مسعود ، وألزم أهل المدينة بحضور المسجد خوف الإغارة
من العدو لقربهم . فيا لبثوا إلا ثلاثاً حتى طرقوا المدينة
ليلاً ، وخلفوا بعضهم بذي حُسًى [1] ليكونوا لهم رداءً[2]
فوافوا ليلاً الأنقاب ، وعليها المقاتلة فمنعوهم خارج
المدينة وأرسلوا إلى أبي بكر بالخبر فخرج إليهم جيش
المدينة واتبعوهم حتى إذا كانوا بذی حسًی خرج إليهم
اصحاب طليحة بقرب قد نفخوها وفيها الحبال
فدهدهوها [3] على الأرض فنفرت إبل المسلمين وهم عليها
ورجعت بهم إلى المدينة ، ولم يصرع مسلم . وظن الكفار
بالمسلمين الوهن ثم انضم إلى رجال طليحة غيرهم من
أصحابه ، وبات أبو بكر بالمدينة يعبي الجيش ثم خرج
ليلاً يمشي وعلى ميمنته النعمان بن مقرِّن وعلى ميسرته عبد
بن مقرن وعلى الساقة سويد بن مقرِّن . فما طلع
الفجر إلا وهم والعدو على صعيد واحد، فقاتلها
المسلمون حتى ولوا مدبرین ، واقتفى أثرهم أبو بكر
حتى نزل بذي القَصَّة[4]. وكان ذلك أول الفتح فوضع
بها الحامية وعليها النعمان بن مقرِّن ، وحلف أبو بكر