صفحة:أدباء العرب في الأعصر العباسية.pdf/52

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

21 وله قصيدة قالها في ابن ابي هيرة عامل العراق عند مسيره الى محاربة الخوارج، فاثار بها الحماسة في صدور الرجال . وقد استهلها بالنزل على الطريقة القديمة ،واخرجها جزلة الالفاظ قوية التعبير على تصوير بليغ لزحف الجيش ، ووقع السيوف ، وانكسار العدو . وحسبك منها تشبيه السيوف تحت النار بالشهب الساقطة في الظلام ، ثم ذلك التقسيم البديع في تصوير الجيش المنهزم ، فقد جمع فيه ما يلقاه المغلوب من نتائج الحرب ، ووخيم مغباتها : « فريق في الإسار ، ومثله قتيل ، ومثل " لاذ بالبحر هار به . » ويجمل بنا ان لا نغفل عن حسن الصنعة في استعارته العتاب للقتال في قوله : «مشينا اليه بالسيوف نعاتبه . » وكان بوسعه أن يقول نضاربه او تحاربه . ولكن الاستعارة هنا ابلغ واوقع في النفس . وفيها من دقة المعنى ، وبراءة المدلول شي. كثير . واي عتاب اشد من عتاب تنتضى فيه الصوارم بدلاً من الالسنة الرياء . لم يصل الينا من رثاء بشار الا شيء قليل . ونحسب ان الشاعر لم يحفل بهذا الفن لقلة الانتفاع به . فهو انما كان يعنى بارضاء ممدوحه هيا ليكتسب منه . ولم يكن يهمه ان يمدحه ميتاً إلم يتوقع خبراً من بعد ذلك . وكأن بغضه للناس امات فيه عاطفة الحزن واللوعة ، فما كان يجزع على فقيد حتى يرثيه رثاء صادقا ، فنفس بشار اصلب من ان ترثي لمصائب الناس . وقد رثى عمر بن حفص العنكي " وكان محسناً اليه ، فو فق بعض التوفيق ، واصيب بولده ، فجزع لموته ، و لكن نفسه ابت عليه التفجع والارنان ، فلم يستطع رثاءه باحسن مما رثی به العتكي - ا قائد شجاع قاتل الخوارج من قبل المنصور في القيروان فقتلوهسنة ۵١٥( ۷۷۰م.)