صفحة:أدباء العرب في الأعصر العباسية.pdf/47

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

على خصومه الشعراء . واما بشار فانه مال اليه بطبعه الفاسق الفاجر ، ثم بكرهه للناس واحتقاره اياهم ، ثم بجه للتكسب فعل الحطيئة قبله وهو في هجوه صادق لا يتكلفه تكلفاً ، و ان تاجر به وتكسب، فعاطفةالبغض مسيطرة عليه في كل حال . وقد سئل : «انك لكثير الهجاء . ! » فقال : « اني وجدت الهجاء المؤلم آخذ بضع الشاعر من المديح الرائع . ومن اراد من الشعراء ان يكرم في دهر الاثام على المديح فليستعد للفقر ، والا فليبالغ في الهجاء ليخاف فيعطى و كان يصب هجاءه على كرام الناس الذين يضنون باعراضهم ان تخرق ، فيشترونها منه بالمال . فيسكت عنهم او يمدحهم اذا اجزلوا له العطاء - و كان اشد الهيجاء لذعاً بينه وبين حماد عجرد . وسبب تهاجيها ان حماداً كان ندياً لنافع بن عقبة الأزدي و الي البصرة . فسأله بشار تنجيز حاجةله من نافع، فابطاً حماد عنها فغمزه بشار في شعره فغضب حماد و اخبر نافعاً فمنع صلاته عن بشار . فلحم الهجاء بينها نحوا من خمس عشرة سنة حتى مات حماد على ان حماداً لم يستطع ان يسقط بشاراً بشعره، و لكنه هتكه بالزندقة . واما بشار فقد اسقط حماداً ببلاغته وفضحه ، ولم يقصر في رميه بالثنوية " والكفر . قيل اجمع علماء البصرة انه ليس في هجاء حماد عجرد لبشار الا اربعون بيتاً معدودة و لبشار فيه من الهجاء أكثر من ألف بيت . ولكن لم يصل الينا من تراجيها الا شيء قليل لا يعتد به ونحن نكتفي من هجاء بشار بما لا نرى حرجاً في روايته . وهو على نزارته يبين لنا شيئاً من اسلوب الشاعر في هذا الفن، وما فيه من كبرياء ومضاضة و ايلام . فيشار ا الضبع

العضد

م الثنوية : مذهب المانوية نسبة الى مؤسسه ماني وهو مذهب فارسي اتى مصدقا لما بين يديه من المذهب الزرادشتي متفقاً معه على ان في الكون الهين اثنين احدهما اله النور والخبر وهو النهار والثاني اله الظلام والشر وهو الليل 4