صفحة:أدباء العرب في الأعصر العباسية.pdf/14

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

والاستكثار من الصنائع و الموالي . وراى الناس الانحلال يدب في هيكل الدولة» فاخذوا يشقون عليها عصا الطاعة . وهم انما كانوا خاضعين كرها لا رغبة 4 تفاله السبت المارك قيل لبعض الامويين : « ١٠ كان سبب زوال ملككم ؟ » قال : « اختلاف فيا بيننا واجتماع المختلفين علينا .. ومن يتتبع الحوادث التي تقدمت سقوط بني امية يتبين له صحة هذا القول - فان الاحزاب السياسية على اختلافها في المذاهب والعقائد كانت تسمى جميعاً لقلب العرش الاموي . فاجتمع على ذلك الخارجي والزبيري والعلوي والعباسي والشعوبي . فشرع كل واحد منهم يرمي الي هدفه من الناحية التي ينتمي اليها . فتكاثر وقع السهام على هيكمل الدولة حتى انهد بناؤه فانهار انهياراً .وساعد اعداء الامويين على نيل مأربهم انشقاق امية على نفسها ، فان امراءها اخذ بعضهم يكيد لبعض ، فاضعفوا شأنهم واطمعوا الناس فيهم . ويعود سبب هذا الانشقاق الى نظام ولاية العهد ، فانه كان يثير الضغائن بين الاخ واخيه، فضلا عن القريب و قريبه . وحسبنا ان نلقي نظرة عجلى على طلاب ولاية العهد في صدر الاسلام وفي العصر العباسي لتعلم مبلغ ما جرت من الويلات على الخلفاء وابنائهم . و فساد النظام في ولاية العهد قائم على تعددها فان الخليفة كان يعقد الولاية في حياته لاثنين او ثلاثة من اولاده، او لولده واخيه . فاذا استخلف ولي العهد الأول ، استبد بالامر ، وحاول خلع الثاني لينقل الولاية الى بنيه . فهشام بن عبد الملك لم يشنع على ابن اخيه الوليد بن يزيد ، ويرمه بالكفر والفسوق ، وينفر الناس عنه الا لان ولاية العهد كانت له ، وهشام يريدها لابنه من بعده ومات هشام ولم يستطع خلع الوليد ، ولكنه استطاع ان يسيء الى سمعته ، فجعله في عيون الناس كافراً زنديقا لا يشبع من الحمر والفسق والمجون ا الصنائع جمع الصنيعة ، تقول : هو صنيعتي اي الذي اصطنعته النفسي ، وريته وخرجته ، واختصصته بالصنع الجميل .