صفحة:أدباء العرب في الأعصر العباسية.pdf/17

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

فتخوف العباسيون منه، وحسبوا له حساباً . فرأوا ان يعقدوا مؤتمراً يجمع بني هاشم علويهم وعباسيهم للاتفاق على من يخلف الأمويين من اهل البيت . فعقد المؤتمر في مكة ، وحضره من العباسيين أخوا ابراهيم الامام ابو العباس السفاح ، وابو جعفر المنصور وغيرهما ، وحضره من العلويين عبد الله بن الحسن وولداه محمدو ابراهيم وغيرهم فتباحثوا في الأمر ، فتشبث العلويون بحقهم في الامامة ؛ فلم يجد العباسيون بدأ من مسايرتهم ريثا تتهيأ لهم الاسباب ليستقلوا بالامر دونهم . فوافقوهم على مبايعة محمد ابن عبد الله بن الحسن الملقب بالنفس الزكية ويرجح ان هذه البيعة جرت سر الان العباسيين انكروها بعد أن قوي ساعدهم . وحاول محمد بن عبدالله اعلانها ، فلم يصدقه احد الا الذين عرفوا دخيلة الأمر وعددهم قليل . وجملة القول ان الدعوة العلوية كانت ضعيفة ضئيلة بالنسبة الى الدعوة العباسية . وتعود أسباب هذا الضعف الى انقسام الشيعة وتعدد فرقهم . ثم الى مبايعة ابي هاشم لمحمد بن علي بن عبدالله بن عباس والتفاف الشيعة الكيسانية عليه وعلى ابنه ابراهيم الامام من بعده . ثم الى مبايعة بعض العباسيين محمد بن عبدالله بن الحسن،فان العلويين غرتهم هذه الظاهرة من ابناء عمهم؛ فركنوا اليهم . ومن اسباب الضعف ان العلويين بالغوا في الخروج على بني امية . فكثر فيهم التقتيل؛ فقأوا فضعفوا . اما العباسيون فلم الى العصيان، ولم يقتل واحد منهم الا بعد ان اظهروا دعوتهم ، فكثروا وقووا . الدعوة العباسية ابتدأت الدعوة العباسية بالظهور سنة 100 هـ ( ۷۱۸ م ) في خلافة عمر بن عبد العزيز . فان محمد بن علي بن عبدالله بن عباس بعد ان اخذ الوصاية من ابي هاشم ،انشأ يؤلف الجماعات السرية ، فاختار اثنى عشر نقيبا لبث الدعوة . وجعل تحت ايديهم سبعين رجلا يأتمرون أمرهم . و اوصاهم ان يولوا وجوههم شطر خراسان لانها اصلح من غيرها لنشر الدعوة . ومما قاله في كتابه لهم : « عليكم بخراسان ، فان هناك