صفحة:أدباء العرب في الأعصر العباسية.pdf/42

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وحاول ان يتقرب من وزيره يعقوب بن داود فلم يحفل به ولا اذن له ، ولا اعطاه ، فرحل الى البصرة غاضباً واخذ يهجو المهدي ووزيره ، ويوجع فيها فكان طول لسانه سبا في هلاكه . لان الخليفة سخط عليه ، واراد اذيته . فاتفق ان رآه مرة في البصرة يؤذن وهو سكران في غير وقت صلاة ، فنسبه الى الزندقة ، وامر بضر به فضرب سبعين سوطا حتى مات . ولما نعي الى اهل البصرة ، تباشروا وتصدقوا لما كانوا منوا به من لسانه. وجاء في معاهد التنصيص انه دفن الشاعر الخليع . فكأن الاقدار شاءت ان تجمع هذين الشاعرين في قبر واحد ، بعد ان تنافرا شطراً من حياتها وتقارضا اقذع الهجاء حماد عجرد مان واميرة قال الأصمعي

« كان بشار ضخماً عظيم الخلق والوجه مجدوراً ، طويلا جاحظ

المقلتين ، قد تغشاهما لحم احمر . فكان اقبح الناس عمي و افظعه منظراً . وكان اذا اراد ان ينشد صفق بيديه ، وتنحنح و بصق عن يمينه وشماله . وكان اشد الناس تبرماً بالناس . وكان يقول : « الحمد الله الذي ذهب ببصري لئلا أرى من أبغض . » اه و كان فاسقا شديد التعهر محب اللهو ، مدمن الخمرة ، يلتمس اللذة ويجد في . ا روی ابو الفرج : « ان يشارا مات سنة ثمان وستين ومائة وقد بلغ نيفا وسبين سنة . » وذكر في ..اهد التخصيص ووفيات الاعيان انه نيف على التسعين . ونحن نرجح رواية صاحب الاغاني مستندين الي ما رواه أبو عبيدة من ان بشارا هجا جرير | وهو حدث فاستصغره جرير ، ولم يجبه ، وليس هناك رواية تدلنا على انه ادرك جريرا وهو كبير ، ولو اخذنا برواية ابن خلكان، وصاحب معاهد التنصيص لاصبح مولد بشار حوالي السنة السادسة والسبعين للهجرة ، وإكان بوسه ان يعاصر جربرا وهو يناهز الاربعين من عمره . ولما كان لجرير ان يستصغره ، ويستخف به فلا يبه على هجائه ، وكان بشار يقول : « هجوت جريرا فاعرض عني واستصغرني ، ولو اجابني لكنت اشعر الناس » . ثم اذا تقصينا ما وصل ا من اخبار بشار و اشعاره لا ترى له خبرا او شعرا ابعد من خلافة الوليد بن يزيد اي من سنة ١٢٥ - ١٢٦ ۵ و ۷۶۲ - ۷۶۳ م . وهذا ما يرجح ان ولادته لم تتقدم خلافة سليمان بن عبد الملك اي قبل وفاة جرير بنحو ثماني عشرة سنة . وخلافة سليان من سنة 96- ۹۹ ۵ و ۷۱۶ – ۷۱۷ م .