صفحة:أدباء العرب في الأعصر العباسية.pdf/38

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

poter Your بشار في صباه نشأ بشار في بني عقيل نشأة عربية خالصة، فاستوى لسانه على الكلام الفصيح ، لا تشوبه اكنة ، ولا طمطمانية ، ولما ايفع ابدى فسلم من الخطا و كان برد و الده طياناً، وولد بشار مكفوفا ، فكان برد يقول : « ما رأيت مولوداً اعظم بركة منه. ولقد ولد لي وما عندي درهم ، فما حال الحول حتى جمعت مائتي درهم . » و قال بشار الشعر وهو ابن عشر سنين . و نزعت نفسه الى الهجاء ،فلقي الناس منه شرا ، ولم يحجم عن التعرض لجرير ، فاستصغره جرير ولم يرد عليه و كان اذا هجا قوماً،جاؤوا الى ابيه فشكوه، فيضربه ضرباً شديداً،فكانت امه تقول : «كم تضرب هذا الصبي الضرير ، اما ترحمه ! . . » فيقول « بلى والله اني لارحمه،و لكنه يتعرض للناس فيشكونه الي . » فسمعه بشار فطمع فيه، فقال له : « يا أبت إن هذا الذي يشكونه مني اليك هو قول الشعر . واني إن الممت عليه ، أغنيتك وسائر اهلي، فان شكوني اليك،فقل لهم : « اليس الله يقول : ليس على الاعمى حرج . » فلما عاودوه شكواه ، قال لهم برد ما قاله بشار ، فانصرفوا وهم يقولون : « فقه برد أغيظ لنا من شعر بشار . » فيتبين لنا من ذلك ان بشاراً طبع على الشعر منذ حداثته ، وطبع معه على الهجاء والشر وحب التكسب والسخر بالدين والناس . فقد عرف بذكائه الفطري ان والده ساذج جاهل . فعبث به لينجو من عقابه . ولم يتحوب من العبث بآية القرآن، فاولها الى غير معناها ، وجعل الاعمى بريئا من الاثم اذا اقترفه . والآية لا تقصد الا اعفاءه من التكاليف التي لا قبل له بها كالجهاد بشار في العصر الأموي ادرك بشار بني امية وبني العباس، فهو من مخضرمي شعراء الدولتين . ويقول ا حال : مضى وتم , الحول : السنة (C