صفحة:أدباء العرب في الأعصر العباسية.pdf/13

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

فيأنف ان يزوجهم بناته، وهو لا يتورع من التسري والاستمتاع بنسائهم . وساءهم ان يروا من خلفاء بني امية ايثاراً للعرب، وتعصباً على العجم . فقد كان المولى يساق الى الحرب ماشياً، لا يعطى غنيمة ولا فينا . فلا غرو ان يتولد في نفسه كره شديد العربي، ويتمنى زوال ملكه ، ويكيد للعرش الاموي من دوره و استبداده فمن هنا نشأ حزب الشعوبية يضم اليه ابناء الامم المقهورة ، متحدين على بغض العرب و التنقص منهم ، وذكر مثالبهم ، وتفضيل العجم عليهم . ولكنهم كانوا ضعافا في شباب الدولة الاموية فلم يرتفع لهم صوت حتى آنسوا الضعف في جسمها ، و الانحلال في أعضائها، فعندوا العباسيين على امل ان يكونوا لهم خيراً من الامويين وایقی شرف الأموين واهما لم كان العهد الاموي عهد ثورات وحروب، فلم يبت خلفاؤه ليلة الا على عصيان يتأهبون لقمعه ، او على مكيدة يحاولون ردها . و كان لهم في بدء امرهم من القوة والسلطان ما مكنهم من نحور اعدائهم . ولكن لم يلبثوا ان تسلل الضعف اليهم لتفاقم الثورات من جهة ، ثم لانفاسهم في الترف من جهة اخرى . فانهم انصرفوا الى اللهو والحمر والمجون . واصبحوا لا يهتمون بتأييد سلطانهم ولا يعنون بانتقاء عمالهم فان هشام بن عبد الملك و لى نصر بن سيار اعمال خراسان، وهو يعلم ان عصبيته فيها ضعيفة ، وان خراسان لا يضطلع بامرها الا من كان قوي العشيرة . فكانت ولايته عليها شؤماً و وبالا ، فقد اجتمعت عليه افناء اليمن وربيعة،وحاربته لانحيازه إلى المضربة . وربا ولي العامل عملا باشارة جارية، أو مكافأة على هدية، فعل هشام بالجنيد ابن عبد الرحمن . وكان الجنيد قد أهدى لامرأة هشام قلادة من جوهر ، فاعجبت هشام) ، فاهدي اليه الجنيد قلادة أخرى ، فولاه هشام خراسان . و راى العمال من الخلفاء غفلة و اهمالا ، فاصبحوا لا هم لهم الا حشد الاموال ،