صفحة:أدباء العرب في الأعصر العباسية.pdf/34

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

TA و اول من طلب هذا الفن ، ابوالفضل سهل بن نوبخت من خدم المنصور و المهدي فانه نظم كتاب كليلة ودمنة . ثم تلاه أبان بن عبدالحميد اللاحقي شاعر البرامكة،فنظم فنوناً مختلفة من العلوم، منها كتاب كليلة ودمنة، قدمه لال برمك ليحفظوه ، فاعطاه يحيى بن خالد عشرة آلاف دينار . واعطاه الفضل بن يحيى خمسة الاف دينار . ولم يعطه جعفر شيئا وقال له : « يكفيك ان أحفظه فاكونراويتك » قال في مستهله : هذا كتاب كذب ومحنه ) وهو الذي يدعى كليله دمنه وهو كتاب وضعه الهند فيه دلالات وفيه رشد ، وصفوا آداب کل عالم ، فا الحكماء يعرفون فضله، والسخفاء حكاية عن ألسن البهائم والشحناء يشتهون هزله و على الجملة فقد تعددت اغراض الشعر المولد، وخصبت الافكار بالمعاني الطريفة، واتسع باب الوصف وتعددت سبله . فبالغ الشعراء في التشبيب ووصف الحمرة والصيد والاخلاق والخصال والعادات . وهم ،وان اقتصدوا في وصف القفار و الطلول و الابل والوحش ، بعامل التطور الاجتماعي ، لقد استعاضوا عنها وصف القصور وزخرفها ، والبساتين ومياهها ، والطبيعة ورياضها - . . ومما ينبغي ذكره ان هذا الشعر على تعدد اغراضه لم يجاوز النوع الغنائي . و تصرف النظر عن الفن التعليمي لانه خارج عن صفة الشعر الحقيقية ، فما نعد نظم كليلة ودمنة وغيرها من النوع القصصي لضعف الميزة الأدبية فيها ، وخلوها من الروعة والطلاوة ، ولا نعد الحوادث الصغيرة التي يرويها الشاعر بقالب قصصي ،لاننا نريد الملاحم الطويلة التامة كالالياذة والاوديسه وسواهما . و نرى ان خلو الشعر من هذا النوع يوجع اولا الى جهل العرب الادب اليوناني لانهم لم ينقلوه كما نقلوا العلوم والفلسفة، ثانيا الى ان الشعراء لم يهتموا بنظم تصص طويلة ، لانصرافهم الى التكسب من أقرب الطرق و الملاحم تقضي وقتا طويلا ،