صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/260

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

– ٢٤٨ ا كرامة" فانها مدينة لهذه النهضة على الخصوص لمعونة بريطانيا العظمى ومشورتها ان المصريين سلموا من المداخلة الأجنبية واعينوا على انشاء نظام اداري وانه وقد تدرب عدد كبير منهم على ادارة الأمور والحكم واطرد نمو مقدرتهم ونجحت ماليتهم نجاحاً فوق المنتظر وقد قامت سعادة جميع الطبقات على أسس ثابتة . وفي هذا التقدم السريع لم يكن هناك ظل للاستغلال أن بريطانيا العظمى لم تطلب لنفسها ربحاً ماليا أوامتيازاً تجارياً والأمة المصرية قد جنت كل ثمار مشورة بريطانيا العظمي ومساعدتها لها . أن نشوب نار الحرب بين الدول الأوربية العظمى سنة 1914 زاد بالضرورة عرى الائتلاف ثوثيقاً بين الأمبراطورية البريطانية ومصر . ولما انضمت الدولة العثمانية الى جانب المانيا في الحرب لم يكن أثر ذلك قاصراً على تهديد المواصلات البريطانية وحدها بل كان مهدداً لها ولاستقلال مصر على السواء تهديدا عاجلا فكان اعلان الحماية على مصر اعترافاً بهذه الحقيقة وهي أنه لا يمكن دفع الخطر عن الامبراطورية البريطانية ومصر ما الا بعمل مشترك تحت قيادة واحدة . كان تساع نطاق الحرب بدخول تركيا فيها السبب في قتل وتشويه آلاف من رعايا جلالة الملك من الهندواستراليا ونيوزيلاندومن رجال بريطانيا العظمي أيضاً وقبورهم في غاليبولى وفلسطين والعراق شاهدة على الجهد العظيم الذي كابدته شعوب الأمبراطورية البريطانيه بسبب دخول تركيا . قد اجتازت مصر هذه المحنة دون أن يمسها ضرر بفضل جهود من بعثت تلك الشعوب من الجنود . فكانت خسائر مصر طفيفه ولم يزددينها وثروتها لآن أعظم مما كانت قبل الحرب في حين أن الكساد الاقتصادي قد اشتدت وطأته على أكثر البلدان الأخرى . فليس من الحكمة أن بهم ت