صفحة:أدباء العرب في الأعصر العباسية.pdf/28

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

TY ينكرون عليه شذوذه عن مذهبهم و لطالما تعرض الشعراء المحددون للضرب والطرد والحبس ،لان الخلفاء العباسيين كانوا يؤثرون مسايرة المحافظين على القديم، لما يتعلق بهذا القديم من تقاليد دينية، وروابط عصبية . وربما اتهم الشاعر المجدد بالزندقة فلا ينجو من العقاب . لذلك كان يعتصم بالتقية بعض الاحيان فيتحدى مذهب الاقدمين ولاسيما في المدح والرثاء . فيقف على الطلول ويبكي الدمن، ويصف ناقته، ويكثر من الغريب ، ليرضي ممدوحه او اهل مرثية ،و ليظهر لاصحاب اللغة انه خالط العرب الصرحاء ، واخذ عنهم لغاتهم و اصطلاحاتهم حتى استوى لسانه وسلم من العثار فاذا انت درست شعر هذا العصر، رأيته يختلف في تحدده، و محافظته ،باختلاف فنونه و اغراضه . وأكثر ما يظهر لك الجديد من الشعر في الغزل ، والمجون ، والحمر واللهو،ووصف القصور والحدائق، و الطبيعة والرياض. لان الشعراء كانوا يصورون في هذه الفنون عواطفهم واخلاقهم، ويصورون عادات عصرهم و اخلاق ابنائه ،وما فيه من ترف وخلاعة،وما تقع عليه عيونهم من جمال مطبوع و جمال مصنوع. واما في وصفهم القفار والطاول والابل فيصورون عصراً يختلف كثيراً عن عصرهم في تجددهم صادقون ينطقون بما يرون ويحسون . وهم في تقليدهم كاذبون فهم مسترون اغراض الشعر وفونه 4 تعددت اغراض الشعر في هذا العصر وتنوعت بتنوع اسباب الحضارة، ولكنها لم تكن كلها في مستوى واحد . فمنها ما كان قويا فضعف ، ومنها ما كان ضعيفاً فقوي . واهمل بعض الفنون ، وبقي بعضها على حاله . واستحدثت فنون اخرى لم تكن معروفة في الشعر القديم. ولضعف هذه الاغراض وقوتها واهمالها واستنباطها اسباب نأتي على ذكرها : ا الشعر السياسي شاع هذا الفن في الصدر الاول للاسلام بين شعراء النبي وشعراء المشركين . ثم