صفحة:أدباء العرب في الأعصر العباسية.pdf/62

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

91 نونه ومونه ولما قتل الامين وظفر المأمون بالخلافة ،اصاب ابا نواس شي من الجزع والقنوط ، وتنكر له الدهر فتبرم بالحياة وستم ملاذها وغرورها ،وابي ان يتقرب من المأمون او يمدحه . وكان المأمون قد جعل مقر الخلافة في خراسان ، وليث هناك نحوا من ست سنوات حتى استتب له الامر في بغداد فانتقل اليها و كان بوسع الشاعر ان يتصل به ويستميله بالمديح، ولكن اليأس الذي ساوره بعد مقتل الامين، جعله يزهد في الحياة الدنيا. وتراءى له شبح الموت فراءه، واحس ان قواه تحطمت من كثرة فسوقه واستهتاره ، فقرع الى ربه يستغفره . واقلع عن المجون وشرب الخمر وتنسك حتى هلك وهو على اشد ما يكون من الندم . وكانت وفاته في بغداد وله من العمر نحو من اربع وخمسين سنة ، ودفن في مقابر الشونيزي . صفانه وأميرفي وصفه ابن منظور فقال : « كان حسن الوجه ، رقيق اللون ، حلو الشمائل ، ناعم الجسم ، عظيم الرأس . شعره منسدل على وجهه وقفاه دائما ، وكان الثغ بالراء يجعلها غينا . وكان نحيفاً وفي حلقه "بحة لا تفارقه . »اه و كان الى ذلك رقيق الطبع ، ظريف النكتة ، خفيف الظل ، شديد السخر والاستهزاء ، ماجنا لا يبالي ما يقول وما يفعل . وقد يتزيا بزي الزهاد ليتوصل الى فاحشة يرتكبها ، او معصية يقترفها . وكان يؤثر المجاهرة بفجوره وسكره، ويكره التستر والمتسترين، وصراحته جعلته لا يحفل باقوال الناس فيه، ولا يخجل من التحدث عن تعمره وكان كرعاً متلافا لا يذخر للغد ما يكسبه في يومه : وأشرب وجد بألذي تحوي بداك لها، لا تدخر اليوم شيئا خوف فقر غد و كان يحتقر الاغنياء الذين يستعبدون الناس باموالهم ، فاذا ضمه و اياهم مجلس و الشمائل : جمع الشمال وهو الخلق والطبع . لها : اي للخمرة . حصا