صفحة:أدباء العرب في الأعصر العباسية.pdf/100

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

42 اقيهم وظل يتنقل من بلد إلى آخر مستخفياً عن اعين الخلفاء حتى مات . و كان الشراة والصعاليك يلقونه فلا يؤذونه ويؤاكلونه ، ويشاربونه ورېرونه . وكان اذا وضع طعامه وشرابه ، ودعاهم اليه ، ودعا بغلاميه نفنف و شعف ، وكانا مغنيين ، فاقعدهما يغنيان ، وسقاهم وشرب معهم ، وانشدهم مونه يحدثنا الرواة ان دعملًا قصد مالك بن طوق امير الجزيرة ، ومدحه فلم يرض ثوابه، فخرج عنه غاضباً، وهجاه فافحش فيه القول ، فطلبه مالك فهرب فاتي البصرة، وعليها اسحق بن العباس بن محمد العباسي ، وكان قد بلغه هجاء دعبل للنزارية تعصباً للقحطانية . فقبض عليه ، ودعا بالنطع والسيف ليضرب عنقه . فحلف بالأيمان المحرجة انه لم يقلها ، وان عدوا له قالها ونسبها اليه ليغري بدمه . وجعل يتضرع اليه ، ويقبل الارض ويبكي بين يديه . فرق له وقال : « أما اذا اعفيتك من القتل ،فلا بد من ان أشهرك . » ثم دعا له بالعصي ، فضربه حتى ساح . وأمر به فألقي على قفاه ، وفتح فمه فرد سلحه فيه ،والمقارع تأخذ رجليه،فما رفعت عنه حتى بلع سلحه سکله . ثم خلاه فهرب الى الأهواز E وبعث مالك بن طوق رجلًا حصيفاً مقداماً ،و أعطاه سما وامره ان يغتاله كيف شاء ، واعطاه عشرة آلاف درهم . فلم يزل يطلبه حتى وجده في قرية من نواحي السوس ، فلغتاله في وقت من الأوقات بعد صلاة العتمة،فضرب ظهر قدمه بهگاز لها زج " مسموم . فمات من الغد ، ودفن بتلك القرية ، وقيل بل حمل الى السوس فدفن فيها . وكانت وفاته في اواخر خلافة المتوكل ا الشراة : الخوارج . الزج : الحديدة التي في اسفل العكاز م خلافة المتوكل من سنة ۸٦٧ – ٨٦١ م و ۲۳۲ – ۳۶۷ ۵ -