صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/47

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

-- -- - الا بدأت فيها حركة مباركة نحو ائتلاف العناصر المتنافرة والتوفيق بين القوى المتضاربة واستبقاء النافع واسقاط الضار من الاسباب والعوامل ـ حتى ترى الفوضى سائرة الى النظام والثورة الى الهدوء والضجيج الى السكينة وتبصر مكان الجدب والعقم الانتاج والاثمار ـ فتوفن محسن المآل والعاقبة» ولا جرم ، فما من فوضى تقيم في وسطها روحا عاية نبيلة الا آلت الى النظام والخير والفلاح بفضل ذلك ، هذا وان الطبيعة تحب النظام وتبغض الفوضى ولا تطيقها ولا تحتملها ولا تصبر عليها الاريثما تهيء لها روحاً سامية تعالج بها شرها وتزيل خطرها . وهذا الكوكب الارضي النبيل المقدس الذي نعيش فيه وتتقلب مهما طال صبره على مروجي الهرج والفوضى فهو في النهاية لا يطيقهم ولا يلبث ان يريح نفسه منهم . وهذا من أشد ضرورات العالم اذ كانت سنته الصلاح والرقى وكانت مادة الخير فيه أكثر من مادة الشر وكان الحق فيه متغلبا على الباطل وأي خير في الفوضى الا اذا أصبحت تتجه نحو النظام وأي بركة في النورات السياسية الا اذا تولى المصلحون تنظيمها برسم الخطط والبرامج العملية . أي ثروت: ابها الرجل الحازم البصير ! لقد قذفت بك الطبيعة