صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/43

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٣١

ولكن اذا جاء دور العمل وواجهتنا الحقيقة المرة الاليمة وتبادر الرجال لتذليل هذه الحقيقة وفك معضلتها والاخذ بناصيتها والقبض على زمامها واستثمارها لمنفعة البلاد وصالح الاوطان - ورأيت رجال النظريات المستحيلة والمنطق الاجوف برسلمون سهامه الطائشة على هيكل تلك الحقيقة فنزل من فوق سطحها وتنزلق عن اديمها الاملس الذي كانه جلدة الافعى وكذلك تستمر افعى الحقيقة سائرة في طريقها سليمة مصححة كاهدا ما كانت وانعم بالا ـ إذا كان هذا هو قصارى زمرة الخياليين التشدقين ذوى المنطق الاجوف ـ ثم جاء دور ثروت باشار أيت ذلك الرجل العملي قد هاجم افعى الحقيقة وساورها وقبض على ناصيتها واخذ بكظمها وطفق يعالجها أشد علاج ويصارعها اعنف صراع ليرى أهو أم هي أشد بأسا واصعب مراساً ـ يجالدها ويكافحها بقوة جنانه أعنى بقوة جلده ومنابرته في أمل ورجاء بل في استيئاس واستماتة وصبر لا ينفذ وايمان عميق وذكاء متوقد

كل هذه القوى العقلية والخلقية تبرز من مكامنها حينها يصارع ثروت باشا ( أو غيره من عظماء رجال العمل ) أفعوان الحقيقة ـ وفي هذه المعركة وحدها ـ وعند هذا الصراع فقط - يمكننا أن نقيس مقدار همة الرجل ونزن مبلغ كفاءته وقدرته .