صفحة:أدباء العرب في الأعصر العباسية.pdf/27

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الدفاع عن القديم وغير طبيعي ان يحدث شيء جديد مكانشي.قديم دون ان يدافع هذا القديم عن نفسه : سنة تنازع البقاء . ويستوي في ذلك المالك والقبائل والأديان والمعايش و الاخلاق والعادات والازياء والعلم والادب: شعره ونثره، فقد اغار الأدب الجديد على الادب القديم في العصر العباسي الأول . فثبت له هذا، واعد ما لديه من قوى الدفاع ليرد عنه غائلة غازيه ومن المعقول ان يكون للادب القديم انصار واتباع ، يقاومون دعاة المذهب الجديد ، فان جماعة العلماء والرواة وذوي السلطان كانوا يستغربون هذا الجديد ، وينعونه على اصحابه ، وربما انف الرواة من روايته ، والاستشهاد به ، ولو جاء آية في الابداع وقد اخذ يظهر كره الجديد والدفاع عن القديم في الصدر الثاني للإسلام ، فان بعض الرواة كانوا يعدون شعراء بني امية مولدين ، بالاضافة الى شعراء الجاهلية والصدر الأول، ويرفضون الاحتجاج باقوالهم . واقدم اصحاب هذا المذهب ابو عمرو ابن العلاء،و كان لا يرى خيرا الا في الشعر الجاهلي والمخضرم . فإذا سئل عن المولدين قال : « ما كان من حسن فقد سبقوا اليه، وما كان من قبيح فهو من عندهم .» وربما اعجبه شعر جرير والفرزدق فيقول : « لقد حسن هذا المولد حتى هممت ان آمر صبياننا بروايته . » فيستدل من ذلك ان العلماء كانوا لا ينكرون الجمال على الشعر المولد،و لكن يعتقدون انه مستمد من الشعر القديم، ويأبون الاستشهاد به لقلة ثقتهم بلغة المولدين من اهل عصرهم • وقد يستشهد بعضهم مكرها بشعر مولد كما فعل سيبويه والاخفش ، فانها لم يحتجا بشعر بشار الا بعد ان هددها بالهجاء ولابي نواس مداعبات كثيرة مع انصار القديم. فقد كان يستهزى منهم ،وهم