صفحة:أدباء العرب في الأعصر العباسية.pdf/63

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

OV تكبر عليهم . وكان يكره الالحاح في المسألة، ويرعى عهد اصحابه فما يغتابهم ، ويريد ان يحفظوا معه على انه لم تسلم طباعه من التبرم بالناس ، واليأس من صدق مودتهم . ويبدو ذلك منه عند ضيقه في حبسه او افلاسه . وكثيراً ما لازم الافلاس شاعرنا لعظم سخانه ، فتراه متشافا ، شاكيا متبرماً يقول : pospite عليك بالناس من الناس ، إن الغنى ويحك في الياس فهذا الشاعر السمح الطروب ، السادر في فتكه وغلوائه لم يخل عيشه من ساعات سود تجده فيها عابسا قنوطاً نلونه في نسبه سأله الحصيب في مصر عن نسبه فاجاب : « أغناني ادبي عن نسبي.» وقيل انه كان يخجل به فيخفيه ، ويخفي اسم امه لئلا يهجي . وقيل ايضاً انه كان يجهله . فلذلك كثر تلونه فيه، وتنقله في القبائل، فزعم في اول دعوته انه من ولد عبيد الله ابن زياد بن ظبيان من تيم اللات من بكر وائل. فقيل له : « ان الرجل الذي تدعي اليه لا عقب له ، لانه فلج ومات ولا ولد له فلو انك قلت انك من ولد أبان ابن زياد اخي عبيد الله قلنا معك . » فاستحى ابو نواس وهرب من تيم اللات ، وادعى انه تميمي من ولد الفرزدق، وتكنى بابي فراس وهي كنية الفرزدق ، واخذ يتعصب للنزارية ، ويهجر اليمن حتى وقع بينه وبين الحكم بن قنبر التميمي ملاحاة فهجاه الحكم ودفعه عن تميم ، وعيده نسبه وذكر بريه العود، فافتضح ابو نواس . فانقلب على النزارية وادعى اليمنية ، وانتسب الى قبيلتي حاء وحكم . فزجره يزيد ابن منصور الحميري خال المهدي ، وقال له : « انت خوزي فمالك ولحاء وحكم . » فقال : « اناء ولي لهم . » فتركته اليانية ، وقال بعضهم لبعض : « انه لظريف اللسان، غزير العلوم فدعوه، وبهذا الولاء يتعصب لنا، ويكايد عنا ويهجو التزارية . » فكان كما قالوا،فانقلب الى اليمن ، وعدل عن كنيته بابي فراس، واكتنى بابي نواس . وتندم ا خوزي : نسبة الى خوزستان وهي الاهواز