صفحة:أدباء العرب في الأعصر العباسية.pdf/60

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

54 والناس يكثرون في ذلك . » وقد هجاه بعد مفارقته اياه ورماه بالتقتير على بنيه - و لكنه لم يوفق في الرجوع الى بغداد ، فانه شرع يهجو القبائل التزارية لما اشتدت صولة الشعوبيين ، ولم يعف عن قريش وفيها الخلافة وقبلها النبوة ، فحبس وطال حبسه حتى مات الرشيد واستخلف الامين اتصال بالامیں عرف ابو نواس اولاد الخلفاء منذ قدومه بغداد وهو شاب ، فنادم اولا ولد المهدي ولازمهم ، فلم يلق مع احد من الناس غيرهم . ثم نادم القاسم بن الرشيد ، ولكنه لم يلبث أن فارقه،و تقرب من اخيه الامين ،و كان يومئذ صبياً يدرس النحو واللغة على الكسائي . وزاده اتصالا بولي العهد ان الرشيد امر الكسائي ان يحضر ابا نواس لينشد الامين الشعر النادر، ويعلمه الغريب، فلزمه شاعرنا ولم يفارقه،وراقت الامين صحبة ابي نواس ؛ فاتخذه نديا ، وشاطره اللهو والمجون ، فانحطت اخلاقه في صباه و كان انغماسه في العبث والفسوق من الاسباب التي اضاءت ملكه . و لما بويع بالخلافة بعد ابيه ،جعل الشاعر في بطانته ، فكان الزم له من ظله . ولا ريب ان خلافة الامين كانت اسعد ايام ابي نواس ،وان لم يطل عهدها أكثر من خمس سنوات ، وخمس سنوات شي. يذكر في عمر الشاعر المتنعم . على انها لم تخل بعض الأحيان من تنغيص اذ كان الخليفة يضطر الى حبسه عـلى اعين الناس حين يتهم لديه بالكفر والفجور والمجاهرة بشرب الخمر وألحف عليه بالتشديد يوم اعصوصب الشر على الخلافة بينه وبين اخيه المأمون . وكان ذو الرئاستين في خراسان يخطب بمساوئ الامين ، وقد اعد رجلا يحفظ شعر ابي نواس . فاذا انعقد المجلس قام فذكر الامين وقال : « ومن جلسائه رجل ماجن ، کافر مستهری ، متهكم يقول كذا وكذا .» وينشد من قبائح شعره . ويذكر اهل العراق فيقول : « اهل فسق و فجور ، وخمور و ماخور . » ويلعنهم من ا ذو الرئاستين : هو الفضل بن سهل وزير المامون في خراسان . ولقب بذي الرئاستين لانه تقلد الوزارة والسيف.