صفحة:أدباء العرب في الأعصر العباسية.pdf/36

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

، نفوذهم وتأثيرهم . واصبحوا كاداة اللهو ، يقبل عليها المتلهي مدة ، ثم يضجر منها فيهملها او يحطمها . فرب شاعر كان ذا حظوة عند الخليفة ، ثم امسى طريدا محفوا. او شاعر بات ليلته يسامر الامير ، فما طلع عليه الصباح الا كان السجن مأواه واكن بقي للشعراء دالة على الملوك اكثر من غيرهم ، لما للشعر من التأثير في النفوس ، ثم لما للمدح خصوصاً من سحر يفتن ألباب الامراء على ان اجمل شيء كان الشعراء يتمتعون به هو الثروة ، فان الخلفاء والامراء بسطوا لهم الاكف ، واعطوهم بغير حساب ، حتى لقد تبلغ جائزة الشاعر مائة الف در هم وربما وهبوه الضياع ، والجواري ، والغلمان ، وما الى ذلك من متاع . وليس في هذه الهبات السنية ما يحملنا على الشك في صحتها ، لان خزائن المملكة كانت تغص باموال الفيء والخراج . ويخبرنا ابن خلدون في تاريخه ان جباية الخراج السنوية بلغت عهد المأمون ۳۹۰،۸٥٥،٠٠٠ درهم * لذلك استطاع الشعراء ان يعيشوا ناعمين مترفين، وجمع بعضهم اموالا طائلة . ذكروا ان سلما الخاسر " ترك ثروة مقدارها خمسون الف دينار، ومليون وخمس مائة الف درهم ، ما عدا الضياع . فقير عجيب ان يكثر عددهم ، ما دام الشعر يدر لهم هذا الدر الغزير ! ونحن نشرع الان بدرس اشهرهم مبتدئين بالمخضرمين منهم ، وهم الذين ادركوا الدولتين : الاموية والعباسية . ثم ننتقل الى من جاء بعدهم ، ونفتتح الكلام بیشار . ا اي نحو ثلاثة الاف وثلاث مائة جنيه مصري ذهبا . على تديل ان الدينار يساوي خمسة عشر درها ؛ او نصف جنيه مصري من الذهب ٢ اي نحو ۰ ۰ ۰ ، ١٣٤۰۲۸ جنيه مصري ذهبا . - شاعر ماجن نلم ذ لبشار وروي له ، واخذ عنه . توفي سنة ١٨٦ ه ( ۸۰۲ م ) -