صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/165

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۱۵۳ والضجر وسجون الهم والشقاء . ماذا يستفيد العالم من أولئك المتشائمين الذين لا يبرحون يبصرون في كبد السماء فوق رؤوسهم كوكبا أسود يتخلل لألاء الضياء والسحب البهيجة الالوان . وربما احتجب آوانة وراء مايمر دونه من أمواج النور ولكنه لا يلبث أن يعـود ظاهراً أقبح ما كان وأشد سوادا . وعلى خلاف ذلك التفاؤل فانه منبع الحول والقوة والباعث المحرض على السعي والعمل . وعندى ان الرجل الذي لا يجعل همه تحبيب الحياة والطبيعة الى الناس باظهارها لانظارهم في أحسن صورة وأجمـل مظهر كان موته خيراً من بقائه . وعدمه أنفع من وجوده التشاؤم مرض والتفاؤل صحة . والصحة شريطة العقل وأساس الحكمة . والابتهاج آية ذلك وامارته . والبر الكريم والاريب اللبيب هو من حرك فيك نسيم الامل واشعر قلبك روح الثقة وبر داليقين وعتقك من رق اله.. لامن أذاقك مرارة الجزع وجريك غصة الكرب واشعر فؤادك ذل الخوف ومضاضة اليأس . وانما كان الابتهاج والانشراح وسيلة النجح وسبب الفوز