صفحة:أدباء العرب في الأعصر العباسية.pdf/32

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۲۶ مهاجاة الشعراء بعضهم لبعض . ولم يتنكبوا عن هجاء الخلفاء فعل بشار ودعبل . وجعلوا الهجو كالمدح آلة للتكسب يهددون به من يمدحونه ،اذا اخلفهم غيثه،او اقل دره . فعرضوا بانفسهم للحبس والضرب والنفي ، و للموت احياناً السماء اكتسب الرثاء العاطفي رقة وسهولة ، فزاد تأثيره في النفوس . واما الرثاء المتكلف فكان كالمدح مشحونا بالغلو والكذب . ومما ينبغي ذكره ان الشعراء اكثروا من توطئة مراثيهم بالزهد والمواعظ ، وذم الدنيا ، والتذمر على الدهر الفخر والحماسة من المعقول ان يضعف هذا النوع بعد ان انصرف الشاعر الى اللهو والمجون والتزلف ، و بعد ان فقد عصبيته وسيادته ونخوته وفروسيته. وخصوصاً ان اكثر الشعراء من الموالي . وهم في جملتهم فرسان قصف لا فرسان حروب الزهر لم يعرف الزهد على حقيقته الا في هذا العصر بعد ان ترجمت الحكمة الفارسية الهندية، واطلع عليها الكتاب والشعراء . وكان ابو العتاهية اول شاعر تأثر بها فاظهرها في شعره. وافتن في الزهد فابدع بعد حياة قضاها بالعبث و المجون. وجاراه كثير من الشعراء فاجادوا ، و لكنهم لم يبلغوا غايته q الحكم والحكم ايضا كان لها شأن يذكر، ولاسيما بعد نقل الفلسفة اليونانية ،فاصطنعها الشعراء ومنهم من أكثر منها ، وطبع بها شعره كابي تمام وتختلف الحكم في هذا العصر عنها في الجاهلية والاسلام انها اصبحت قائمة