صفحة:أدباء العرب في الأعصر العباسية.pdf/54

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

{A ابي حفصة ، وكان يقول فيه : « هو كثير التخليط في شعره ، و اشعاره مختلفة لا يشبه بعضها بعضاً . أليس هو القائل : إنما عظم سليمي حبتي قصب السكر لا عظم الجمل " ، وإذا أذنت منها بصلا ، غلب المسك على ربح البصل لو قال كل شيء جيد ثم اضيف الى هذا الزينه . » على انه مهما يكن من تخليط بشار فان اسحق الموصلي قد جار بحكمه عليه . فقد يسف الشاعر الفحل ، ويروى له الغث البارد ، ولكن ذلك لا يحط من قدره ، ولا يضير شاعريته ، ولا يضيع ما له من الحسنات . و بشار نفسه كان يعتذر عن هذا التخليط بقوله : « هذه اشياء كنا نعبث بها في الحداثة » • و قد يخلط بشار متعمداً لحاجة في النفس ، او مراعاة لمقتضى الحال فيسف غير حافل بالتعبير ، كما في قوله لجاريته ربابة : ربابة ربة البيت ، تسب الجل في الزيت ، لها عشر دجاجات ، وديك حسن الصوت وقد سئل عن ذلك فقال : « لكل وجه وموضع . وهذا قلته في ربابة جاريتي ، و انا لا آكل البيض من السوق ، وربابة لها عشر دجاجات وديك،فهي تجمع لي البيض ، وهذا عندها احسن من « قفا نبك » عندك . » ومن عبث بشار قوله على لسان حمار له مات ، وزعم انه رآه في النوم فقال له : « لم مت ؟ الم اكن أحسن اليك ! » فقال الحمار : سيدي خذ بي أتانا عند باب الأصبهاني ، ' بنان ، وبدل قد شجاني ،" حبتي : حمايتي ، ۲ خذ بي : اي طالب بدمي. الاثنان : انثى الحمار ۳ تيمتني : استعبدتني بحبها البنان : الاصابع مفردها بنانة • الدل" : اجتراء وتيه ينتج . شجاني : احزنني .