صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/131

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۱۱۹ - عجز ذلك الذهن وقصوره اذا زدته ضعفا باستثارتك عواطف الرجل وشهواته وتسليطها على ذلك الذهن الضعيف من اصله . ومن ثم ترى أن العامة والصبيان والنساء في كل أمة يكونون لتغلب العواطف فيهم على العقل وامتلائهم بالشهوات النارية أشبه شيء بمخازن البارود ومعامل الذخيرة ، وهذه المزية العظيمة لاتخفى بالطبع على عشاق المعارضة في كل أمة فهم كالصياد يعرف مسارح الظباء ومسانحالمها وكالمنتجع يهتدى الى مساقط الغيث ومنابت الكلأ . أقول أن زعماء المعارضة يعرفون مواضع تلك العناصر الملتهبة والمواد المفرقعة من قلوب العامة والصبيان والنساء فما هو الا أن يرسلون عليها شرارات مما نجيش به صدورهم حتى تشتعل فنتأجج . فالى زعماء المعارضين اللاعبين بألباب الصبية والنساء والعامة تقول : اتقوا الله في عقول اضعفتها الطبيعة لاتزيدوها ضعفا واتقوا الله في احلام خففتها الطبيعة لا تزيد وها خفة وطيشا وراقبوا الله في عواطف و احساسات قابلة للاتهاب بفطرتها لانضر موها على اربابها وعلى البلاد نارا حامية . واخشوا الله أن يراكم تسلمون من قلوب أولئك البسطاء سيوف عواطفهم وشهواتهم