأنه القدرة الالهية مناسباً لنظام هذه الحياة الارضية التي لم الله سبحانه وتعالى أن تكون فردوساً أو ملكوتا أعلى أو مقام يرد قديسين وابرار ـ بل أرادها أن تكون ( كما أنبأننا الكتب السماوية ) دار توبة وندامة وتكفير عن جناية ابوينا الخاطئين - .