صفحة:أدباء العرب في الأعصر العباسية.pdf/51

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

{0 قال : « انا » قال : «ما حملك على هذا الكذب ؟ والله اني لأرى ان لو بعث الله الرباح التي اهاكات الامم الخالية ما حركتك من موضعك ! . » وسنحت لبشار معان يرجع الفضل بها الى عماه كقوله : يا قوم أذني إبعض الحي عاشقة" ، والأذن تعشق قبل العين أحيانا و كان اذا غنته القيان في مجلس لهوه ، وصف مجلسه و تغزل وضمن الابيات التي غنته القيان بها . وقد شاءت هذه الطريقة بين شعراء عصره لكثرة مجالس اللهو والطرب الحمر لم يبق لنا من خمريات بشار الا نزر يسير ليس فيه غناء . ولا ريب ان الشاعر وصف الخمر في اوقات لهوه، واكثر من وصفها، ولكن لم يشهر بها كما شهر ابو نواس بعده ، ولا تفتن في معانيها تفننه . و ان ما وصل الينا من شعره الحمري يكاد لا يخرج عن الدائرة التي طوف فيها الأعشى ثم الاخطل . فهو يتوكأ عليها في النعوت التي نعنا بها الحمرة ،و الاوصاف التي وصفا بها السكران . ومهما يكن من شيء فإن بشاراً تغزل بالحمرة ، واحسن التشبيب بها ، ولكنه لم يطبع اوصافها بطابعه الخاص . وانما جاء مقلداً لسواه . على انه لو وصل الينا من خمرياته شيء يذكر الكان بوسعنا ان نحكم عليه حكماً اصح واعدل الفخر والحماسة عرفنا ان ولاء بشار في بني عقيل ، وعقيل من عامر ، وعامر من قيس عيلان بن مضر ، فكان بشار يتعصب لبني عقيل خاصة ، وللقيسية او المضرية عامة ، وكان يفتخر * كما يفتخر بالفرس اجداده الاول ، وقد استحق لقب شاعر قيس في دفاعه عنهم ، ومهاجاته خصومهم •