صفحة:أدباء العرب في الأعصر العباسية.pdf/15

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ولسنا نحاول ان تدفع هذه التهمة عن الوليد فانه لم يكن بريئاً من التهتك والشك . ولكننا نعتقد انه لم يكن شر بني قومه ولولا ولاية العهد ، واضطهاد هشام له ثم انتقامه من ابني هشام بضربه احدهما ، وحبسه الآخر ، لما كره الناس حكمه و ناروا به وقتلوه . ولكن السياسة صورته لهم جباراً عنيداً، يمزق القرآن، ويستهتر بالفجور ، و يغتسل بالخمر . وصورت ابني هشام ضحيتين بريئتين يطغى عليها الفاسق بالحبس والتعذيب وليس من غرضنا ان نتبسط في الكلام على الوليد وقتله، وانما نريد ان تظهر ما جر نظام ولاية العهد من النكبات على بني امية، فانه رمى بينهم الشقاق؛ فتفرقت كلمتهم . وكان مقتل الوليد شؤماً عليهم وسباً قويا لسقوطهم ، لأن الناس طمعوا واجترأوا عليهم . فأخذوا يثيرون بعضهم على بعض ليزيدو هم ضغينة و اختلافا . فلم يقم خليفة بعد الوليد الا خرج عليه بعض ابناء عمه ، وحاربوه ونازعوه الإمامة . فاصبحت البلاد في اواخر العصر الأموي ميدانا للحروب والثورات فيهم فيتضح مما تقدم ان عدة اسباب تواطات على اضعاف سلطان امية ، فمن امعان في اللهو والترف ، الى غفلة و أعمال في اولي الأمر، الى شقاق واختلاف في الأسرة الأموية ، الى اتفاق الاحزاب المختلفة على ازالة هذا الملك الضخم . فالخوارج يرون ان الحكم الله لا للناس، والشعوبية يطلبون الخلاص من بني امية، لعل في تغير السلطان راحة لهم وفرجاً . والعلويون بيثون الدعوة لانفسهم . والعباسيون يسايرونهم في بثها ، ليستغلوها منهم بعد حين وقد رأيت ان قول الاموي في زوال ملكهم : « اختلاف فيا بيننا ، واجتماع المختلفين علينا » يكاد يختصر اسباب الضعف كلها في البيت المالك الدعوة العلوم ذكرنا في الكتاب الاول ان الحسن بن علي نزل عن الخلافة لمعاوية بن ابي سفيان نفوراً من الحرب وابتغاء حقن الدماء . غير ان هذا النزول لم يرق الشيعة LAP