صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/178

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

-177- بالفضل والاعتراف بالجميل ؟ أم هي برودة الحقد والكراهية قد جمدت ينابيع الاريحة والشعور في قلوب الناس وعصفات الضغينة والبغضاء القارة القارسة قد ثلجت انهار الاحساس في نفوسهم . فوقف تيارها وانحبس فيضها . ان أس الفضل والكرم والنبل والشرف والبر والمروءة في هذه الحياة هي شكر النعمة والاعتراف بالجميل وان أصل الرذائل ومصدر الخبائث وينبوع المنكرات والمفاسد وعنوان الضعة والخسة وشعار اللؤم والنذالة وعلامة الغدر والفجور هو كفران النعمة ونكران الجميل . ومن ثم ما نراه ملأ الكتب المقدسة من كثرة الحض على شكر الاء الله ونعمائه والنهي عن جحودها ونكرانها مع شدة غنائه عز وجل عن ثناء العباد وعدم تأذيه او تأثره ـ سبحانه و تعالى ـ بنكر انهم وجدودهم ولكنه علم - عز شأنه ـ ان الشكر مصدر الخير كله فحث عليه ، وان الكفران منبع الشر أجمع فنهى عنه « وقد قال الحكماء : الأصل في الدنيا انها هيكل ومعبد يقوم فيه الناس بتقديس شيء واحد ألا وهو « حضرة الرجل الفاضل « المخلص الهمام ، وشكر ما يسدى اليهم من غر آلائه . وجزيل نعمائه . اجل ان هذه الدنيا لتنطوي على شيء واحد ـ هو الجدير