صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/17

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٥

من مزدحم الافكار والعواطف بما يأبي الا التدفق على اسلات الالسن و الافلام لعجز اربابه عن حبس طوفانه في أوعية صدورهم ودفن نيرانه في حنايا ضلوعهم. وكذلك الكلمة الحارة هي كالدمعة الحارة ان نفثت أراحت وفرجت، وان كتمت امضت وارمضت فهي مدفونة في الجنان – اخبث داء ، ومنطلقة من اللسان – انجع دواء . ورب كلمة خزنت في الضمير فكانت منية صاحبها وآخرين . وكلمة لفظت فكانت حياة صاحبها ومنجاة ملايين فبديهى بعد ما تقدم ان اصبح كغيرى ممن تصدوا للكتابة عن عصور النهضات يأبى ضميرى إلانفث ما يجول به ويزدحم من سوانح الفكر والخواطر عما يبدولى من حوادث هذا العصر ومآثر رجاله وابطاله . وسأتوخى في كتابتى ان شاءالله وصف الواقع لا اقل ولا اكثر ونعت الحقيقة جهد طاقتي محاولا ان اكون في ذلك كالمرآة المنبسطة تعكس صورة الأشياء كما هي دون ادنى تحوير او تبديل وليس كالمرآة المحدبة او المقعرة التي تعكس شبح الشيء مفرغا في قالبها المشوه – وان اجمل من مخيلتي مازا ومعبرا للحقائق ليس الا – تدخل من أحد طرفيه وتخرج من الآخر ثابتة على