صفحة:أدباء العرب في الأعصر العباسية.pdf/20

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

و تعقب جيش السفاح مروان في هزيمته حتى ادركه في مصر صالح الخوعبدالله ابن علي ، فقتله واحتز رأسه ، وارسله الى السفاح - وبايع اهل مصر العباسيين فاستتب لهم الامر ، وزالت الخلافة الأموية من الشرق بعد مقتل مروان . مبرة العصر فقد رأيت ان الفضل في بنيان العرش العباسي للفرس عموماً، ولابي سلم خصوصاً فلا غرو ان تصطبغ المملكة العباسية باللون الفارسي ، ويكون للفرس صوت بعيد فيها ، فيستأثروا بالخطط العالية، ويتولوا شؤون الدولة ، ويديروا سياستها، ويتمتعوا تجميع الحقوق التي كان العرب يتمتعون بها دونهم . فقد اعادت لهم موقعة الزاب سابق عزهم ، فغلب عنصرهم على العنصر العربي، وطبعوا العصر العباسي الاول الخاص را بدهم على اننا لا نرى اطلاق الكلام دون احتياط ، فان بني العباس في عصرهم الاول كانوا اصحاب حزم وقوة وتدبير, وقد علموا أن الفرس اهل سيادة وبطش، ورأوا منهم اخلاصاً ومناصرة ، فقربوهم ، وقلدوهم مناصب الدولة ، ولكنهم لم يحجموا عن الفتك بكل من يخشى شره منهم فابو جعفر المنصور قتل أبا مسلم الخراساني لما داخلته الربية في الخلاصه ، مع ان ابا مسلم هو الذي حمل اعباء الدعوة العباسية على عاتقه . والرشيد نكب البرامكة على بكرة أبيهم ، لما استفحل امرهم ، و قوبت شوكتهم ، واحس منهم خطراً على سلطانه . فخلفا ، هذا العصر كانوا شديدي الحرص على ملكهم، يستحلون كل شيء في سبيل تأييده . فقد تجدهم اعدل خلق الله واعظمه تسامحاً ، ثم تجدهم اكثره جوراً و البرامكة : اسرة فارسية كان منها وزراء الدولة العباسية حتى نكبهم الرشيد و برمك رقبة وراثية خاصة برئيس الكهان بمعبد « نوبهار » پبلخ . وكان البرامكة قبل اسلامهم يملكون الاراضي التابعة لهذا المعبد ويتولون فيه رئاسة كهان النار .