صفحة:أدباء العرب في الأعصر العباسية.pdf/33

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۳۷۰ على مذاهب فلسفية وادلة عقلية ، وتفكير صحيح ولم تبق محصورة في ما توحيه للشعراء تجارب الايام وحوادثها . واليك مطلع قصيدة انشدها محمد بن عبد الملك في حضرة المأمون ،يحرضه على قتل ابراهيم بن المهدي حين ظفر به ، فتجد الفلسفة اليونانية ظاهرة كل الظهور : ألم تر أن الشيء الشيء علة، يكون له كالنار تقدح بالزند ؟ الطرديات وعني الشعراء بوصف الصيد والكلاب والجوارح ، واتخذوا لذلك بحر الرجز السهولته ولينه وحسن مؤاتاته في الوصف . وكان هذا الفن قد ضعف في صدر الاسلام لاشتغال الناس بالحروب عن العيد واللهو . فلما قامت الدولة العباسية وتوطدت اركانها، واطمأن الخلفاء الى ملكهم ، ووفرت لهم اسباب اللهو والترف، او لموا بالصيد ،فصرفوا له وقتا غير قليل من حياتهم الخاصة ، واولع الناس به اقتداء بملوكهم فاولع الشعراء بوصفه . فاستعاد هذا الفن سابق عزه في الجاهلية . و لكن الشعراء العباسيين كانوا متأثرين بحضارة الفرس وما فيها من جديد فامعنوا في وصف الكلاب والجوارح و الديك والفهد بخلاف الشاعر الجاهلي فانه كان يجعل همته في وصف جواده الذي ينطلق به في اثر الحمر الوحشية . 11 الفن التعليمي من تجد في هذا الشعر ما يروقك لانه غث بارد ، اصطنعه اصحابه لنظم انواع شتى من العلوم ، تسهيلا لحفظها بعد ان اصبح الاقبال على العلم عظياً و الناظم في هذا الفن لا يسمر بنفسه الى الخلق والابداع ، فالافكار ماثلة امامه ، فما عليه الا ان يجمعها في كلام موزون مقفى ، خال من الروعة والرونق ، وليس في هذا كبير امر على من يحسن النظم ا ابراهيم بن المهدي هو عم المأمون ، ادعى الخلافة وخرج على ابن اخيه ، فطارده المأمون حتى ظفر به فعفا عنه